أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


السيد نصرالله، ومسؤولية الإطلالة المُنتظَرة


خلاص الوطن يقتضي لجم جماعة الكانتونات والفيدراليات (أمين أبوراشد)


يُطلُّ السيد حسن نصر الله اليوم الإثنين، وفي إطلالته مسؤولية. هي قَدَر عليه أو رهان لا فرق، لأن الرجل يحتكر جمع الحلفاء والخصوم معاً لسماعه ومتابعة المستجدات، سواء في الداخل اللبناني أو الجوار الإقليمي أو العالم، وبالتالي لا يستطيع السيد نصرالله سوى أن تكون إطلالته مُثمرة، سيما وأن اللبنانيين قد أصابهم في الحجر المنزلي قنوطٌ غير مسبوق نتيجة الإطلالات الهزيلة الرخيصة، لِمَن قرروا شنَّ الحرب على العهد والحكومة حتى في زمن الوباء القاتل.

إطلالة نتوقعها شاملة، من الدعم الداخلي المطلوب لتوجهات الرئيس ميشال عون، وتأييد الخطوات الجريئة التي تُقدِم عليها حكومة الرئيس دياب، الى بانوراما إقليمية لإستشراف الجديد من التهديدات الإسرائيلية للبنان على ضوء استمرار الحليفين اللدودين نتانياهو وغينتس في مواجهة رفض الشارع الصهيوني لحكومة إئتلافية تجمع حزبي “الليكود” و “أزرق أبيض”، الى الموقف الألماني من حزب الله عبر تصنيفه إرهابياً، وصولاً الى أميركا التي تحاول عبر الغطرسة الخارجية تغطية خيبة ترامب في مواجهة وباء كورونا.

اللبنانيون قد لا تُلفِتهُم المخاطر الخارجية الكبيرة التي سوف يتطرَّق إليها السيد نصرالله، لأن هموم الداخل باتت داخل كل بيت، قهر وقلق وجوع وخوف من الآتي الأعظم، عبر إقفال مؤسسات كبرى وتنامي معدلات البطالة، ووسط تساؤلات حلفاء العهد ومؤيدوه عن القضاء الغائب عن السمع، و”لفلفة” الملفات إلَّا النادر منها، مما ترك الساحة مفتوحة للفاسدين من “المدرسة الحريرية” وشركائها، الى درجة بلوغ مرحلة الوقاحة السافرة في الهجوم على العهد وعلى شخصيّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

يوم الأربعاء القادم، موعد المشاورات التي حددها الرئيس عون مع رؤساء الكتل النيابية في بعبدا حول الخطة المالية الإقتصادية التي أعلنتها الحكومة، وليس المطلوب فقط أن “يبيع” بعضهم للرئيس عون حضوره هذه المشاورات، بل المطلوب أن يتوقَّف بعدها نعيق الغربان وفحيح الأفاعي، وأن تتحرَّك الوزارات المعنية، لكبح جماح مَن يشتغلون لدى أعداء الوطن دوليين كانوا أم إقليميين لتقويض ما تبقى من كيان الدولة.

حكومة الرئيس دياب ليست حكومة حزب الله، ولو أن وزير الصحة المحسوب على الحزب قد توهَّج بأدائه النظيف بشهادة الخصوم، حتى الأكثر حقداً بينهم، لكن هذا لا يعني أن يستمر حزب الله بالعمل الميداني لآلاف من عناصره الذين تطوَّعوا من أجل دعم الحكومة في مواجهة الوباء، ولا يُسمَح سياسياً لحزب الله أن يلجم هؤلاء الكافرين بنعمة الوطن ويُمعِنون طعناً به، الى حدِّ الإعتداء على الجيش اللبناني من أطراف مأجورين وفي مناطق محددة تُديرهم أفكار مذهبية تكفيرية باتت أهدافها واضحة.

ليس اللبنانيون من بيئة حزب الله وحدهم ينتظرون كلمة السيد نصرالله، بل كل لبناني مؤمن بأن خلاص الوطن يقتضي لجم جماعة الكانتونات والفيدراليات وبؤر “دولة الخلافة”، وكل بيئة أسهمت السياسات “الحريرية” بإفقارها على مدى ثلاثة عقود لتطويعها، وعندما نذكر “الحريرية” فإننا نعني بها كل من شاركها في النهب والفساد دون استثناء أحد، ونحن في هذا الإطار لا نطلب 7 أيار عسكري جديد ولكن، من حق اللبنانيين أن يطالبوا بـ 7 أيار سياسي يُدخِل البعض الى جحورهم تحت طائلة إدخالهم الى السجون، وهذه ليست مسؤولية السيد نصرالله ولا حزب الله، بل هي مسؤولية هذا “القضاء السُلحفاة” بالدرجة الأولى..