لحسن الحظ، تأتي العذراء في مديوغوريه لتذكرنا..
🌷✝🌷
* الأب بيو: الأطفال سيخلصون العالم. 5 ملايين طفل يصلّي كافٍ لخلاص العالم، نبحث عن 4 ملايين.
* مخططات شيطانية تهدم العائلة من خلال قوانين تصدرها بلداننا (تحديد النسل + الإجهاض)
* العذراء: تضعون أنفسكم بين يديّ الشيطان بقولكم: “الكل يفعل ذلك”..
* من غير صلاة لن تصمد العائلة وسوف يأتي يوم لن يكون بالعالم عائلات فعلاً الاّ العائلات المسيحية..
* قّبلوا الكتاب المقدس بعد قراءته أمام أبناءكم.. هكذا تخلصونهم من الأكاذيب الإعلامية..
* كل ألم ومرض صليب احملوه متحدين بآلام المسيح، هكذا لن ييأس الولد أو يثور..
* أخبروا أولادكم عن الله، والإيمان، عن السماء والمطهر وجهنم قبل ان يخبره المجتمع عن العدم والتقمص أو أي اختراع بشري آخر وقبل أن يتشرّب دماغه هذه الأفكار الخاطئة..
* كلموّ الولد عن الإنجيل. يتذوق نعمة الرب يكون محمياً ضدّ حلوى الشيطان؟
* من يقول سنترك ولدنا حراً وفي سن 18 يختار إيمانه ودينه… هل يخطر لكم أن تضعوا طفلاً في دار أيتام مذ لحظة ولادته ثم بعد 18 سنة تذهبون لرؤيته وتقولون له نحن أهلك!!
* كم من العائلات يفضلن عدم الإنجاب لأنهم يريدون شراء منزل أفضل أو.. السيارة والبيت لا يدومان أما الطفل فإنه باقٍ للحياة الأبدية.
إن السلام في العائلات وفي العالم يأتي بواسطة أبناء العذراء الذين يصلّون المسبحة الوردية (قداسة البابا يوحنا بولس الثاني)
النداء الملّح: منذ أن أعطت السيدة العذراء فعالية كبيرة لصلاة الوردية المقدسة، لم يعد هناك معضلة ماديو أو روحية أو وطنية أو عالمية الاّ وممكن حلّها بواسطة الوردية المقدسّة وبواسطة إماتاتنا”. (رائية فاطيما – الأخت لوسيا)
أيتها العائلة: إحذري أن تُهدمي..!!
الأخت إيمانويل Soeur Emmanuel
“الحمد ليسوع ومريم:
إن الأب بيو كان يقول دائماً: “الأطفال سوف يخلصون العالم”. ثم يضيف: 5 ملايين طفل يصلّون، كافٍ لخلاص العالم” ما معناه: ردع الشرّ من أن يعبث في العالم فساداً كما يفعل اليوم، وطلب جمع أطفال تحت معطف مريم يُصلون ويتكرسون لقلبها الطاهر “ليدركوا القوة الخارقة لصلواتهم والأثر الكبير على قلب الله”. لقد وصل العدد الآن الى المليون وما زلنا نبحث عن 4 ملايين”…
إذن، أيها الأهل، هل توافقون على تقديم أولادكم لقلب مريم الطاهر، على تقديم عائلاتكم، وأن يكون عندكم المزيد من الأولاد لتقدموهم لقلب مريم الطاهر وتكملون الأربعة ملايين الباقي؟ عندها نكون قد إنطلقنا جيداً! الأطفال سيُخلصون العالم!”
العذراء تتكلّم باسمرار في فاتيما، وحتى في مديوغوريه وتقول لنا: “يا أولادي، الشيطان يريد أن يخرب عائلاتكم، إنه نشيط في تهديم عائلاتكم، عليكم ألا تخدعوا!”.
