عَ مدار الساعة


لو كان سعد الحريري..‏ (جورج بكاسيني)

لو شارك الرئيس سعد الحريري اليوم في “اللقاء الوطني المالي” في قصر بعبدا‏، لكانت ملأت الدنيا وشغلت الناس حملات التشهير والتخوين من اليسار ومن اليمين‏، مصحوبة بسيل من التحليلات لا تحصى ولا تعدّ.‏

لو شارك سعد الحريري في الاجتماع المذكور، لكانت دُبّجت عشرات التقارير ‏للشرق وللغرب ، مدجّجة بـ”وقائع” مريبة وروايات ترقى الى مستوى القصص ‏البوليسية.‏

لو كان سعد الحريري .. لكانت تحرّكت مخيّلات الخصوم والحلفاء للحديث عن ‏‏”صفقة “كهرباء من هنا أو تعيينات من هناك.‏

لو كان سعد الحريري من أيّد موقفاً للسيد حسن نصرالله من قصر بعبدا لكان اتّهم ‏من الحلفاء والأقربين بأنه يفرّط بالتوازن .. وبتسليم البلد لـ”حزب الله”.‏

لو كان سعد الحريري في قصر بعبدا اليوم لكان هدفه من المشاركة، بالتأكيد، ‏السعي للعودة الى السراي. أما الآخرون فمشاركتهم “احترام “للرئاسة الأولى “بعيداً ‏عن الأشخاص” لا سعيُ إليها ، وحرص على “المحافظة على الدستور”.‏

لا يحق لسعد الحريري ما يحق لغيره . إن هو دوّر الزوايا من موقع رئاسة ‏الحكومة لتوفير أدنى حد ممكن من التوافقات لفتح الطريق أمام الإنجازات، جاء ‏الجواب أنه يفرّط بالصلاحيات ويقدم التنازلات. وإن وضع الإصبع من موقع ‏المعارضة على أخطاء هنا وتنازلات هناك ومحاولات لتغيير طبيعة النظام ‏الاقتصادي الحرً هنالك، جاء الجواب أن ثمة “مقاربات مختلفة” بين الحلفاء .‏

هنيئاً لخطة الحكومة المالية بمن حاول تغطيتها ومعارضتها في آن .و هنيئاً لمن ‏تبنّوا أكذوبة “سعد الحريري سلّم البلد للعهد و”حزب الله”.. وعلى الدنيا السلام ..‏