أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


جوزف أبو فاضل: السياسة الكتائبية غير سليمة.. وسمير مقبل بالوزارة  أمّن فقط مستقبل عائلته..

–  وجود عون على رأس الطاولة يكفي، وهو رئيس الكلّ وليس بيّ الكل …

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ هناك ضغوطات خارجية لترتيب المشهد اللبناني، مشيراً إلى أنّ لبنان محيَّد لعدّة أسباب، لافتاً إلى أنّ كلّ الضيوف الأجانب الذين يأتون إلى لبنان يدعمون هذه التركيبة، التي تريح العالم الخارجي.
وفي حديث إلى تلفزيون “NBN” ضمن برنامج “السياسة اليوم” أدارته الإعلامية سوسن صفا درويش، انتقد كيف أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي وصفه بالفاشل، زار لبنان في ظلّ الشغور الرئاسي ولم يزر بكركي، وقد أتى فقط لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين.
واستهجن أبو فاضل كيف أنّ الدولة في لبنان تنأى بنفسها عن الملف السوري كرمى لعيون أميركا وأوروبا، ولكنّها تترك مليوني لاجئ سوري في لبنان بما يفوق القدرة اللبنانية على الاستيعاب، لافتاً إلى كلّ من يأتون إلى لبنان يهمّهم بقاء هؤلاء اللاجئين على أراضينا.
البيئة الحاضنة للنازحين ضد الدولة
ورداً على سؤال، حمّل أبو فاضل مسؤولية أزمة اللاجئين السوريين في لبنان إلى كلّ من رئيسي الجمهورية والحكومة السابقين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي، معتبراً أنّ السياسة التي اعتمداها هي التي أوصلت الوضع إلى ما وصل إليه.
وأشار أبو فاضل إلى أن البيئة الحاضنة للنازحين السوريين هي ضدّ الدولة السورية وضدّ الدولة اللبنانية، معرباً عن اعتقاده بأنّ هذه البيئة لا تزال هي نفسه رغم التغييرات التي حصلت، مستشهداً في هذا السياق بآيةٍ من القرآن الكريم “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ“.
 بري أخذ السلة بالمفرّق
وجدّد أبو فاضل القول أنّ انتخاب الرئيس العماد ميشال عون لم يأتِ من مشروع داخلي لبناني، لافتاً إلى أنّه يخالف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في ذلك، مشيراً إلى أنّه أتى بموجب تسوية أميركية إيرانية سعودية والروس في جوها وكذلك الفرنسيون والفاتيكان.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس سعد الحريري وجد أنّ السلطة تفيده، ولذلك تبنّى ترشيح العماد ميشال عون في نهاية المطاف، وأشار إلى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي وصفه بالأخ الأكبر في البلد والضامن ورجل المؤسسات، كان خارج هذه المفاوضات، وتحدّث يومها عن جهاد أكبر وطالب بالسلة، ملاحظاً أنّه عاد وأخذ هذه السلة ولو بالمفرَّق.
  لا حكومة وحدة من دون الكتائب
وأشار أبو فاضل إلى أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان خارج موضوع التسوية، كما كان بري خارجها قبل أن يصبح عنصراً رئيسياً فيها، واعتبر أنّ استفراد الدكتور سمير جعجع بالكتائب أوصلهم إلى ما أوصلهم إليه، بحيث نجح جعجع في إبعادهم عن الحكومة. ولفت إلى أنّ فرنجية عقد اتفاقاً مع بري ولم يتزحزح، بعكس الكتائب التي بقيت متردّدة.
واعتبر أبو فاضل أنّ حزب الكتائب رفض أن يسجّل على نفسه أنّه كان مع فلان على حساب فلان، مشيراً إلى أنّ القيادة الكتائبية أخطأت عدّة مرات منذ الاستقالة من الحكومة السابقة، مشدّداً في الوقت عليه على أنّ الحكومة لا يمكن أن تكون حكومة وحدة وطنية من دون الكتائب.
ورداً على سؤال، امتنع أبو فاضل عن الردّ على سؤال عن سبب عدم تواجده في الحكومة، ملمّحاً إلى أنّه ليس من يفترض أن يجيب على هذا السؤال.