لقد رايت يوماً، واصلاً الى مديوغوريه، كاهناً أفريقياً طارداً للشياطين يدعى ملينجو Mellingo، انه يسكن في روما وهو مقرّب جداً من الحبر الأعظم. سألته: “بعد 40 سنة من ممارستك لطرد الشياطين ما هو برأيك أكبر عمل يمارسه الشيطان في العالم اليوم؟” أجاب: “لا مجال للتردّد، عمله الأكثر نشاطاً اليوم هو تهديم العائلة“. يجب ألا تخدعوا. هناك مخططات شيطانية تهدم شيئاً فشيئاً العائلة وخاصة من خلال قوانين تصدرها بلداننا. هذا يبدأ أولاً بفكرة أن هناك المزيد من البشر على الأرض ويجب الحدّ من الولادات فكان أولاً تحديد النسل ثم فيما بعد ابتدعوا الإجهاض المنظّم… يجب أن تعلموا أن الشيطان يملك خطة تهديم لكل من عائلاتكم، وأود هنا تعزية الذين شربوا الكأس وتألموا في هذا المجال ربما لأنهم لم يعرفوا الأسلحة المعروضة من قبل الرب في الإنجيل وكذلك من قبل العذراء القديسة خلال ظهوراتها المختلفة، أود ان أقول لكم أن لدى الله تدبير لكل عائلة. تدبير تصحيح وقيامة، ولو كان للشيطان مخطط فممكن إزالته بسهولة لمن يهب نفسه لله، ويأخذ الأسلحة المعروضة في الإنجيل ومن أمنا العذراء التي تعطينا مجدداً الإنجيل.
من المؤكد أن العذراء تحذّرنا وتقول لنا: إن الشيطان يعمل خاصة في الشباب، ومن خلال الشباب يريد هدم العائلات. وتقول لنا أن كثيراً من الشبان يفتشون عن السعادة حيث يُضلّون. من الطبيعي أن يفتش الشباب عن السعادة وأنه من واجب الأهل أن يدلوا أولادهم الى طريق السعادة الحقة، فضلاً عن ذلك، تقول العذراء أن الشبيبة هي أكبر آمالها. انهم جُدد أمام الحياة، ولم يتمّ القبض كلياً عليهم من شرور المجتمع، انهم ما زالوا على طرف الحياة (تقصد الأطفال والمراهقين) ان العذراء تبني عليهم آمالاً فائقة. فليعلموا هذا!! لكن الشيطان يريد أن ينزع منا السلام، وحتى القليل من السلام الذي نملك. تقول العذراء أنه يريد أن يوحي للعائلات أن الشريك ليس هو الجيّد، ان الشريك لا يُحتمل، وقد وجدنا احيراً الأفضل عند جارنا. على كل حال، اننا نستطيع الطلاق لأن الجميع يفعل ذلك، نستطيع الإجهاض لن الجميع يفعل ذلك، ونستطيع خيانة زوجاتنا لأن الجميع يفعل ذلك….
العذراء القديسة تقول: “يا أولادي الأحباء، إنكم تضعون أنفسكم لا شعورياً بين يديّ الشيطان منذ اللحظة التي تقولون فيها: “الكل يفعل ذلك، إذن أستطيع أن افعله”، وبذلك تكونون عدو عائلاتكم يدخل في روحكم وفي قلوبكم. في المقابل لو قلتم ان الرب لم يأتِ ليقول لي: “إفعل كما يفعل غيرك” لكن ليقول “إجعل نفسك في طريقي وإتبعني” هكذا تتركون روح الله يدخل فيكم.
يجب أن تكونوا متيقظين لهذا التهديد الذي يثقل كاهل جميع العائلات، ولماذا يستبسل الشيطان في عمله “رقم 1” لهدم العائلات؟! ذلك لأن العائلة هي حقيقة عجيبة في تدبير الله. تنتمي العائلة الى الخلق. الخليّة العائلية هي الخليّة التي ستسمح للجنس البشري بالوجود: بدون عائلة لا جنس بشري. جمال العائلة وحقيقة العائلات تأخذ معناها من حياة الثالوث الأقدس نفسه بعلاقته بين الأقانيم الثلاثة. إن الرب يملك تدبيراً إلهياً للعائلات وكم هو جميل دور الأب ودور الأم تجاه الأولاد. الحب الزوجي جميل جداً في تدبير الله. فالشيطان لم يعد يستطيع الإحتمال، إنه يريد تدمير كل ما هو جميل وبالتالي هدم الخلية العائلية.
