أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ثورة بلا رأس، ثوَّار بلا رؤوس.. (أمين أبوراشد)


دولارات وريالات لشراء غبائكم..
من سامي الجميل الى أهالي الإسلاميين الى ريفي وجماعتي سعد وبهاء و”ألوية شامل روكز” الى “فصائل جورج نادر”..

يعني ما تكون بلا مخ..


لعلَّ أكثر ما يُضحك في “ثورة 06.06” أنها تحاول أن تكون امتداداً لتحركات 17 تشرين التي لم يبقَ منها سوى الإسم لما تُسمَّى ثورة، تبحث دون جدوى عن رأس قيادية، وما أكثر الرؤوس على الأعناق المُشرئبة لِتزعُّم صبيان أراغيل، باعوا ما يُفترض أن تقتنيه رؤوسهم، وينزلون غُبّ الطلب الى مظاهرات تجمع العجيب الغريب، وتجمعها “الخرجيَّة” التي تتراوح بين 50 دولاراً للأزعر البالغ و5 آلاف ليرة لبنانية للولد دون سن العاشرة الباحث عن منقوشة ورحلة بالبوسطة الى بيروت.

نكتب المقالة قبل انطلاق المواكب، ونحاول فعلاً أن نجمع، بين الصخرة الكتائبية التي سوف يُشرِف سامي الجميل من عليائها على الجماهير العريضة لحزبه البائد، وهي تقف الكتف على الكتف الى جانب أهالي الإسلاميين! ولا بأس لو كان عدد الكتائبيين هزيلاً طالما أن الدعم المسيحي آتٍ من جماهير حزب الكتلة الوطنية، والشعارات المشتركة غير مهمَّة لأن “كل ديك على مزبلته صيَّاح”.

وننتقل الى طرابلس لِنُسجِّل لبعض أهلها مواقفهم الرافضة لأي تحرُّك موجَّه ضد سلاح المقاومة، وندخُل زاروب أشرف ريفي حيث تنتظر حمولة البضاعة ذات الخمسة آلاف ليرة الباصات، التي سوف تنقلها في “رحلة الى بيروت”، كما كنا نسمع عبر الشاشات، أولادٌ يأتون الى وسط بيروت ولا يدرون لماذا هم مُشاركون، وهنا لا يجب الفصل نهائياً بين جماعة أشرف ريفي الذين تُحرِّكهم أدوات “لبنانية تركية”، وبين جماعات بهاء الدين الحريري سواء في طرابلس أو طريق الجديدة عبر كتيبة “بيروت مدينتي”، والشعارات على وِفرتها لا تبحث عن وحدة ، طالما أن الحقد على سيد العهد وعلى سيد المقاومة وعلى جبران باسيل يجمع الجميع!

وننتقل أخيراً الى العسكريين المُتقاعدين، من “ألوية شامل روكز” الى “فصائل جورج نادر”، حيث قررت عدم مشاركتها، لأن “ثورة 06.06” خرجت عن مسار “17 تشرين”، لِنجِد أن روكز الذي يعتبره البعض أنه كان “رومل الجيش” لا يعرف ماذا يُريد، سواء عبر إنشاء حزب أو تيار أو بدونهما، لأن الأفاعي التي كان يلتهمها عندما كان في المغاوير يتقيأها الآن سموماً على جبران باسيل، بينما جورج نادر أهدافه واضحة، وخسارته النيابية المُذِلَّة عام 2018 يريد تعويضها عام 2022 وبعد،

يا ثورة بلا رأس، ويا ثواراً بلا رؤوس: أنتم أضعتم البوصلة بعد ثلاثة أيامٍ من حراك 17 تشرين الذي احترمناه حصراً لثلاثة أيام، وبعدها، سمحتم للفاسد أن يُديركم، وللسارق أن يسرق ثورتكم، وللمجرم الحقيقي الذي نحر الوطن أن ينحر رقابكم، وأن يجتثّ رؤوسكم الفارغة لإستخدامها وفق الأجندات الأميركية والسعودية، وكل جهة خارجية تضخُّ دولارات وريالات لشراء غبائكم، سواء كان ثمنكم 50 دولاراً أو 5 آلاف ليرة لبنانية فقط لا غير، لأنكم بعتُم وطناً لا تستحقونه، وتوجِّهون سهام حقدكم الأرعن الى سلاحٍ لولاه لما بقي وطن، وعلى رجل دولة من الطراز الرفيع جاء ليبني دولة على رُكام مزارع الفاسدين!!