 السياسة الكتائبية غير سليمة
وأشار أبو فاضل إلى أنّ سياسة الكتائب غير سليمة في الآونة الأخيرة، متحدّثاً عن سياسات مركزية للحزب لم تكن ملائمة، مشدّداً على أنّ الحرب يجب أن يكون المرء مستعداً لها.
وإذ أعرب عن اعتقاده بأنّ نواب الكتائب سيهاجمون الحكومة ولن يعطوها الثقة في الجلسات المرتقبة في المجلس النيابي، انتقد الطريقة التي تعاطوا فيها مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، مشيراً إلى أنّهم إذا كانوا يعتقدون أنّ اتفاق التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سيطيح بهم مثل المردة، كان الحري بهم أن يذهبوا للتحالف مع النائب سليمان فرنجية.
ورفض أبو فاضل ما يُحكى عن أنّ الكتائب لم تكن مكترثة للوزارة التي ستحصل عليها، مشدّداً على أنّهم لم يشاركوا في الحكومة لأنّهم لم يحصلوا على ما أرادوه.
 وزارة التربية أهمّ وزارة
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ تمثيل الوزير سليمان فرنجية في الحكومة كان معنوياً أكثر منه عددياً، مشيراً إلى أنّ اتفاقه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو الذي ثبّت مشاركته في الحكومة، معرباً في الوقت عينه عن اعتقاده بوجود شيء من الصحة في ما قاله الوزير جبران باسيل عن كون المردة أخذ حقيبة الأشغال من حصة الرئيس بري في الحكومة.
وأكد أبو فاضل أنّ القوات اللبنانية تتحمل مسؤولية في إخراج الكتائب من الحكومة، معتبراً أنّه كان يفترض بالفريق الكتائبي أن يأخذ حذره من البداية، وأشار من جهة ثانية إلى أنّه يعتبر وزارة التربية أهمّ وزارة في البلد، لافتاً إلى أنّ المردة نجحوا أيضاً في وزارة الثقافة عبر الوزير روني عريجي، مشيداً أيضاً بوزراء آخرين على غرار وزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية جبران باسيل.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ وزراء الكتائب لم يتركوا البصمة نفسها، مشيراً إلى أنّ الوزير آلان حكيم ممتاز، ولكن ليس مثلاً إلى درجة الوزير وائل أبو فاعور، منتقداً في المقابل وزير الدفاع السابق سمير مقبل، متسائلاً ما الذي فعله سوى تأمين مستقبل عائلته.
  عون ليس بيّ الكلّ
وأكد أبو فاضل، من جهة ثانية، أنه يرفض أن يكون العماد ميشال عون “بيّ الكلّ”، مشيراً إلى أنّه رئيس جمهورية لبنان ونقطة على السطر، مشدّداً على أنّه رئيس يحكم، وهو لا يستطيع أن يكون “بيّ الكل” ولديه حصّة سياسية، لافتاً إلى أنّه رئيس الكلّ وليس بيّ الكلّ.
وأوضح أبو فاضل أنّ الأب يضحّي ولو من حصّته، وهذا الأمر لا يمكن أن ينطبق على الرئيس ميشال عون، مشيراً إلى أنّه ضدّ هذا الشعار، لأنّه ليس منطقياً ولا واقعياً، لافتًا إلى أنّ الجنرال عون أخذ حصّته.
ورداً على سؤال، استهجن أبو فاضل تفسير كلامه هذا وكأنّه هجوم على رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيراً إلى أنّه يتحدّث من باب التحليل السياسي ومن باب المنطق السياسي، لافتاً إلى أنه لا يسجّل بذلك موقفاً سياسياً بل يحلّل وضعًا سياسياً طبيعياً حصل.
 الرئيس عون يدوّر الزوايا
وردًا على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه مقتنع بأنّ الضرورات لا تبيح المحظورات، ولكنّه أشار إلى أنّ الضرورة أباحت المحظور ربما في موضوع الإبراء المستحيل بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.
