لو شارك الرئيس سعد الحريري اليوم في “اللقاء الوطني المالي” في قصر بعبدا، لكانت ملأت الدنيا وشغلت الناس حملات التشهير والتخوين من اليسار ومن اليمين، مصحوبة بسيل من التحليلات لا تحصى ولا تعدّ.
لو شارك سعد الحريري في الاجتماع المذكور، لكانت دُبّجت عشرات التقارير للشرق وللغرب ، مدجّجة بـ”وقائع” مريبة وروايات ترقى الى مستوى القصص البوليسية.
لو كان سعد الحريري .. لكانت تحرّكت مخيّلات الخصوم والحلفاء للحديث عن ”صفقة “كهرباء من هنا أو تعيينات من هناك.
لو كان سعد الحريري من أيّد موقفاً للسيد حسن نصرالله من قصر بعبدا لكان اتّهم من الحلفاء والأقربين بأنه يفرّط بالتوازن .. وبتسليم البلد لـ”حزب الله”.
لو كان سعد الحريري في قصر بعبدا اليوم لكان هدفه من المشاركة، بالتأكيد، السعي للعودة الى السراي. أما الآخرون فمشاركتهم “احترام “للرئاسة الأولى “بعيداً عن الأشخاص” لا سعيُ إليها ، وحرص على “المحافظة على الدستور”.
لا يحق لسعد الحريري ما يحق لغيره . إن هو دوّر الزوايا من موقع رئاسة الحكومة لتوفير أدنى حد ممكن من التوافقات لفتح الطريق أمام الإنجازات، جاء الجواب أنه يفرّط بالصلاحيات ويقدم التنازلات. وإن وضع الإصبع من موقع المعارضة على أخطاء هنا وتنازلات هناك ومحاولات لتغيير طبيعة النظام الاقتصادي الحرً هنالك، جاء الجواب أن ثمة “مقاربات مختلفة” بين الحلفاء .
هنيئاً لخطة الحكومة المالية بمن حاول تغطيتها ومعارضتها في آن .و هنيئاً لمن تبنّوا أكذوبة “سعد الحريري سلّم البلد للعهد و”حزب الله”.. وعلى الدنيا السلام ..