لحسن الحظ، تأتي العذراء في مديوغوريه لتذكرنا بالأسلحة التي نملكها والتي تُمكننا من قهر من يريد هدمنا والعذراء قد أتت لتعطينا من جديد هذه الأسلحة.
من أعظم الأسباب التي من أجلها تُهدم العائلات اليوم هو بوبكل بساطة أننا لا ندرك أننا نملك بين أيدينا قنابل حبّ الى جانب الأسلحة التي تكها لنا الرب وهي :
– الصوم،
– الإماتة،
– الأسرار (سر التوبة، الغفران)
– قراءة الكتاب المقدس
نحن نشاهد الكثير من الأهل يأتون مديوغوريه معذبين من تمزّق في عائلاتهم، بنوع خاص من “طرق الموت” التي اختارها الشباب بإدمانهم على المخدرات وبأي من طرق الشذوذ والظلمات. يأتون مديوغوريه وبعض منهم يقول لي: “أرجوك، يا أختي: إجعلي الرؤاة (الشهود) يصلّون وليطلبوا لي من السيدة العذراء أن يتوقف إبني عن تعاطي المخدّر. لدي انطباع أن الشيطان يضع قبضته على عائلتي منذ سنوات عدة، إنه يهدمها: زوجتي ذهبت، إبني يتعاطى المخدّر… هناك انفجار في عائلتي وهذا عذاب عظيم لقلبي…”.
أُجيبه: “يا سيدي، أنا سأصلّي لعائلتك، سأصلّي من أجل أولادك لكن دعني اطرح عليك سؤالاً: “هل تصوم أنت من أجل إبنك؟” – “كلا يا أختي، لماذا” – أول شيء عليك أن تفعله يا سيد هو الصلاة والصوم. إنها الوسائل التي أعطانا إياها يسوع في الإنجيل لمحاربة إبليس. هذه الأسلحة ضرورية، إبدأ، أنت والد هذا الفتى، بالصلاة والصوم من أجله وسوف تحصل على أعاجيب”.
“خذوا الأسلحة، ادركوا بوعي أنهالديكم، لا تقولوا: “انا صغير جداً، أنا ضعيف جداً، أناخاطئ جداً، هذه كلها أسلحة القديسين”. كلا، إنها أسلحة للاصغر بينكم. الصلاة والصوم هي الاسلحة الوحيدة لإيقاف الحرب كما تقول السيدة العذراء.
لا الكلام عن الخراب، ولا العظات، ولا دروس الأخلاق، بل الصوم والصلاة، يقول يسوع وتقول مجدداً العذراء القديسة، هي الأسلحة من أجل إيقاف الحرب وقهر الشيطان.
إذن، أعتقد ان ما من أهل يتركون ولدهم وحيداً في منزل لو كانوا يعلمون أن هناك شريراً يتجول في المنزل. كم من الأهل، اليوم يتركون أولادهم دون أن يحذروهم أن هناك من هو أرهب من كل الأشرار البشريين، يمكن إيجاده في المجلات حيث يسردون رواياته، تقول في المجلات لأن الشيطان يريد هدم أولادكم. لا تتركوهم إذن وحدهم في صراع مع الشيطان ضعوا بين أيديهم الأسلحة زسزف يصبحون هم الأقوى. سأعطيكم مثلاً استرعى إنتباهي أكثر من غيره:
إنها قصة عائلة في أميركا، إبنة مراهقة عمرها 14 سنة كانت تدرس مع أحد أصدقائي (إستاذ الدين هناك). هذا الإستاذ قد زار مديوغوريه عدة مرات وكان قد فهم أهمية صلاة مسبحة الوردية في العائلة وقد كان شاهداً لمعجزات خارقة حدثت بواسطة الوردية مصلاة في العائلة.
