نشاط سلفي في أحد المساجد الموجود في محيط السفارة الروسية
عبدالله قمح –
لا يمكن فصل المسار الأمني في المنطقة عن بعضه، فحادثة إغتيال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، مرتبطة عضوياً بما يجري ليس فقط على صعيد سوريا بل في تركيا أيضاً ليس إنطلاقاً من ما صرّح به القاتل، بل من سياق الأحداث الذي يشير إلى الدور الكبير الذي لعبة كارلوف في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والموالاة التركيتين بعيد الإنقلاب الأخير، بل أن هناك من يذهب أبعد من ذلك ليشير إلى دور كارلوف في موضوع كشف مؤامرة الإنقلاب ككل.
على مستوى الدبلوماسية الروسية في المنطقة، هناك شخصيتين لهما وزنهما، السفير الذي أغتيل في أنقرة ونظيره في بيروت، ألكسندر زاسبيكن، الذي يتمتع بالأهمية نفسها إنطلاقاً من دوره في المحور وقربه من السخونة السورية وتأثيره لبنانياً، وهو ما يزيد من نسب إستهدافه مع إطلاق العنان لأمر عمليات مهاجمة الدبلوماسيين الروس في المنطقة.
تهديدات كثيرة تعرض ويتعرّض لها السفير الروسي في بيروت، أمر دفع السفارة إلى رفع وتيرة تأهبها وحذرها الأمني منذ مدة طويلة تفوق العام وصولاً إلى ربط خيوط التعاون مع جهات أمنية لبنانية رسمية وغير رسمية من أجل تعقب وإفشال أي تهديد. إغتيال السفير الروسي في تركيا يكشف النقاب في بيروت عن محاولة مماثلة تم إحباطها منذ فترة بعد أن وصلت إلى مراحل متقدمة كانت تستهدف السفير زاسبيكن، هي خلاصة يكشفها مصدر أمني لبناني في حديث لـ”ليبانون ديبايت”.
وبحسب المعلومات المستقاة عن المصدر، فإنه يشتبه “بمجموعة سلفية متشددة يأمرها إرهابي أردني دأبت على توجيه تهديدات إلى السفير الروسي وصولاً للتخطيط لإغتياله في عملية أمنية مطابقة تقريباً لما حدث مع السفير كارلوف في أنقرة، لكنها أفشلت في آخر لحظة”، ما يؤكد أن هناك مشروع ذات أسلوب جديد يهدف إلى تصفية رجالات الدبلوماسية الروسية في المنطقة ولبنان من ضمنها.
المحاولة كما الكمّ الهائل من التهديدات التي لا تنحصر في شخص السفير بل تتعداه إلى مسؤولين عسكريين وأمنيين ودبلوماسيين في السفارة، دفعت “زاسبيكن” إلى محاولة التخفيف من نشاطه خارج السفارة حاصراً لقاءاته في داخلها مع خروقات طفيفة ملبياً دعوات هنا وهناك.
مصادر السفارة الروسية في بيروت إذ لا تؤكد أو تنفي خبر محاولة الإغتيال، تقول لـ”ليبانون ديبايت” أن “هناك تهديدات على درجة عالية من الخطورة تتعرض لها الدبلوماسية الروسية في بيروت وعلى رأسها السفير زاسبيكن، وهي وضعت الأجهزة الأمنية اللبنانية في صورة ما يحصل”، هنا تشير إلى “سيناريو شبيه بإغتيال السفير في تركيا يجري تحضيره في بيروت”.
وإذ تشير مصادر السفارة الروسية إلى “الدور الهام الذي يتمتع به السفير زاسبيكن بالنسبة لروسيا وحلفائها على صعيد المنطقة”، تقول أنه “بات محوراً لدبلوماسية موسكو في المنطقة وعليه تكمن هذه الأهمية التي تعرضه للتهديدات”.
وفي المعلومات الأمنية التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، من جهات على مستوٍى رفيع من الدقة، أن “أحد المساجد الموجود في محيط السفارة الروسية في بيروت، يشتبه بأنه يحوي نشاطاً أصولياً من مجموعات تدور في فلك السلفية الجهادية أو مرتبطة معها” مضيفةً أن “الجهات الأمنية اللبنانية باتت في صورة ما يحصل وهناك عملية رصد ومتابعة دقيقة تجري من أجل تفكيك أعضاء الخلية”.
المصدر: ليبانون ديبايت