من جهة ثانية، استهجن أبو فاضل تحفّظ القوات اللبنانية على بند المقاومة في البيان الوزاري للحكومة الجديدة، ورأى أنّ القوات اللبنانية ملتزمون مع قناعتهم المعارضة للمقاومة وغير مستعدين للتغيير.
ولفت أبو فاضل إلى أنّهم حاولوا كثيراً فتح خطوط مع حزب الله، لكن الحزب لا يريد ذلك في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أنّ الجنرال عون يدوّر الزوايا.
 التحفظ بدعة لا قيمة لها
وشدّد أبو فاضل على أنّ القوات يعرفون أنّ التحفظ لا قيمة له، وهو مجرد تسجيل موقف إعلامي لجمهور القوات والجمهور المسيحي، موضحاً أنّه لا يجوز ولا يمكن التحفّظ على البيان الوزاري من الناحية القانونية.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ البيان الوزاري يصدر عن الحكومة مجتمِعةً، مشدّداً انطلاقاً من ذلك على أنّ التحفظ بدعة غير موجودة، موضحاً أنّ لا شيء إسمه إعطاء الثقة مع تحفظ في القانون، فهناك إما ثقة أو لا ثقة أو امتناع، ولا خيار رابعاً أمامهم.
 الجيش والمقاومة شرف وعزة الوطن
وأقرّ أبو فاضل بأنّ لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فضلاً في وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، إلا أنّه لفت إلى وجود فضل لشخصيات كثيرة في أساسها سماحة السيد حسن نصرالله، وكذلك الرئيس سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري، والوزير جبران باسيل وغيرهم.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ المقاومة شرف وعزة هذا الوطن، متوجّهاً بالتحية كذلك إلى الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي، وسائر الأجهزة الأمنية، على الدور الذي تبذله في حماية الوطن في وجه كلّ التهديدات التي يتعرّض لها.
 رياض سلامة ضمانة الاقتصاد
وتوجّه أبو فاضل بالتحية كذلك الأمر لحاكمية مصرف لبنان بشخص الحاكم رياض سلامة، الذي وصفه بأنّه ضمانة الاقتصاد في البلد، منبّهاً من المسّ به، مشيراً إلى أنّ هناك مؤسسات في هذا البلد هي التي حافظت عليه رغم كلّ التهديدات.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ البلد فاسد، منتقداً بعض الظواهر السلبية في القضاء على سبيل المثال، معرباً عن أسفه لغياب منطق وآلية المحاسبة في البلد، وأشار في هذا الإطار إلى أنّ ملف الإنترنت مسيَّس بشكل كبير.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الحاكم رياض سلامة عمل لمصلحة البلد والليرة، محذراً من خضّة في البلد في حال تغييره، مستغرباً الحديث عن سياسة اقتصادية جديدة على هذا الصعيد، رافضاً موجة التغيير التي يحمل البعض لواءها في هذا الخصوص.
 حكومة الوحدة تذلّ الشعب؟
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ حكومة الوحدة الوطنية تذلّ الشعب اللبناني أكثر من غيرها لأنّها لا تقيم وزناً لأيّ شريحة من الشعب اللبناني، مشيراً إلى أنّها تؤدي لتغييب منطق الموالاة والمعارضة لمراقبة عمل الحكومة ومحاسبتها.
وأوضح أبو فاضل أنّ هذا البلد لا يمكن أن يتقدّم من دون موالاة ومعارضة، لافتاً إلى أنّ الوزراء يستطيعون فعل ما يحلو لهم في حكومة الوحدة الوطنية، من دون أن ينجح أحد في محاسبتهم، نظراً لتركيبة حكومة الوحدة التي يتمثل فيها الجميع.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنه لا يحكم على النوايا، داعياً لننتظر ونرى ما الذي يمكن أن تفعله هذه الحكومة، خصوصاً على صعيد مكافحة الفساد.
وأشار أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، إلى أنّه لا يريد أن يخالف رئيس الجمهورية ميشال عون، ولكنّه ضدّ اتفاق الطائف، ولفت إلى أنّه يعرف ما الذي ينتظر الرئيس عون وهو لا يؤخذ بالإعلام، معتبراً أنّنا ما نزال ضمن الجهاد الأكبر.