🌷✝🌷
هذه المراهقة كانت يائسة تماماً وأتت لتقول لأستاذها “أنا الوحيدة في عائلتي التي تذهب الى القداس يوم الأحد، كلنا حاصلون على سر العماد ونعتنق العقيدة الكاتوليكية لكن أبي وأمي لا يذهبان الى الكنيسة ولا أخي البالغ 12 سنة من عمره وبلغني أن والدي قد قرّرا الطلاق، ممّ أرعبنا أنا وأخي. أبي يريد أن يذهب لقد وجد سيدة أخرى”.
عندها أجاب صديقي: “إسمعي، هذا ما يجب عليك فعله: ستصلين مسبحة الوردية للعذراء القديسة وتسلمينها أباك وأمك والسيدة الأخرى. والعذراء تعمل عملها لكي تعيد النظام، نظام الله. ثم عليك أن تحاولي أن يأتي أخوك لصلاة الوردية معك هكذا تصبحان إثنين تصليان”.
وهكذا بدأت الفتاة تصلي مسبحة الوردية وحيدة ولديها الثقة. قد كرست كل شيء للعذراء وأخيراً انضمّ اخوها اليها وكانا كل ليلة يذهبان سراً الى القبو لصلاة الوردية. وهكذا جمعا صوتيهما للشفاعة حتى يتحقق كلياً تدبير الله في عائلتهما مُسقطا مخطط الشيطان. وقد كان رائعاً أن يَلحُظَ صديقي التطور الحاصل عند هذه المراهقة:
أولاً قالت أنها تصالحت مع أخيها بعد مشاجرات وخلافات عديدة كانت تحصل بينهما. ثم بعد أن تمت هذه المصالحة كانا يجتمعان كل ليلة ليصليا الوردية في القبو. وبعد أسبوعين وصلت الى الصف مسرورة وقالت: “قد أجّل والدي الطلاق!”. رائع! هكذا سيكون لدينا وقت أكثر لنصلّي الوردية أنا وأخي وسنطلب الشفاعة”.
وعندما اقترب موعد الطلاق ذهبت الى صديقي قائلة: “لن تصدقني لو قلت لك: لقد عدل أبي عن الطلاق وقرر البقاء مع أمي”. إن في هذا إنتصاراً كبيراً. وواصلت الصلاة. بعد أسابيع دخلت الصف فرحة وقالت لأستاذها: لو تدري ماذا حصل! يوم الأحد رافقتني أمي الى القداس! كل هذا بفضل الوردية. وبعد بضعة أسابيع ذهب الوالد الى القداس يوم الأحد وبعده اصبح يذهب كل أحد الى الكنيسة للمشاركة بالقداس، وهذه العائلة تصلي الوردية مجتمعة اليوم.
لقد عادت موحدّة وتدبير الله يكتمل.
تقول لنا فيتسكا Vicka: (إحدى الرؤاة في مديوغوريه)
السلاح ضدّ الشيطان هو الوردية مصلاة في العائلة وهكذا لن يستطيع الشيطان شيئاً ضدّ عائلة موحدّة في الصلاة. إذا كنت المؤمن الوحيد في عائلتك صلّ وحدك، من دون أن تجبر الآخرين على الصلاة، لكن خذ القرار بالصلاة مستقبلاً مع عائلتك. وتقول العذراء القديسة: لتكن عائلتك أول مجموعة صلاة، إبدأ أولاً بمحبة أفراد عائلتك تستطيع بعدها أن تحب من يدخل بيتك”. الصلاة مع العائلة هي السلاح “رقم واحد”. لنكن واضحين: من غير صلاة لن تصمد العائلة طويلاً وسوف يأتي يوم لن يكون في العالم عائلات فعلاً الاّ العائلات المسيحية. “ليصل الأولاد مع أهلهم”، تقول السيدة العذراء.
تدعونا السيدة العذراء خلال ظهوراتها في مديوغوريه أن نحمل ونضع في بيوتنا اشياء مباركة (مسبحة، أيقونة…) وليبارك الأهل أولادهم كل يوم.
