أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تنظيم القاعدة يحاول استغلال الاضطرابات في الولايات المتحدة (فرانك غاردنر – bbc)


المخابرات الدولية إستثمرت في القاعدة وداعش.. ماذا يُحضّر اليوم للغرب..!!


حاول تنظيم القاعدة استغلال الاضطرابات الحالية في الولايات المتحدة من خلال التواصل مع كل من المسلمين وغير المسلمين لتقديم نفسه على أنه “نصير المظلومين”.

ويستخدم أحدث إصدار من مجلة “أمة واحدة” الإلكترونية التابعة للتنظيم الجهادي الصورة الشهيرة للدقائق الأخيرة من حياة جورج فلويد، بالإضافة إلى لوحة رسمها فنان الغرافيتي بانكسي، بهدف بث رسالة دعم غير مرغوب فيه للمتظاهرين في شوارع الولايات المتحدة.

وتتنبأ النسخة الإنجليزية من المجلة، التي تستهدف بوضوح الجمهور الأمريكي المحلي، بالزوال الوشيك للولايات المتحدة ونظامها السياسي وكذلك اقتصادها ومجتمعها.

وجاء في الإصدار أن: “الاحتجاجات المسلحة مستعرة في أنحاء أمريكا، ويبدو أنّ حرباً أهلية بدأت في الظهور”. ومن إحدى رسائلها أنه: “حتى الديمقراطيين لا يمكنهم مساعدتك، لكن نحن يمكننا ذلك”.

وتقول مينا اللامي، من قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي، إنّ هناك تباين بين تنظيم القاعدة وندّه الرئيسي، تنظيم الدولة الإسلامية، من حيث أسلوب التعامل مع الأمر. وبينما شمت تنظيم الدولة الاسلامية في الاضطراب الذي تشهده الولايات المتحدة وتنبأ بامتداده إلى دول أخرى، كان تنظيم القاعدة أكثر حذاقة، عبر محاولته التواصل مع الأمريكيين وتحويلهم إلى نسخته من الإسلام وقضيته، كما تقول اللامي.

وترجح محللتنا أنّ هذه القطعة في المجلة كتبها شخص لديه معرفة جيدة بما يجري في الولايات المتحدة.

مسعى للعودة

خلال السنوات القليلة الماضية، قضى تنظيم الدولة الإسلامية إلى حدّ كبير على تنظيم القاعدة. إلا أنّ مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينغز كوليدج لندن، شيراز ماهر، يعتقد أنّ تنظيم القاعدة يحاول أن يثبت أنه لا يزال يتمتع بدور على المسرح العالمي.

ويقول ماهر: “إنها [احتجاجات حياة السود مهمة] حدث ضخم حالياً… وله تأثير في جميع أنحاء العالم تخطى مجالي الإعلام والسياسة ودخل المجال الثقافي والفني”. وأضاف: “لذا فإنّ القاعدة يسعى للانتقال إلى تلك المساحة أيضاً ويحاول أن يقول “انظروا نحن هنا””.

ومن المفارقات البالغة أنّ تنظيما يتبنى إحدى أشد الأيديولوجيات قمعاً وتعطشاً للدماء في الشرق الأوسط، يقدّم نفسه الآن للأمريكيين الغاضبين على أنه من مناصري قضيتهم ضد وحشية الشرطة والعنصرية الممنهجة.

وأرسى التنظيم، الذي نفذ بقيادة أسامة بن لادن أسوأ هجوم إرهابي على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2001، نظام حكم بمثل هذا التعصب عندما سيطر على محافظة الفلوجة العراقية وقطع أصابع الرجال الذين ضبطوا وهم يدخنون السجائر.

ومنذ ذلك الحين، أفرز تنظيم القاعدة فروعاً عنيفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من الهجمات العرضية والمعزولة، مثل تلك التي شنها سعودي في بنساكولا في فلوريدا في ديسمبر/ كانون الأول 2019 والتي نفذها بأسلوب تنظيم القاعدة، فشل التنظيمان حتى الآن إلى حد كبير في بناء دعم كبير بين سكان الولايات المتحدة. وهذا يتناقض بشكل ملحوظ مع أوروبا التي أفرزت مدنها العديد من بؤر المتعاطفين مع الجهاديين منذ التسعينيات.

ويحذّر رؤساء أجهزة مخابرات غربية منذ أشهر من أنّ تنظيم القاعدة لم يختف، بل كان ينتظر الفرص المناسبة.

لقد سبق لكل من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية أن قالا إنّ انتشار مرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بشكل خاص، مجرد عقاب على تصرفات هذين البلدين في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يوجد في إيران حالياً أكثر من 175 ألف شخص مصاب بفيروس كورونا، ويقال إنّ مصر تسجل حالياً حوالي ألفين إصابة جديدة يومياً.

تحدّ للمخابرات الغربية

وتحاول الجماعة الجهادية اليوم خلق قضية مشتركة مع من يحتجون في الولايات المتحدة على وحشية الشرطة والتمييز العنصري، إلا أنها تحثهم على ارتكاب أعمال عنيفة.

ومن المؤكد أنّ تدخلهم، إذا تم رصده، سيكون على الأغلب غير مرحب به من قبل المتظاهرين.

فالقاعدة تنظيم إرهابي محظور قتل ما يقرب من 3 آلاف أمريكي في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وتعهد بمواصلة استهداف الأمريكيين.

إلى أي مدى يجب أن يقلق المسؤولون الأمريكيون في مجال مكافحة الإرهاب؟

يعتقد شيراز ماهر، الذي قضى الأعوام العشرين الماضية في دراسة المجموعة وأيديولوجيتها، أنّ الأمر كله يتعلق باستغلال الفرص.

ويقول الأستاذ الجامعي إن: “طبيعة هذا النوع من الدعاية أنّها محاولة إلقاء شبكة للصيد. وهو (التنظيم) بحاجة إلى اصطياد شخص واحد فقط ليقول بعدها “انظروا إلى مدى نجاح حملتنا””.

“هذه هي الصعوبة الكبيرة التي تواجهها المخابرات الغربية وأجهزة إنفاذ القانون عند محاولتها الحد من هذا النوع من التهديد”.