أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


فُتِح المزاد في أسواق “حريري أخوان” ( أمين أبو راشد )

يتساءل البعض عن صفة النائب نهاد المشنوق، “المطرود” من جنَّة تيار المستقبل، وغير المرغوب به في بيت الوسط، كي يخرج بإطلالة صحفية أكبر من حجمه، ويدخل بين نجليّ الرئيس المرحوم رفيق الحريري بهاء وسعد، كالداخل بين البيضة وقشرتها. وإذا كان هدف الإطلالة الهجوم على بهاء وقطع طريق العودة عليه للعودة الى لبنان بصفة سياسية، فإن الخاتمة جاءت رسالة الى سعد أن زمن “إبن الشهيد” قد ولَّى.

المشنوق الذي ارتبط إسمه ودوره بحادثة الإقالة السعودية للرئيس الحريري عام 2017، كان هو المنافس الأبرز لبهاء في الطريق الى السراي، والمشنوق سعودي الهوى ولديه بركة دار الفتوى، لكن أن تصل به الأمور الى مهاجمة بهاء الحريري و”التفاصح” عليه في السياسة اللبنانية، فليس لأن المشنوق قوي ولديه “وهرة جهورة” كما صوته الذي يبوح بمفاعيل السيجار الكوبي، بل لأن ورثة الحريري في موقف الضعف ليس على المستوى السنِّي بل اللبناني عامةً.
لم تعُد الساحة السنِّية رحبة لصراع “حريري أخوان” ولا للتصارع عليهما، لأن بطاقة دخول السراي ليست واردة لبهاء وباتت حلماً بعيداً لشقيقه سعد، وإذا كان المشنوق يعتبر نفسه مرشحاً للإنضمام الى نادي رؤساء الحكومات، فإن حجمه الشعبي هو بيروتي جزئي ووطني معدوم، ومعايير اختيار رئيس الحكومة بعثرتها وأعادت تشكيلها ظاهرة رئيس حكومة بمواصفات الدكتور حسان دياب.

ما بعد 17 تشرين وما قبل الكورونا، باتت هذه المواصفات هي الحد الأدنى الذي يُرضي اللبنانيين، بحيث أن مظهر صورة نادي رؤساء الحكومات السابقين، الحريري والسنيورة والميقاتي وسلام، بات أشبه بصورة قدامى الحرب، أو المتقاعدين نتيجة إصابات بالغة، وهذه النمطية في الخيارات لم تعُد مقبولة لا بل ممنوعة، سواء جاءت التعليمات من السعودية أو من أميركا نفسها.

المزاد الذي افتتحه نهاد المشنوق، ليس أكثر من صرخة “على أونا على دوي” لسلعة غير مطلوبة، لأنها أشبه “ببيعة مسا” لمواد كاسدة إن لم نقل أكثر، والإنتخابات النيابية القادمة من المُبكر الحديث عنها، والمشنوق سوف يكون من الوجوه الغاربة عن الساحة البيروتية والبرلمانية، لأن أسلوب استعلائه غير محبب، وإذا كان “معلِّموه” لم يُرضوا شارعهم الشعبي فإن اتباع المعلِّم  ليس لهم أي تأثير بعد الآن مهما نادوا على المزاد، وقد أحسن المشنوق فقط بالإعتراف أن ذكر الشهيد لم يعُد قابلاً للتسويق في أي مزاد.

مسألة أخيرة، الرضى السعودي لم يعُد كافياً لتزكية رئيس حكومة، وظاهرة حسان دياب من حيث الشكل هي المطلوبة شعبياً، ومن حيث المضمون فقد بلغت الدولة اللبنانية مرحلة مقاربة متطلبات “سيدر” وبدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والطابع الإقتصادي بات يغلب على الحسابات السياسية لسنوات طويلة قادمة، وأكبر من أن يقاربه المشنوق أو سواه..

المصدر: الثبات