نحن في صلب اشرس المعارك هرب الخائفون، وتراجع الوصوليون، وطُعنّا من الخونة ، بقي المخلصون المؤمنون ، وبهؤلاء سننتصر….
بالامس جلسنا معه لمدة ساعتين قاربنا مختلف المواضيع الاقتصادية والامنية والدولية ….
كلما اشتدّت الازمة تراه يزداد صلابة ، يرفع المعنويات يعطي الامثلة يربط الاحداث ويستخلص العبر …
وعندما سألته عن العقوبات ، ضحك وهزّ برأسه ، فهو لا يبالي في حين ان لبنان بكامله تحت تلك العقوبات ومنذ زمن بعيد.. (يسواني ما يسوى لبنان يقول جبران )
فلبنان يُعاقب منذ الـ٤٨ مرورا بال٧٥ وصولاً الى الطائف و بعدها تموز ٢٠٠٦ وصولا الى النزوح السوري وآخرها حصار اقتصادي اوقع الهيكل على رؤوسنا ، كل هذه المسارات والمحطات ما كانت لتحصل لولا التوقيع الامريكي عليها….
فما همه من عقوبات تطال شخصه في حين ان لبنان كله يرزح تحتها….
وعندما تسأله عن الحراك وعن مرحلة ما بعد ١٧ تشرين يفاجئك بأنه غير منزعج لا بل يعتبر ما حصل فرصة لفتح نافذة في الجدار المغلق ، فربما هذه المرة ننجح في فرض بعض الاصلاحات واحقاق بعض التغيير ، فالحراك بالنهاية يدعم مطالبنا ، والمهم تحقيق المطالب حتى لو كانت على حساب سمعتنا وكرامتنا ، ففي النهاية لا بد للحقيقة ان تتظهر وسيدرك الناس ومنهم اخصامنا ، اننا منزهون عن الفساد بكل اشكاله….
اما عن العلاقة مع باقي الاطراف السياسية واسباب الاختلاف معهم فيلخص جبران الاسباب بمقولة ، لسنا منهم ولا نشبههم لذلك نختلف معهم…
وعندما تسأله عن الحالة الشعبية ، فجوابه حاضر ، في هذه المرحلة لا نعدّ الاصوات ، ويعود فيذكر ، عام ٨٩ غالبية الشعب ايّدت العماد عون ، وبعد ١٣ تشرين تراجع الناس وبقي جنود جدعون الذين لا يتخطون المئات ، وعام ٢٠٠٥ عاد الامل فالتف الناس من جديد حول القائد العائد ، حول الحلم الذي طال انتظاره ، ومع اصطدام التيار بالطبقة السياسية و خاصة في مرحلة حرب تموز تراجع كُثر وقيل حينها (خفّت الشعبية) ومع وصول العماد الى قصر بعبدا التف الناس من جديد ومعهم كل انتهازي ووصولي …. اما اليوم ونحن في صلب اشرس المعارك ، هرب الخائفون ، وتراجع الوصوليون ، وطُعنّا من الخونة ، فبقي المخلصون المؤمنون ، وبهؤلاء سننتصر ….
فالمعارك تحتاج للابطال ، للمؤمنين …
وغدا بعد النصر والنصر اكيد ، سيعود كل هؤلاء ليكونوا في الصورة من جديد ، لكن هذه المرة لن يكون لهم مكان بيننا ، المكان فقط للاوفياء ..
مرّ الوقت وحلّ الظلام ، لم يتعب من الكلام ولم نملّ من الاستماع ، فمعظم الحاضرين بحاجة الى جرعات الدعم والمعنويات وباسيل لا يكل ولا يبخل ، مع انه يعلم ان المعركة صعبة ، الّا انه يؤمن بقوة الحق وبقوة الحقيقة ويؤمن بصلابة محازبيه ويؤمن باننا سنخرج منتصرين ككل مرّة ، فالنصر للاقوياء في نهاية المطاف…ومعنا سينتصر كل لبنان …..