أمّا السلاح الثاني الذي أعطانا اياه يسوع في الإنجيل وتذكرنا به السيدة العذراء فهو الصوم مرتين في الأسبوع (الأربعاء والجمعة) على الخبز والماء. للصوم قوة غريبة ضد الشيطان وهو يجذب نعماً كثيرة. باستطاعة المرضى والأولاد عدم الصوم. أما الأولاد فنستطيع أن نُنشئهم على روح الإماتة. كلنا يذكر قصة أطفال فاتيما الذين طلبت منهم العذراء اماتات يقدمونها تعويضاً عن الخطايا. فالأطفال يظهرون سخاءً وحماساً أكثر من أي شخص بالغ، في عمل الإماتات وتقديمها الى الله. هكذا يستطيع الأهل أن يتمثلوا بأولادهم فيمارسون الإماتات. وهكذا ندخل فعلاً ضمن تدبير الله لعائلاتنا ونسمح بأن يجري المعجزات فيها.
خذوا إذن هذه الأسلحة: الصلاة، خاصة الوردية. الإماتة، خاصة الصوم. والإماتات الصغيرة عند الأطفال.
تطلب منا السيدة العذراء أن نضع الإنجيل في مكان ظاهر في بيوتنا. الإنجيل هو كلمة الله. فكل الذين يأتون لزيارتكم وقبل أن يفتشوا عن برنامج تلفزيون يحضرونه، يقرأون مقطعين أو ثلاثة من الإنجيل. ويقول الأب يوزو في مديوغوريه: على الأهل أن يقرأوا لأولادهم كل يوم مقطعاً من الإنجيل حتى يعتاد الأولاد على يسوع ويألفوه، كما عليهم أن يقّبلوا الكتاب المقدس بعد قراءته فتدخلون أولادكم في محبة الإنجيل، محبة كلمة الله. وهكذا تخلصون أولادكم من كل الأكاذيب الإعلامية في عصرنا الحالي التي تتسرّب الى قلبه وروحه وتفسده. فبدلاً من أن تسكن قلبه روح العالم، تسكنه روح يسوع. أريد أن أؤكد أيضاً على أهمية التسامح في العائلات: إنها مسألة حياة أو موت في عائلاتكم.
تطلب العذراء الإعتراف مرة كل شهر واصطحاب الأولاد الى القداس. وفي وقت التقدمة قدمّوا زواجكم، ارتباطكم ليسوع وهكذا يجدد الرب هذا السرّ الرائع سر زواجكم ويحفظه ويباركه. اذهبواجميعكم الى المناولة، لتكن المناولة عيداً عائلياً بذهابكم سوية أطفالاً وأهلاً لتناول جسد الرب.
إجعلوا الله في المكان الأول في عائلاتكم، ليكن الله حاضراً في أحاديثكم، في قصصكم، في كل ما تقولونه بحضور أولادكم.
إذا كان لدينا مشكلة مادية في العائلة ولم نعد نملك المال الكافي حتى نهاية الشهر. ما العمل؟ نطلب العون من الله والله يقول لنا “إهتموا أولاً لملكوت الله وعدله والباقي يُعطى لكم علاوة على ذلك”. لتكن لنا الثقة بالعناية الإلهية. وهكذا يفهم الولد أنه عندما يواجه مشكلة معينة يلتفت الى الله ويقول في نفسه: “الله سيأتي لنجدتي” إنه يعلم أن الله أقوى منه ومن اهله ويستطيع مساعدته عندما يكون هناك قرارمهم بدلاً من الذهاب الى البصّارة وقارئة الفنجان (كثير من الأهل يفعلون هذا). بذهابنا الى هؤلاء نكون قد وضعنا انفسنا بين أيدي الشيطان.
ليعلم الولد أن عند كل قرار صعب أو اختيار مهم في حياته عليه أن يصلي الى خالقه الذي يعلم تدبيره علينا، فيُميل قلبه ومعرفته نحو القرار الصالح.
