أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


راهب من رهبان اللويزة، يثور على الصرف والإقفال!


كتاب مفتوح.. لنتشبّه بالعذراء مريم التي “تذهب مسرعةً للخدمة”؟ 


وجّه الأب مارتن عيد وهو راهب مارونيّ مريميّ كتاباً مفتوحاً للرهبانية قال فيه:

“صاحب السيادة المطران حنّا علوان المفوّض الحبريّ على الرهبانيّة المارونيّة المريميّة السامي الإحترام،

قدس الرئيس العام الأبّاتي مارون الشدياق الجزيل الإحترام،

أبائي وإخوتي الرهبان المحترمين،

أتوجّه إليكم، بكتابٍ مفتوح، لأكسر جدار عزلة وصمتٍ أرادتها السلطة الرهبانيّة المعيّنة منذ اليوم الأول لتسلّمها زمام الأمور في رهبانيتنا الحبيبة، وأنا مستغرب، وهذا لسان حال أكثريّة إخوتي الرهبان، عدم الدعوة حتّى الآن إلى لقاء،ٍ نبحث فيه، الأزمات المتتالية التي تصيب مجتمعنا اللبنانيّ وحياتنا الرهبانيّة ومؤسساتنا، وكأنّ أديارنا ومؤسساتنا أصبحت مجموعة جزر تتحكّم فيها القرارات الفرديّة التي لا تمثّل في الكثير من الأحيان إرادة أكثريّة الرهبان وتتنكّر لإرثنا الرهبانيّ وتقاليدنا.

ألم تشعر يا قدس رئيسنا العام، في ظلّ ما يصيب بلدنا من انهيار، أنّه عليك دعوة الرهبان لوضع خطّةٍ شاملة نقف فيها إلى جانب عائلات مجتمعنا المسيحيّ، 

ألم تشعر يا قدس رئيسنا العام، أنّه عليك دعوة كلّ مَن تعب في السنين الماضية في المؤسسات التربويّة التابعة للرهبانيّة لاجتماعٍ طارىء تأخذ فيه آراءهم وخبراتهم لحلّ الأزمات، بدل تسليم القرار لمجموعة صغيرة من الرهبان الذين أثبتَ الكثير منهم أنّهم غير أهل لإدارة مؤسّساتنا في ظروفٍ إستثنائيّة (بالطبع لا أشمل الجميع)، أو التفرّد في قرارات الإقفال والصرف الصادرة عن مجلسكم الكريم. 

مَن قال أننا كرهبان مريميّين نتبنّى قراراتكم بإقفال مؤسساتنا أو بصرف العاملين فيها؟ 

مَن قال أنّنا كرهبان لا نريد تحملّ المسؤوليّة في الوضع الراهن، وأن نقف إلى جانب شعبنا الذي أوكلنا الله رعايته؟ 

مَن قال أنّ فكرك يا قدس رئيسنا العام، هو الصحيح والسليم؟ 

لمَ الإصرار على التفرّد في القرار؟ 

لمَ الإصرار على عدم إشراكنا في صنع القرار أو أقلّه الأخذ برأينا ورأي كبار الرهبانيّة وأصحاب الفضل فيها؟ مع العلم أنّنا كلّنا نتحمّل شتم الناس، والتاريخ لن يرحمنا! 

لمَ الإصرار على تغيير هويّة الرهبانيّة التي تتشبّه بالعذراء مريم التي “تذهب مسرعةً للخدمة”؟ 

هل يقبل قداسة أبينا الحبر الأعظم البابا فرنسيس، الذي نحبّ ونطيع، هل يقبل بابا الفقراء، بما أنتم تقرّون اليوم من صرف وتشريد مئات العائلات المسيحيّة؟

هل هذا هو الحلّ الوحيد والأخير؟ ألم يعد هناك من حلول لنقف إلى جانب إخوتنا وأخواتنا؟ 

هؤلاء هم فقراء جبل لبنان؟ 

صراحةً، لم أستغرب قراراتكم الأحاديّة، وأنتم خطّطتم من اليوم الأول لإلغاء المجمع العام وكلّ الإجتماعات، خوفاً من سماع الرأي الآخر الذي لطالما كان صوت صارخ يحبّ الناس ويعمل من أجل الناس.  

أنا كراهب، أحمل في هويّتي المارونيّة نقش الصخور وتجليّلها لإطعام الفقراء وعدم الهروب من المسؤوليّة، وكمريميّ مستعد دوماً للخدمة، ومع أغلبيّة أبناء الرهبانيّة، نرفض كلّ تلك القرارات والتدابير التي تصوغونها وتنّفذونها بحقّ ناسنا بقلبٍ جافٍ وأعصابٍ باردة، ونحملّكم المسؤوليّة في كلّ ما وصلت إليه الرهبانيّة ولن نرضى بإذلال شعبنا على أبواب مؤسساتنا لأن صراخ آلامهم يهزّ عرش الله.

وأسألكم يا صاحب السيادة، المفوّض الحبريّ السامي الإحترام، أن تحمل صرختنا هذه، إلى قداسة البابا وغبطة أبينا السيّد البطريرك وجميع المسؤولين الروحيّين عنّا، والعمل جديّاً على  جمع شتات الرهبانيّة، لوقف النزف الحاصل، ولوضع خطّة عمل شاملة، تُعيد الرهبانيّة إلى ما كانت عليه في دورها الرياديّ في خدمة المجتمع والوطن. 

وإلى إخوتي الرهبان، يبدو أنّ ما يصيب رهبانيّتنا هو نفسه ما  يصيب وطننا، فعلينا أنّ نصلّي أولاّ إلى الله ليمنّ علينا بروح الحكمة والمعرفة ونعلّي صوتنا أكثر، لتسمع أمنّا الكنيسة، التي لطالما وثقنا أنّها تعمل بإلهام الروح، فتزيل عنّا وصمة العار هذه ونكمل مشوارنا في خدمة الله والكنيسة والناس.

عسى أن تكون صرختي، قد كسرت غربتنا عن رهبانيّتنا…

وكم أرغب في أن تعود وتلتقي الرهبانيّة مجدداً…”

 فيطرون، ٢ تمّوز ٢٠٢٠