عميل يتكلّم عن السيادة ، وفاسد يتكلم عن الاصلاح ، وقاتل ينادي بالعدالة ، واقطاعي يحاضر بالديمقراطية ، وجاهل يتكلم عن المعرفة…
هؤلاء موجودون ومتجذرون منذ زمن بعيد ،
يجتمعون في كل محطة ، كلٌّ من موقعه وحسب امكانياته ، يجتمعون على الوطن لتقاسم الوطن ،
تعاملوا مع العثماني فاشتروا الالقاب وتقاسموا الاراضي ، ثم انقلبوا وطبّلوا وزمّروا للانتداب الفرنسي ، ثم انقلبوا وركبوا موجة الاستقلال ، ثم موجة عبدالناصر ثم عرفات والفدائيين ، طبّلوا لاسرائيل واستزلموا عند الاسد ، احتفلوا بالطائف واقترعوا على جثة الوطن ، ثم انقلبوا على الاسد وناصروا الاخوان ، وها هم اليوم يبحثون عن معلّم ، وما اكثرهم ، تركي من هنا و سعودي من هناك …..المهم ان يؤمَّن الدعم والتمويل ، اما مصلحة الوطن فلا وجود لها في قاموسهم….
تتغير اسماؤهم وظروفهم ومناطقهم لكن مصالحهم واهدافهم لا تتغير ،
واذا ما وُجدت شخصية وطنية اصلاحية من خارج ناديهم ، لاجتمعوا ضدها واسقطوها ،
هؤلاء اجتمعوا ضد بشارة الخوري فاسقطوه ،
ومع كميل شمعون اشعلوا ثورة ٥٨ ، ثم حاصروا فؤاد شهاب فأخرجوه ، اما بشير فقتلوه …..
انتصروا على عون عام ٨٩ فسرقوا لبنان وحولوه الى مزرعة ، راكموا الديون وخرّبوا الاقتصاد…
ثم قبلوا بعون على وقع التسوية ، وما ان رفع شعار الاصلاح ومحاربة الفساد حتى انقلبوا ضده في الحكومة وفي الشارع ، فجمعوا صفوفهم لمحاربته ، ورموا بوجهه اوزار افعالهم ،
هرّبوا اموالهم للخارج ، يتلاعبون بالدولار ، يضغطون بتجارة النفط ، يحتكرون المازوت والترابة والطحين وغيرها…. ازلامهم في الشارع ، مستعدون في اي لحظة لاحياء خطوط التماس…
سيبقى هؤلاء ، وورثتهم سيأتون من بعدهم ومن بعد عون سيأتي عونا آخر ، وسيبقى الاحرار والاوادم الى جانب الحق والسيادة والحرية والمعرفة …..