وليعلم الأولاد أن كل ألم ومرض هو صليب علينا أن نحمله بصبر ونقدمه لله متحدين بآلام المسيح، هكذا لن ييأس الولد أو يثور بل يجد معنى لآلامه ويدرك أنه إذا قدّمها الى الخالق يستطيع أن يصنع العجائب. وسأردد هنا كلمات إيفان (أحد رؤاة مديوغوريه) بالنسبة للأولاد، فقد تعلمها من أم خاصة هي العذراء: ليُمضِ الأهل وقتاً كافياً مع أولادهم. كم من الأولاد يعانون من الوحدة. ليعلم الأولاد أن بامكانهم البوح بمشاكلهم وآلامهم الى أهلهم، ليكن لهم امل الكلام معهم بسلام. كثير من الأولاد يحتفظون بمشاكلهم لأنفسهم لنهم يعلمون أن الأم ليس لديها الوقت للإستماع إليهم. الأهل يظنون انهم بتلبية حاجات الطفل المادية قد قاموا بواجبهم. واجبنا نحو أولادنا هو تربيتهم. الولد ليس بحاجة الى سيارة أو هدية أو حساب في البنك، فيما نحن منصرفون الى أعمالنا، الى مجتمعنا، الى أنفسنا. إنه بحاجة الى وجود الأهل مثال الأهل. في سلام القلب في الوحدة الزوجية، والى مثال الإتحاد في العائلة. في التقليد المسيحي الأم هي حارسة سلام البيت، هي حارسة وحدة العائلة.
صلوّا إذن في عيالكم والروح القدس يكون حاضراً بينكم مبعداً العدو: الشيطان. أخبروا أولادكم عن الله، عن الإيمان، عن السماء والمطهر وجهنم قبل ان يخبره المجتمع عن العدم وعن التقمص أو أي اختراع بشري آخر وقبل أن يتشرّب دماغه هذه الأفكار الخاطئة، كلموّه عن حقيقة الإنجيل. عندما يذوق الولد، قبل سن المراهقة، طعم نعمة الرب في عائلته، يكون قد اصبح قوياً بما فيه الكفاية لتمر أزمة المراهقة دون قلق. سيكون محمياً في أعماق نفسه ويعود الى الله دون أن تجذبه تجارب العالم وفخاخه القوية.
إذا لم يذق الولد طعم الرب قبل أزمة المراهقة، ماذا سيكون معه من أساليب وقائية ضدّ حلوى الشيطان؟
سيعرض عليه المخدّر، الجنس، أنواع شريرة من الموسيقى، كيف سيميّز بين الخير والشر؟ ستجذبه وتغرّه حلويات الشيطان. أما إذا كان قد تعرّف الى الله فسوف يقول لدي ما هو أفضل، أنا لدي الله وبامتلاكي الله املك كل شيء.
عليكم ان تهيئوا مستقبل اولادكم، هيئوا لهم إرثاً جيداً لأن هدف العائلة ضمن تصميم الله هو أن نساعد بعضنا على أن نصبح قديسين.
هدف الزواج والعائلة ليس الأشياء المادية فحسب. بل هناك هدف أسمى في تدبير الله وهو القداسة.
