عَ مدار الساعة


يحتفلون بإنقاذ مرج بسري بأداء رقصة الموت على عظام ضحاياهم العطشانين- نسيم بو سمرا

  • الهيدرولوجيا والجيولوجيا لا تعني للبيئيين شيئاً بل النكايات السياسة هي العلم الوحيد الذي يؤمنون به***

يحتفلون في افريقيا برقصة الموت في الجنازات وتسمى  بالفرنسية Macabre Danse ، و بالاسبانية:  Danza de la Muerte وتقوم رقصة الموت على تشخيص للموت يستدعي فيه الميت ممثلين من كل نواحي الحياة ليرافقوه بالرقص والفرح إلى القبر، وهذا ما يفعله البيئيون اليوم بعد تأجيل إنشاء سد بسري؛ هؤلاء الذين يعرقلون بالسياسة، اما البيئة عندهم فهي في آخر سلم أولوياتهم، ولو انهم يرفعون شعار البيئة لاستغباء السذج من اللبنانيين، فيما هم يدارون عن بعد من أحزاب الفساد والافساد، وأمراء الطوائف وقادة الميليشيات، وأول المدعين حرصه على البيئة هو بول ابي راشد الذي نشر تغريدة بعنوان: أنقذنا سد بسري، مع ضحكة عريضة تعتري وجهه، وهو يستنظر منا ان نصفق له على مساهمته في تخريب مشروع حيوي كسد بسري، لا بل هو مشروع استراتيجي يدعم صمود اللبنانييين في أرضهم، لأنه يؤمن لهم موردا مستداما لري مزروعاتهم كما يروي عطشهم، الذي سيبدأ مليون ونصف المليون لبناني، بالشعور به في غضون أقل من سنتين؛

إذا هو البيئي الفاشل بول ابي راشد الذي وبعكس التوجه العالمي كما بتناقض مع علم الهيدرولوجيا، يعتبر ان لبنان ليس بحاجة الى سدود، فيما الدول الكبرى وعلى رأسهم الصين تستثمر مليارات “اليوان” سنويا لانشاء مزيد من السدود، مسوقا نظريته الفاشلة بأن لبنان هو الوحيد في العالم الذي لا تنضب مياهه الجوفية حتى لو سحبها كلها، وهو بذلك يدل الى غبائه في الأمور البيئية، لأن العالم كله يمنع استخدام مياهه الجوفية الا في حالات الطوارئ وبمواسم الشح حصراً، لانها تحتاج لسنوات من مواسم غزيرة بالامطار لتعود فتمتلئ، اما نحن في لبنان فنهدر مئات الآلاف من الامتار المكعبة سنويا من المياه الصالحة للشرب، تذهب الى البحر، بالاضافة الى ان الاعتماد على المياه الجوفية فقط واستخدامها بشكل مفرط كما يطالب ابي راشد، يمكن ان يفرغ المياه الجوفية خلال سنوات قليلة ويعرض الطبقة الأرضية للهبوط، وهذا ما يحصل في ايران حيث تهبط مدينة طهران بمعدل يصل إلى ربع متر في السنة، بسبب استنزاف مستودعات المياه الجوفية في المدينة، حيث يجري ضخها لري الحقول المحيطة بالعاصمة ولإمداد السكان البالغ عددهم 13 مليون نسمة، بالمياه؛ ولكن ابي راشد وأتباعه المأجورين مثله، احتفلوا بتوقف انشاء سد بسري، فهم يفتخرون بحرمان مليون ونصف المليون لبناني من المياه، سيعطشون في اقل من سنتين، فبذلك يرقصون رقصة الموت على عظام ضحاياهم من العطشانين… فعلا يجب ان نصفق لغبائكم.

بالمحصلة يتبين لنا ان لا الهيدرولوجيا ولا الجيولوجيا تعني للبيئيين شيئاً، بل النكايات السياسة هي العلم الوحيد الذي يؤمنون به، وهم مستعدون لتعطيش كل اللبنانيين كما بمنعهم من الحصول على الكهرباء، فقط كي لا يُنسب للتيار الوطني الحر الفضل بانه أمّن حقوق للبنانيين بالكهرباء والمياه بعد عقود من الاهمال والحرمان.