قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي، لأعضاء الكونغرس إنه لن “يفاجأ” إن ارتفع عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في البلاد إلى 100 ألف حالة يومياً.
وحذّر فاوتشي خلال الادلاء بشهادته أمام لجنة في الكونغرس من عدم التزام عدد كاف من الأميركيين بارتداء الكمامة وبالتباعد الاجتماعي.
وقال:”واضح أننا لسنا مسيطرين الآن”، وإنّ نحو نصف إجمالي الإصابات الجديدة، مصدره أربع ولايات.
وقصد بذلك ولايات تكساس، فلوريدا، أريزونا وكاليفورنيا وهي الولايات الأكثر تضرّراً حالياً.
وتخطى عدد الإصابات 40 ألفاً في يوم واحد، للمرة الرابعة خلال الأيام الخمس الماضية.
ودفع ارتفاع عدد الإصابات خاصة في الولايات الجنوبية والغربية، 16 ولاية أخرى إلى وقف أو تغيير خطط رفع الإغلاق، بحسب قناة سي أن أن. وفرضت بعض الولايات تدابير جديدة بعد شهر على بداية عودة حياتها الاقتصادية.
وأضاف حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، عددا من الولايات التي يفترض على الوافدين منها عزل أنفسهم 14 يوماً. لتصبح القائمة مؤلفة من 16 ولاية، وهو ما يعني 48 في المئة من مجمل السكان الولايات المتحدة، بحسب صحيفة “يو أس آي توداي”.
ماذا قال فاوتشي؟
خلال جلسة استماع لجنة في الكونغرس حول جهود إعادة فتح المادرس والأعمال، انتقد دكتور فاوتشي بعض الولايات لعدم التزامها بالمعايير المطلوبة لرفع الإغلاق، وقال إن هذا سيؤدي إلى زيادة الإصابات.
وتوجّه للسيناتور إليزابت وارين قائلاً :”لا أستطيع أن أتوقع بدقة، لكن الأمر سيكون مثيرا للقلق للغاية، أؤكد لكِ ذلك”.
وأضاف إنه في حال تفشي الوباء في جزء واحد من البلاد، تبقى الأجزاء الأخرى معرّضة للخطر وإن كان وضعها جيّداً الآن:”لا يمكننا التركيز فقط على تلك المناطق التي تشهد ارتفاعاً في عدد الحالات. هي تعرّض كامل البلاد للخطر”.
ودعا فاوتشي الحكومة الأميركية إلى انتاج الكمامات وتوزيعها مجاناً على الأميركيين، وأدان البعض الذي تجاهل تماماً تدابير التباعد الاجتماعي.
وقال روبرت ريدفيلد ، مدير معاهد السيطرة على الأمراض والحماية منها (سي دي سي) للمشرعين خلال الادلاء بشهادته الثلاثاء أيضاً، إن هناك ارتفاعا في عدد الإصابات التي تحتاج إلى العلاج في المستشفى في 12 ولاية، وإن أريزونا سجّلت نسبة مرتفعة في عدد الوفيات.
وأضاف ريدفيلد :”المرض يؤثر علينا جميعا، وسيتطلب وقفه العمل معاً جميعاً”. ودعا إلى تحمّل المسؤولية الشخصية لإبطاء انتشار الفيروس، وأبدى دعمه لتعميم فرض استخدام الكمامات.
وقبل بدء الجلسة، ناشد السيناتور الجمهوري لامار ألكساندر، الرئيس دونالد ترامب ارتداء الكمامة، وهو الأمر الذي لم يقم به بعد في حدث عام.
وقال حليف الرئيس:”للأسف، أصبحت هذه الممارسة البسيطة لإنقاذ الحياة جزءاً من الجدل السياسي”.
وأضاف :”للرئيس الكثير من المعجبين الذي سيتبعون خطوته”.
“إنها البداية فقط”
وحذرت الدكتورة آن شوشات، نائب مدير “سي دي سي” في مقابلة مع دورية تصدر عن الجمعية الطبية الأميركية، من عدم اتباع الولايات المتحدة نموذج الدول الأخرى التي أظهرت نجاحاً في احتواء الفيروس.
وأشارت إلى نيوزيلندا، سنغافورة وكوريا حيث يتم التعرف سريعا على الإصابة الجديدة ويجري تتبع جميع المتصلين بالحالة. وحيث يعزل المرضى والمعرضين للإصابة أنفسهم ويبقون الأمور تحت السيطرة.
وقالت “لدينا انتشار واسع للفيروس في أنحاء البلاد، لذا إنه أمر محبط للغاية”.
وكانت نيوزيلندا قد أعلنت إنها خالية من العدوى في 8 يونيو/حزيران، وتعمل منذ ذلك الوقت على احتواء الحالات التي ظهرت بين المسافرين إليها. ولجأت جنوب كوريا بقوة إلى أجهزة التتبع، وسجّلت بدءا من الأول من شهر أبريل/نيسان أقل من مئة إصابة في اليوم. وفي سنغافورة، بلغ الانتشار ذروته في منتصف أبريل حين أعلن عن 1400 إصابة في يوم واحد.
بينما سجّلت الولايات المتحدة بحلول الثلاثاء 2,682,897 حالة مؤكدة و129,544 وفاة، بحسب جامعة هوبكينز.
“مناعة القطيع مستبعدة”
وقالت الدكتورة شوشات :”إنها البداية فقط”.
استبعد الدكتور فاوتشي أن تطوّر الولايات المتحدة مناعة القطيع حتى بعد توفر اللقاح، والذي توقع فاوتشي سابقاً إنه لن يكون متوفراً قبل عام 2021.
وقال إن هذا سببه أن اللقاح قد يكون فعالاً بشكل جزئي فقط، بالإضافة إلى رفضه من قبل عدد كبير من الأميركيين.
ودعا إلى المزيد من التوعية لتعزيز الثقة باللقاحات:”هناك شعور عام مناهض للعلم وللسلطة وللّقاح لدى نسبة مخيفة من الناس في هذا البلاد”.
وأضاف أنه سيكون سعيداً بالحصول على لقاح فعّال بنسبة 70 إلى 75 في المئة.
وبحسب موقع “سي دي سي”، يمكن اكتساب مناعة القطيع فقط عندما تكون نسبة كافية من السكان محصّنة ضد المرض المعدي، إما بسبب اللقاح أو بسبب إصابة سابقة بالمرض، ما يجعل انتقاله من شحص إلى آخر مستبعداً.
المصدر: bbc