إعلموا أيها الأخوة أن الله يملك تدبيراً الهياً لكل عائلة. انه تدبير القداسة ودوركم كأهل هو أن تنموّا بانتباه ومحبة هذا التدبير، وهكذا تشاركون الله في تصميمه أن يكون أولادكم قديسي. إذا فعلتم هذا، إذا قمتم بواجبكم كاهل، الباقي يُعطى لكم.. إسمعوا قصة الهل مارتن Les parents Martin لقد تزوجوا بعد كثير من الصلاة ورأوا أن زواجهم حسب تصميم الله. لقد جثوا على ركبهم وصلوا قبل زواجهم. وبعد الزواج صلوا حتى يرزقهم الله أولاداً وهؤلاء الأولاد قدموهم الى الله الذي كان يحتل المركز الأول في العائلة. وقد أمضوا وقتاً طويلاً أولادهم يكلمون أولادهم بمحبة عن الله وهكذا وبفضلهذه التربة الخصبة كانت القديسة تريزيا الطفل يسوع. لو أن الأهل مارتن Martin كانوا قد تهافتوا على أمور العالم في ذلك الوقت، لو أنهم فكرا فقط بالمال وترسيخ الأمور المادية في أذهان أولادهم لما كنا حصلنا على القديسة تريزيا. اننا اليوم نشكر الأهل مارتن ونصلي لهم لأنهم كانوا أهلاً قديسين لم يرغبوا الا بقداسة أولادهم وقد حققوا النصر. فشكراً لهم فقد اعطونا القديسة تريزيا. لا تقولوا: “إن هؤلاء قد ولدوا في الماء المبارك، نحن شريرون، نحن خطأة، لن نستطيع ابداً ما فعلوه”. انكم تستطيعون لو تفعلون مثلهم أن تعطوا أيضاً قديسة تريزيا أو قديس فرنسيس أو خوري أرس (أو مار شربل).
عليكم وضع أساسات الإيمان لدى أولادكم منذ صغرهم. الولد يستطيع أن يفهم الحقائق الأساسية ولو صغيراً جداً. أعطوهم أنتم هذا الغذاء، كنز الإيمان بحقائقه، وهي تنمو شيئاً فشيئاً خلال حياته. في العشرين سنة لن تستطيعوا القول لأولادكم: “أختاروا ديانتكم”. ان الوقت سيكون متأخراً جداً. بقدر ما يكون الطفل صغيراً بقدر ما يكون التأثير عليه وطباعة كنز الإيمان في قلبه اسهل. على الأم أن تصلي مع طفلها منذ لحظة تكوينه في أحشائها. هناك من يقول سنترك ولدنا حراً وفي سن الثامنة عشرة يختار بنفسه إيمانه ودينه… هل يخطر لكم أن تضعوا طفلاً في دار أيتام مذ لحظة ولادته ثم بعد 18 سنة تذهبون لرؤيته وتقولون له نحن أهلك، الآن وقد أصبحت راشداً عليك أن تختار: هل تريدنا أهلاً لك أم لا؟ بالطبع سيقول لكم: إذهبوا عني اني لا أعرفكم ولن أختاركم. وتفعلون بالمثل مع الله.
تقول السيدة العذراء: “في العشرين سنة، وقت متأخر جداً للكلام. كانت الكلمات تفيد في الصغر. لو كلمتم أطفالكم بمحبة عن الله والإيمان. لكن عندما يصير الولد في العشرين من عمره لا يمكن التأثير عليه بالكلام بل بالمحبة والصلاة، وبالطبع بمثالكم الحي”. وفي رسالة أخرى تقول: صلوا لكي تفهموا أنه من الضروري لكل واحد منكم دون إستثناء أن يشارك بحياته ومثاله في عمل الخلاص” لم تقل بأقوالكم.
إذا كان الأمر صعباً في البداية اطلبوا المساعدة من الله وهو يعطيكم النعمة لتحققوا ما يطلبه منكم. قرروا إذن أن تكون عائلتكم مكاناً تولد فيه القداسة. لتحقيق هذا القرار عليكم البء بالصلاة ثم بالصوم ثم فكروا بالكتاب المقدس، بالأسرار المقدسة وبالوقت الذي سوف تمضونه مع أولادكم تكلمونهم عن الله.
على أولادكم أن يفهموا أن هناك من هو أقوى منكم في العائلة وإليه تلجأون في المحن والصعوبات فيطمئنوا، وتوفرون عليهم الكثير من القلق.
على الولد أن يعلم أن أهله ليسوا معصومين عن الخطأ. وفي حال ارتكاب خطأ ما، لن يؤدي هذا الى قلق نفسي لدى الوقت، لأن هذا الأخير يعرف بأن الله هو فوق العائلة ويحرسها.
تقول لنا العذراء القديسة: “أولادي الأحباء، ان الذين يأخذون الله اباً لهم وأنا أماً، هؤلاء لا يمكنهم أن يخشوا شيئاً”.
