استقبل الرئيس عون وزيرة الجيوش الفرنسية السيدة فلورانس بارلي يرافقها السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه ووفد عسكري وديبلوماسي، حيث جددت تقديم تعازي بلادها بالضحايا الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت محيية شهداء المؤسسات العسكرية والأمنية. ونقلت الوزيرة بارلي الى الرئيس عون رسالة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤكدة وقوف فرنسا الى جانب الشعب اللبناني في المأساة التي حلت به. وقالت ان بلادها قدمت مساعدات كثيرة وسوف تقدم المزيد لاسيما المعدات التي تساعد في رفع الانقاض واستكمال اعمال الإغاثة ومسح الاضرار، وسيشارك في كل هذه المهمات نحو 750 عسكريا فرنسيا يصلون اليوم.
وأشارت الى ان خبراء فرنسيين سيساعدون في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات جريمة التفجير، بالتزامن مع ارسال مواد غذائية وتجهيزات للبناء تنقلها باخرة فرنسية تصل الى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة. وقالت الوزيرة بارلي: “يمكنكم الاتكال على فرنسا التي اكد رئيسها ايمانويل ماكرون عندما زار بيروت انه يضع كل الإمكانات بتصرف لبنان، الدولة الصديقة. كذلك ساهمت مؤسسات وشركات خاصة فرنسية في تقديم مساعدات عينية سوف تصل تباعا الى مرفأ بيروت والمطار.”
وتمنت بارلي ان يتم سريعا تشكيل الحكومة الجديدة للمضي في الإصلاحات التي يرى المجتمع الدولي ضرورتها، لافتة الى ان الرئيس ماكرون سيعود الى لبنان في الأول من أيلول المقبل لمتابعة الاتصالات التي كان بدأها مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، وللاطلاع على تطور عملية اصلاح الاضرار في المناطق المدمرة. ونوهت وزيرة الجيوش الفرنسية بالدور الذي يقوم به الجيش اللبناني في عملية الإغاثة ورفع الانقاض واستقبال المساعدات وتوزيعها بتنظيم لافت.
ورد الرئيس عون شاكرا الوزيرة بارلي على زيارتها، مؤكدا على عمق العلاقات اللبنانية- الفرنسية وتجذرها، منوها خصوصا بالدعم الذي قدمه الرئيس ماكرون للبنان سواء خلال زيارته الى بيروت او من خلال دعوته لمؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني. وقال الرئيس عون ان التحقيقات مستمرة لجلاء ملابسات الجريمة التي وقعت بالتوازي مع العمل على مسح الاضرار والتخطيط لاعادة بناء المنازل المتضررة وتوفير المواد الغذائية.
واكد رئيس الجمهورية تصميمه على المضي بالإصلاحات التي ستبدأ فور تشكيل الحكومة الجديدة، وان جهدا كبيرا سيبذل على هذا الصعيد لإزالة كل العقبات التي تبرز في مثل هذه الظروف. كذلك شدد الرئيس عون على المضي في مكافحة الفساد في البلاد لان هذه العملية أساسية لوقف الهدر والرشاوى والفوضى في الإدارات والمؤسسات اللبنانية. واعتبر ان كل المؤسسات الرسمية مجندة لإزالة اثار التفجير وتأمين المساعدات والسكن والإغاثة للمتضررين، منوها بالدور الذي يقوم به الجيش على مختلف المستويات الأمنية والاغاثية وتوزيع المساعدات.
وبعد الاجتماع، تحدثت بارلي الى الصحافيين فقالت: “لقد التقيت للتو فخامة رئيس الجمهورية، بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى بيروت، لساعات عقب الانفجار الذي تعرضت له. ان فرنسا هي في الواقع الى جانب الشعب اللبناني، كما دائما، واليوم اكثر من أي وقت مضى، اثر هذه الكارثة التي أودت بحياة العديد من الشهداء وخلفت عددا من الجرحى، مخلّفة شريحة كبيرة من السكان ضحية الهلع.”
اضافت: “منذ الساعات الأولى، قام الرئيس ايمانويل ماكرون بتقديم المساعدة الى الشعب اللبناني حيث تم انشاء جسر جوي بين فرنسا ولبنان لهذه الغاية. وسأكون بعد لحظات في مرفأ بيروت لاستقبال حاملة طائرات الهليكوبتر “Tonnerre” التي ستشكل دليلا اضافيا لالتزام فرنسا الوقوف الى جانب لبنان والشعب اللبناني. وقد طلب مني رئيس الجمهورية اللبنانية نقل احر عبارات شكره الى الرئيس ماكرون لأجل دعمه الأكيد لمصلحة لبنان وشعبه.”
وحضر عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشارون العميد بولس مطر ورفيق شلالا واسامة خشاب.