عَ مدار الساعة


معنى حركات اليد في الأيقونات..؟


تقليد يوناني – روماني تقليدي لا يزال سارياً في مجال علم الأيقونات المسيحية!


هل تساءلتم يوماً وأنتم تتأملون الأيقونات الدينية ما معنى حركات اليدَين البارزة عند المسيح أو القديسين؟ لكل حركة معنى خاص إلا أن لا عجب أننا لا نفهمها دائماً إذ أنها مكتوبة باللغة الإغريقية! فقد طوّر اليونانيون والرومان رموزاً لحركات اليد استخدمه كل من الخطباء والبلغاء عندما كانوا يتلون خطباً في الأغورا (Agora) أو مجلس الشيوخ وفي المجالس الخاصة. وكانت حينها الحركات المرافقة لفن البلاغة علماً بحد ذاته وكان الجميع يفهمها الى حدٍ ما لكن لا نحن! ولذلك، نحن بحاجة الى القليل من المساعدة من أجل تحليلها.

وليس من المستغرب أن يستخدم رسامو الأيقونات المسيحية هذه الرموز في اللوحات التي تمثل المسيح والقديسين والملائكة. فعلى سبيل المثال، في أيقونات البشارة، يظهر رئيس الملائكة جبرائيل يرفع يده كما كان الخطباء الرومان يرفعون أيديهم عند الإشارة الى أنهم سيدلون بجملة بالغة الأهمية.

أما معنى حركة اليد هذه، كما يُبيّن فن البلاغة الكلاسيكي، فهو الأساس الذي يفسر لما يرفع المسيح يده كما يرفعها المتحدث الأغريقي أو الروماني. فالأكيد أن لديه هو، أكثر من غيره، أمر مهم جداً يقوله.

إلا أن لهذه الحركة معانٍ أخرى من الواجب أخذها في عين الاعتبار. ففي حال صورة المسيح، تكون الرموز المرتبطة بالحركات أكثر تعقيداً بعد. ففي كل أيقونة للمسيح سواء كاثوليكية أم بيزنطية، تبدو يد يسوع مرفوعة وكأنها تبارك. ويستخدم الكاهن الحركة نفسها ليبارك الآخرين خلال القداس ولذلك يُصور القديسون الذين كانوا في حياتهم كهنة وهم يرفعون يدهم بالطريقة نفسها.

أما في ما يتعلق بالأيقونات الأرثوذكسية، كانت حركة اليد المباركة تظهر على شكل IC XC وهو اختصار لكلمة يسوع المسيح باللغة الإغريقية IHCOYC XPICTOC المتضمنة الحرف الأول والأخير من كل كلمة. فتجسد اليد المباركة من خلال الحركة اسم يسوع المسيح.

بالإضافة الى أخذ شكل الحروف، تنقل حركة البركة التي يجسدها المسيح حقائق عقائدية. فتجسد الأصابع الثلاث المستخدمة لتجسيد حرفي الـI والـX الثالوث ووحدة اللّه في الأقنوم الآب والابن والروح القدس. أما اقتراب الإبهام والبنصر لا يهدف فقط الى تجسيد الحرف C إنما يمثل أيضاً التجسد ووحدة الطبيعتَين السماوية والإلهية في شخص المسيح.

راقبوا من الآن فصاعداً الأيقونات إذ ستكون رسالة من الواجب عليكم قراءتها الآن وأنتم على دراية أكثر بلغتها.

المصدر: ar.aleteia.org