ليعلم الولد أن الأب في العائلة هو الله، والأم هي العذراء القديسة، والأب والأم في العائلة هما في خدمة الأبوة والأمومة التي تأتيهم من أعلى. إنهم شهود على الحب الأبوي النابع من السماء.
والآن أود أن أنهي بشيء جميل عرفته من ميريانا (الشاهدة في مديوغوريه) إنكم تعلمون أن العذراء في مديوغوريه قد اعطت اسراراً وكثيراً من الرسائل. راجعوا (“نداء من السماء”) اشبعوا نفوسكم من هذه الرسائل، إنها حقاً الإنجيل معطى لنا من أمنا السماوية. والى جانب الرسائل، قد اوكلت العذراء الى الرؤاة أسراراً لا نعلم عنها شيئاً الآن، ليس الا أنها تخص مستقبل العالم.
هؤلاء الرؤاة الستة الذين يعرفون مستقبل العالم، خمسة منهم متزوجون وعندهم اولاد. هذه ولا شك علامة. حضرت يوماً حديثاً بين ميريانا وبعض الحجاج فقد سألها أحدهم: “ماذا تقولين لزوجة لا تريد أن تنجب أطفالاً؟” فأجابت ميريانا: “أجمل شيء في الدنيا هو أن يكون عندنا أطفال!”
– “نعم لكن تلك السيدة الشابة تخاف أن تنجب أولاداً بسبب مستقبل العالم القاتم”. فأجابت ميريانا: “أنها تملك الأسرار العشرة): (وأن ما قالته يأتي من السماء): قالت العذراء: يا أولادي، لا تخافوا أن يكون عندكم أولاد، عليكم بالحري الخوف ألا يكون عندكم”. وعندما أنجبت غيفانكا(إحدى الرؤاة أيضاً) طفلها الثاني قالت لها العذراء:
– إيفانكا، أنا اشكرك لأنكِ أعطيتِ الحياة، حتى تشجعي غيرك على إعطاء الحياة أيضاً”…
وكل الرؤاة يريدون الكثير من الأولاد، وقد قالت العذراء، – بقدر ما يكون عندكم أولاد بقدر ما يكون ذلك أفضل، وفي كل مرة تنجبون طفلاً عليكم أن توكلوه لأبيكم السماوي وأمكم السماوية… لا يهم إن لم يكن لديكم الكثير من المال. كم من العائلات يفضلن عدم الإنجاب لأنهم يريدون شراء منزل أفضل أو أنهم يريدون تغيير سيارتهم. لكنهم لا يعلمون أن السيارة والبيت لا يدومان أما الطفل فإنه باقٍ للحياة الأبدية.
*♰*
أعلن قداسة البابا القديسة تريزيا الصغيرة – الطفل يسوع – ملفانة في الكنيسة الكاتوليكي. Doctor de l’eglise catholique هل تعلمون بأنها الطفل التاسع في عائلتها؟ ولو قرر اهلها عدم الإنجاب أو إجهاضها، لخسرت الكنيسة “نابغة القداسة في القرن العشرين” وخسر العالم طريق القداسة الجديد الذي مهدته لكل البشرية…
آمل أن يتشجّع الأهل: فمن له ولدان فليتساءل لما لا ثلاثة؟
ومن له ثلاثة أولاد فليفكّر بالأربعة
ومن له أربعة اولاد فليفكر بالخمسة، وهكذا نكمل المسيرة لتحقيق الأربعة ملايين طفل المتبقين ليخلص العالم…
—- * ♰ * —–
الأخت إيمانويل هي من جماعة التطويبات الكاتوليكية منذ عام 1976، تقيم في مديوغوريه منذ عام 1989. قابلت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في 15 تشرين2-1996 وحصلت على تشجيعه في رسالتها ومباركته لها، لتكمل البشارة بحماس واندفاع اكثر.
ملاحظة: رئاسل مديوغورية مجموعة في كتاب “نداء من السماء” أذن بطبعه سيادة المطران بولس باسيم – منشورات التطويبات.