أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


13 تشرين الأول 1990 – معه الحق والحقيقة فمن عليه؟ «شعاع الشمس لا يخفى، ونور الحق لا يُطفأ» (بِقلم بيا ماريا عيد)


ان القضية ليست قضية العماد عون.. القضية قضية شعب


انها السنة رقم ٣٠ لِذكرى ١٣ تشرين ١٩٩٠ لم يكُن يومًا عاديًّا ففي هذا التاريخ سقط عشرات الشهداء من العسكريين لأنهم رفضوا الاستسلام. “انه تاريخ سُطِّر بالدماء، تشرين الأسود كما سُميَ”

كانت معركة السيادة والحرية والاستقلال كما قال العماد عون في ٢ تشرين الأول “رغم كل المتاعب والقهر انتم توصلون اكبر رسالة للعالم، ان القضية ليست قضية العماد عون.. القضية قضية شعب”

في 13 تشرين اصبحت وزارة الدفاع بيد السوريين واعتقلوا الضباط  وأسرعوا في عملية بحث عن ميشال عون لاعتقاله ، عندها قال لهُ السفير الفرنسي جملته الشهيرة: “اعلم انكم شجعان لكن لستم اغبياء لتخرجوا من السفارة”.

يمكن لأي شيء أن يُغيب عن بالنا الا لحظات الغدر بِدخول الجيش السوري مع مساعدة مليشيا القوات، المنطقة التي كانت تحت سيطرة العماد ميشال عون والقصر الجمهوري ووزارة الدفاع. فنرى الفرق واضحًا بين العميل المتعامل مع المحتل على حساب وطنه وشعبه وجيشه فقط لزعامته الاقطاعية وممارسته الميليشياوية والقائد الذي أرادوا لهُ النهاية فكانت بداية وألف بداية. البعض اعتبرها النهاية وغاب عن بالهم ان الدماء والتضحيات التي قدّمها الجيش اللبناني في ذلك اليوم هي ليست الا بداية مخاض طويل وصعب لولادة الدولة العادلة، الحرة والمستقلة التي ما زال يسعى ويضحّي من اجلها فخامة الرئيس حتى اليوم.

لقد كانت مؤامرة كبيرة…

ففي إحدى المقابلات قال العماد ابو جمرا :” علمنا باقتراب الجيش السوري من مراكزنا على الجبهات، لكننا لم نعلم أن الدول ذات المصلحة من اميركا والفاتيكان وفرنسا وحتى اسرائيل قد وافقت على انهاء هذا الكيان الذي أسسناه “
عندما يُحيك القدر مصير لبنان بِخيطان الغدر فتكون النتيجة طغيان ثم ظلم ثم دماء ثم دماء ثم دماء ودموع أمهات آمنت فلذات كبدهم بِقضية لبنان لكن كان مصيرهم ليس حياة واحدة بل اِثنتين.. حياة أبدية في السماء وحياة ثانية في قلوب عشاق وطنهم. كل شيء غاب مع غياب العماد عون أولهم الأمل، أي امل في ظل طغيان الوصاية السورية وتحالف الداخل معها لكن هذا الأمل لم يبقى معدوم بسبب شباب آمنوا بِقضية العماد عون آمنوا بِوطنهم وأكملوا كتابة التاريخ لكن ليس بِقلم الظلم بل بِقلم النضال والكفاح. وهذا ما يسمونه “الحالة العونية” تلك الحالة التي ظنوا اِنها عابرة لكنها اِستمرت حتى بعد عودة العماد عون من المنفى المظلم، اِستمرت حتى يومنا هذا وهي تُكمل سنتها ال٣٠ وفي كل سنة يولد مناضلون جُدد يستلمون شعلة تشرين الأول.

أثبت العماد ميشال عون أنه شخصية لا يمكن فصلها عن المشهد السياسي اللبناني لو مهما ذهب او غاب سيعود أقوى بِكثير مما كان عليه. معه الحق والحقيقة فمن عليه؟ « شعاع الشمس لا يخفى، ونور الحق لا يُطفأ »

بيا ماريا عيد