أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أزمة التفكير، في كنباية الوزير


الأمر يستحق الشفقة.. لم تُفاجئنا الساذجة التافهة، لأن تفكيرها دونيّ.. (أمين أبوراشد)

ليست تلك الساذجة التافهة، التي لا يعلو مستوى تفكيرها عن “إجر كنباية” سوى نموذج عن الكثيرين من مجتمعنا، “الملطوشين” بوباء الغباء والسخافة، حتى في زمن الوباء القاتل، لأن البليَّة التي يتورَّط فيها لبنان هي في دُونيَّة العقل والضمير والأخلاق لدى البعض، مِمَّن تخطفهم مظاهر الفرش الوثير لدى صاحب الثروة والمال الوفير، حتى ولو نال كسرة خًبزٍ من معلفِ أكلة المال الحرام الذين نهشوا لحمه وشربوا عرقه ولعقوا دمه.

البعض من الشعب اللبناني، اعتاد أن يحكمه سكان القصور المبنيَّة على عظامه وبقايا أحلامه، ولا عَجَب، لو عاش صدمة أبناء الحلال والأوادم الذين تضُمَّهُم حكومة الدكتور حسان دياب، حكومة الكفاءات العالية والثقافات الرفيعة والسِّيَر الذاتية المُشرِّفة لسيدات ورجال من لبنان، ما عرفنا أفضل وأنقى وأشرف منهم في عشرات الحكومات التي باعت الشعب اللبناني سمكاً في البحر، وأمعَنَت في ترويب ذلك البحر الذي لا يرُوب، ووعدتنا أنه لو “لِحِق ورَاب، خذوا على لبن”.

نعم، لم تُفاجئنا هذه الساذجة التافهة التي لم تنظر الى الوزير المُبهر في أدائه، ولم تسمع مُعايشته الفعلية لمواجهة الوباء، لأن تفكيرها دونيّ، واعتادت ربما الرؤية على مستوى الأحذية والكعوب، تماماً كما كل “سوَّار” آخر زمن الذين حملوا إلي شوارع لبنان كل أوبئة أخلاقهم قبل وصول وباء الكورونا.

الأمر لا يستحق منا أكثر من الشفقة، على العقول الصغيرة والنفوس الحقيرة، ومن حقِّنا أن نتساءل عن سبب اختلال موازين التقييم لدى طبقة المعتوهين هؤلاء، ونرثي لِحالهم ونقول: إن مَن اعتاد أن يكون خادماً وضيعاً في دواوين أهل السلطة وخنازير المال، ما اعتاد رفع رأسه عن المعلف ليرى الكبار في علمِهِم وقُدراتهم وأخلاقهم، وقصر النظر لدى الراقد على معلف الذلّ طبيعي، لأنه لا يرى في الناس أعلى من كعب الحذاء و”إجر الكنباية”…