 هل يتفق المستقبل والاشتراكي وعون وجعجع؟
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّنا ذاهبون نحو تمديد جديد للمجلس النيابي، مذكّراً بما قاله في هذا الصدد قبل سنتين، مستبعداً إقرار قانون انتخابات جديد، وقال: “ليكن الله في عون من يريد أن يكون مسؤولاً في الدولة، فعليه أن يرضي الجميع ويقنع الجميع”.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله وحركة أمل والحزب القومي وحزب البعث وتيار المردة والمجتمع المدني كلّه يريدون النسبية، في حين أن ثنائية عون وجعجع لا يضرّها أبداً قانون الستين بل يريحها، وكذلك الرئيس سعد الحريري يفيده قانون الستين جداً جداً، إضافة إلى النائب وليد جنبلاط الذي يرضيه ويقنعه قانون الستين أيضاً.
ولفت أبو فاضل إلى أنّه إذا اتفق هؤلاء مع بعضهم يأخذون أكثر من 90 بالمئة من مجلس النواب، ويبقى تحالف حزب الله وحركة أمل والمردة والبعثي والقومي خارج اللعبة، ويكون عددهم تحت الـ30 نائباً.
 8 آذار تريد النسبية
وأشار أبو فاضل إلى أنّ النسبية تناسب فريق 8 آذار لأنّها توزَّع في كلّ لبنان، بخلاف الواقع الحالي وفق قانون الستين الأكثري، وأكد أنّ الرئيس سعد الحريري يخسر كثيراً في حال اعتماد النسبية، ويربح فريق 8 آذار.
وانطلاقاً من ذلك، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ مصلحة الجميع اليوم قد تقضي بالتمديد من جديد للمجلس النيابي، ولفت رداً على سؤال عن موقف الرئيس عون الرافض للتمديد إلى أنّ روما من فوق غير روما من تحت، كما أنّ يداً واحدة لا تصفّق، مشيراً إلى أنّه  لا يمكن فرض قانون النسبية بالقوة في نهاية المطاف.
وأشار أبو فاضل إلى أنّه يؤيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقوله أنّ إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين يفجّر ثورة في البلد، لأنّ الستين يؤدي إلى إقصاء العديد من الأفرقاء.
 وجود عون على رأس الطاولة يكفي
ورداً على سؤال، تساءل أبو فاضل كيف يمكن لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يطبّق شعاراته إذا كان الوضع السياسي في البلد على ما هو عليه.
واعتبر أبو فاضل أنّ شخصية العماد عون ووجوده على رأس الطاولة يختلف تماماً عن الرئيس ميشال سليمان، فهو رجل بكل ما للكلمة من معنى ومحترم ويعرف كيف يتصرف، ولكنه رأى أن القوانين ودستور الطائف لا يساعده، مشيراً إلى أنّ المطلوب على الأقل أن يكون لرئيس الجمهورية صلاحياته بحجم تلك المعطاة للوزراء.
وأكد أبو فاضل أن لديه الكثير من التحفظات على الطائف، مجدّداً استهجانه لكيفية قبول الكنيسة المارونية بما حصل من تنازل عن حقوق المسيحيين، وأشار إلى أنّه استغرب قبول الرئيس عون بالطائف كما هو من دون تعديل لتعزيز صلاحياته كرئيس للبلاد.
 لن نسكت عن حقنا بعد اليوم
وقال أبو فاضل ختاماً: “خطنا يربح من فلسطين إلى لبنان إلى دمشق وحلب إلى العراق إلى طهران إلى موسكو، ونحن غير مستعدين للتراجع عن انتصاراتنا، والمقاومة تقدّم دماً للبلد هي والجيش والشعب، فلذلك هناك احترام للشهداء الذين سقطوا وتقدير لهم، وهذه الانتصارات ليست انتصارات محلية، فهذا المحور يصل إلى روسيا العظمى، ولذلك لن نسكت عن حقنا بعد اليوم، وأنا لست موظفاً عند أحد”.