وحده ميشال عون ومن معه يريدون دولة مدنية خالية من الفساد
ان عدد المسيحيين اصبح ٣٠% من عدد سكان لبنان.
ما لم يعد مقبولا لدى الزعماء المسلمين في لبنان ومن وراءهم في الخارج ان من يمثلون المسيحيين في لبنان وعلى رأسهم ميشال عون يطالبون بالمناصفة الحقيقية…
لقد جرت العادة بعد الطائف ان تسمي الكتل غير المسيحية الشخصيات المسيحية في كل المراكز ، ومع عودة ميشال عون ودخوله الحياة السياسية بدأ بالعمل على تحقيق المناصفة الفعلية ، وهنا اساس الخلاف .
هذا هو الخلاف الحقيقي الذي لا يجرؤ احد على الاعتراف به …
كيف يقبل قادة السنّة في لبنان ونحن نعيش في بحر سنّي يتخطى المليار ان يحكمهم مسيحي يشكل قلّة قليلة في هذا الشرق .
وكيف يقبل قادة الشيعة المنتمون الى الهلال الممتد من ايران الى لبنان مرورًا بالعراق وسوريا ان يحكمه مسيحي اقلّي….
تلك هي المشكلة التي لا يجرؤ احد على قولها .
اخوتي وشركائي في الوطن ، منذ الاستقلال تحالفتم مع عبد الناصر ومع عرفات ومع النظام السوري والسعودي والايراني بوجه الحكم المسيحي في لبنان فعارضتم كل الرؤساء الاقوياء وتناغمتم مع الضعفاء منهم …
لا مشكلة لديكم مع رئيس وزعيم مسيحي الهوية ما دام لا يطالب بالمناصفة الحقيقية …
لا مشكلة مع رئيس لا يطالب بالاصلاح ولا يطالب بالمشاركة الفعلية..
لا مشكلة مع رئيس يقبل الهدايا ويجمع الثروات.
المشكلة مع رئيس يريد بناء دولة القانون والمؤسسات ، فيتساوى المواطنون بالحقوق والواجبات…..
في الطائف اخذتم صلاحيات الرئيس وبعد الطائف اخذتم المراكز وانهكتم الدولة بفائض الموظفين وبالصناديق، افرغتم المؤسسات من مضمونها فتحوّلت الى محميات طائفية وتحول المواطن الى متسوّل على اعتابكم ، وتلطّيتم خلف طوائفكم لتخدموا مشاريع خارجية غير مبالين بمصالح شعب وهوية وطن…
وحده ميشال عون ومن معه يريدون دولة مدنية خالية من الفساد اما انتم لطلما سعيتم لدولة المزرعة ، دولة الّلا قانون لتغطية فسادكم واشباع غرائزكم الطائفية المعفنة…
تخدمون الخارج من سعودي و تركي و ايراني ، وانتم غافلون انكم بالفعل تخدمون المصلحة الاسرائيلية ، فاخراج المسيحيين من لبنان هو هدف اسرائيلي ….
وانتهاء المسيحيين هو انتهاء لبنان …
تحسبوننا بالعدد بينما نحسب انفسنا بالدور والقيمة التاريخية …
المسيحية تدعو للمحبة واحترام معتقد الآخر ، فلا شيء لدينا يدعو للقلق ولا مشاريع لدينا تدعوكم للخوف ، فنحن ضمانة هذا الوطن ونحن اساسه وتاريخه وسنبقى حاضره ومستقبله ….
تعالوا الى الدولة المدنية المتطورة واخلعوا عنكم اثواب الطائفية ، ولا تفكروا بالعدد ، فنحن (الشعب) مسيحيون كنّا ام مسلمون لم نعد نكترث بالمراكز ، نريد وطنا متقدما حضاريا ، بغض النظر عن طائفة المسؤول …
نريد مستقبلا لا جهنماً..
سامر موسي