- أوصت الدراسة بتنويع القدرات الهجومية لـ”إسرائيل” كتعويض عن “تآكل قدرة سلاح الجو
***
نشر مركز “بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية” دراسة من إعداد “عوزي روبين” الذي ترأس سابقاً مشروع “الحتس” للدفاع ضد الصواريخ في وزارة الأمن، أكد فيها أن “إسرائيل” تبذل جهوداً ملحوظة في إحباط “مشروع الدقة” لحزب الله، لأن هذا المشروع سيضع الحزب في مكانٍ جديد، وعندما يُستكمل، سيكون بيد حزب الله عملياً سلاح جو خاص به، مع تفوّق جوّي هجومي، لكن من دون طائرات، محذراً من أن الصواريخ الدقيقة لحزب الله “سيُمكنها أن تصيب نقطوياً منشآتٍ حيوية في أنحاء إسرائيل وتفتيت قدراتها”.
وكشفت الدراسة أنه في هجوم الصواريخ الإيراني على القاعدة الجوية الأميركية عين الأسد في العراق في مطلع السنة، أحد الصواريخ الإيرانية أصاب قناة أليافٍ بصرية كانت تربط مركز السيطرة على طائرات مسيّرة بأجهزة الاتصال للطائرات، وبذلك فقد المشغّلون الأميركيون السيطرة على سرب طائرات مسيرة كان يحلّق في الجو خلال الهجوم الصاروخي الإيران، مشيرة إلى أنه بعد مجهودٍ لعدة ساعات أُعيد الاتصال وأُهبطت الطائرات المسيّرة بسلام.
وقالت الدراسة الإسرائيلية إن “القوة الجوية الأميركية التي كانت متموضعة في القاعدة كانت عاجزة أمام صلية الصواريخ. بعبارة بسيطة: “إيران حققت في هذه الحالة تفوقاً جوياً من خلال صواريخ دقيقة ومن دون استخدام طائرات”، مضيفةً أنه “يمكن الافتراض أنه في حربٍ مستقبلية مع حزب الله، سيحاول تنفيذ “عملية بؤرة” خاصة بها بواسطة صليات صواريخ دقيقة لشل القواعد الجوية لـ”إسرائيل” فور بدء المعركة، محذرةً من أن الدفاع الإسرائيلي النشط “القبة الحديدية”، “مقلاع دافيد”، أو لايزر مستقبلي بالغ القوة، لا يضمن سداً محكماً للأجواء.
ويقصد بـ”عملية بؤرة” الضربة الجوية الاستباقية التي استهلت بها “إسرائيل” حرب “الأيام الستة” (عام 1967) على المطارات وأسلحة الجو العربية، ونتيجتها كانت تفوق جوي مطلق لسلاح الجو الإسرائيلي، وقوة إسناد حرة للقوات البرية خلال الحرب.
وأشارت الدراسة الإسرائيلية، إلى أن استجابة مكمّلة إضافية، هي تنويع القدرات الهجومية لـ”إسرائيل”، كتعويض عن “تآكلٍ مؤقت لقدرة سلاح الجو في إنتاج طلعاتٍ جوية”، معتبرة أنه “إذا كان حزب الله يستطيع إقامة سلاح جو من دون طائرات، فإسرائيل أيضاً يمكنها فعل هذا”. وأوضحت أن “انطباعاً يثور بأن العائق أمام إقامة سلاح جو دون طائرات، يمكنه دعم طائرات سلاح الجو، هو حرب كرامة وميزانيات بين أذرع الجيش الإسرائيلي وليس مشكلة تكنولوجية ما”.
وشددت الدراسة الإسرائيلية على أن مقولة “الصواريخ والقذائف الصاروخية لا تُربح حرباً”، لم تكن دقيقة أبداً، وأصبحت تنطوي اليوم على مفارقة تاريخية، “شعوذة لا غير”، مؤكدة أن “الصواريخ الحديثة لديها اليوم قوة ساحقة لا تقل عن قوة الطائرات الحديثة، وتشغيلها أسهل لأنها لا تحتاج لقواعد ضخمة مُكلفة وعرضة للإصابة”.
وحذرت من أن “قذائف صاروخية وصواريخ حديثة ودقيقة نقطوياً، يمكنها شلّ بنى تحتية عسكرية ومدنية لدول كاملة والتسبب بهزيمتها”،وقالت “في أيامنا، الصواريخ والقذائف الصاروخية تُربح حروباً”، مشددة على أنه على “إسرائيل” فعل كل ما هو مطلوب كي لا تهزمها “صواريخ العدو وكي تهزم صواريخها العدو”.