سيّدي القاضي (بقلم سامر موسي)
سألني مرة العماد عون : اذا تعرّضتَ لظلمٍ ما ، واضطُررتَ للجوء الى المحكمة واذا أُعطيتَ امكانية اختيار القاضي الذي سيحكم بقضيتك ، واذا ما خُيرتَ بين قاضيين ، الاول من دينك وانتمائك السياسي والثاني من دين آخر وانتماءٍ آخر ، فمن تختار ؟؟؟
فجوابي كان : بما انني انتمي لمدرستك وتشبعت من قيمك ، اختار القاضي النزيه ولا ابالي بانتمائه ودينه….
سيّدي القاضي اين انت من هذه الحكمة ، اين انت من هذا الفكر الحر ، اين انت من النزاهة والجرأة …
سيّدي القاضي نحن في بلد تساوى فيه الظالم مع المظلوم والسارق مع المسروق ، الحر مع العبد والقاتل مع القتيل ….
سيّدي القاضي انت المسؤول وانت الحكم ، العدالة المتأخرة ليست عدالة واخفاء الحقيقة هو الجريمة ….
سيّدي القاضي لقد أدّى الفساد الى انهيار الدولة والشعب اصبح على ابواب السفارات ، اما الفاسدون فيسرحون ويمرحون ، يطلقون الشعارات ويعتلون المنابر ويملؤون الساحات ،
كل هذا تحت نظرك ورعايتك ، وعشرات الملفات نائمة في ادراجك …
سيّدي القاضي لم تعد فقط شاهد زور ، لقد تحوّلت الى جلّاد واصبحت شريكا في الجريمة …. جريمة اغتيال لبنان ، هذا الوطن الذي كلّفنا وكلّف اجدادنا وآباءنا نفياً وسجناً ودماً ….
سيّدي القاضي ، ما من احد سواك ، لا المواطن ولا السياسي ولا رجل الدين يستطيعون احقاق الحق وتحقيق العدالة ، فعليك ان تكون على قدر المسؤولية وان تحترم قسمك ، فالتاريخ لن يرحم ونحن لن نرحم حتى الشهداء لن يستريحوا ولن يرحموا….
سيّدي القاضي قم بواجبك او ارحل…