أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عندما يغيب الضمير في وزارة الشؤون الاجتماعية


قد تكون وزارة الشؤون الاجتماعية الوزارة الاهم في هذا الظرف العصيب من تاريخنا المعاصر، فهي المسؤولة عن خلق شبكات الامان للفئات الضعيفة في المجتمع كالفقراء والمعوّقين والمسنّين والايتام وغيرهم من الفئات التي تحتاج الى عنايةٍ خاصة من الدولة.

فوزارة الشؤون، هي الركن الاساسي في بناء دولة الرعاية وفي تأمين ابسط الحقوق للفئات المهمّشة. ولكن في ظل قلة الضمير المتحكّمة في البلد، تصبح وزارة الشؤون الاجتماعية وزارة التفقير والتجويع.

فعلى مرّ السنوات وخاصة السنوات الاربع الاخيرة، انقلب الدور الذي تلعبه الوزارة بشكل دراماتيكي. فهذه الوزارة التي تقول على موقعها الالكتروني ان اساس عملها هو الناس وان استراتيجيتها في العمل مبنية على مبادئ التنمية البشرية المستدامة والتي من اسسها الاستجابة للحاجات الاساسية للفئات الاكثر حاجة، اصبحت وزارة هدر الحقوق وتهميش ذوي الاحتياجات الخاصة واهمال الاطفال ذوي الصعوبات التعليمية وتفليس الجمعيات الخيرية وتشريد الفئات الاكثر فقرًا واخيرًا وزارة تجويع العاملين فيها.

فاليوم، يعاني المستخدمون والمتعاقدون في وزارة الشؤون الاجتماعية من الجوع المزمن نتيجة انقطاع رواتبهم للشهر السادس على التوالي الى جانب عمّال النظافة الفقراء اصلاً الذين لم يتقاضوا اجورهم التي لا تلامس حتى الحد الادنى (٦٠٠ الف ليرة) منذ عشرة اشهر.

والانكى، ان قلة الضمير المستفحلة في وجدان المسؤولين في وزارة الشؤون تتجاهل الازمة المعيشية التي تضرب البلاد والتي جعلت حتى الميسورين مهددين بأمنهم الغذائي والاجتماعي.

واكثر ما يؤلم هو ان الفئات الوظيفية الضعيفة في الوزارة كالمتعاقدين المفترض اصلا ان تكون وزارتهم شبكة حماية لهم ولأمثالهم في القطاعين العام والخاص، يتجاهلون المطالبة بكافة الحقوق المنصوص عنها في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية كالحق بالطبابة والامان الوظيفي وبالاجازات السنوية والاجازات المرضية، وجلّ طموحهم هو ان يتقاضوا رواتبهم المستحقة منذ بداية العام ليتمكنوا من تأمين وجباتهم واحتياجاتهم الغذائية، خاصةً انه ما عاد يوجد من هو قادر على إقراضهم، لان الازمة لم ترحم احد.

ويرفض المتعاقدون الدخول في تفاصيل القرف في الوزارة من حيث ظروف العمل المذرية من حيث انقطاع الكهرباء والورق وغياب ابسط مقومات العمل، ومن خوفهم ان يصابوا بعارضٍ صحي يجبرهم على التغيّب عن الدوام فيفقدهم أجرة يومهم لان هناك من قرر فجأةً معاملتهم كمياومين رغم انهم اجراء خدمة، وجلّ ما يطلبونه هو اجورهم المستحقة لسدّ جوعهم.

فعلا انها سخرية القدر ان يصبح من يعمل لتأمين حقوق الناس بحاجة الى من يؤمن حقوقه.

وبئس هكذا زمن، اصبحت فيه الحقوق الاساسية أسيرة مزاج مديرٍ ووزيرٍ.

متعاقدة في وزراة الشؤون الاجتماعية