أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


سيدي المصلوب، أسجُد عند قدميكَ وأعترِف


نقرأ في وباء الكورونا تحذيراً الى المُكابرين من بني البشر (أمين أبوراشد)


حقِّي كما كل عام، أن أخطفَ ذاتي وأنزفها عند قدميك.. أُحيِي أحد الشعانين معك، وأعيش بإيمان جلجلة آلامك وفرحة قيامتك، مع الجموع التي كانت تحمل لكَ في الشعانين، شموعاً زينتُها فرحة الأحلام الساكنة عيونَ الأطفال، بضحكاتهم، بتلاوين ثيابهم، بِعُطرِ كعك العيد يدخُل جوارح ذكرياتنا على وقع أجراس كنائسنا..

بالإيمان نفسه نعيش الجمعة العظيمة، لأننا في هذا الشرق نعيش الجلاجل عبر تاريخنا لأجلِ إسمِك وفي الشرق باقُون.. نسير خلفكَ على خطوات بولس الرسول، ولا ننكُر أننا الكبوات، وعند كلِّ كبوةٍ يأتينا رسولٌ يشبه سمعان القيرواني، يُعيننا على رفع الصليب لِنُكمِل مسيرتنا، لأن لا قيمة لنا ولا جدوى لوجودنا في شرقِ الشياطين هذا، ما لم نسلك جلجلتك حاملين رسالة المحبة والخير والسلام التي علّمتنا..

في زمانك يا سيدي، كان هناك يهوذا واحداً وهيرودوتس واحد، وفي زماننا يتناسل يهوذا اللعين وهيرودوتس المُجرِم،  لكننا درب آمال الشعانين وآلام الجمعة العظيمة سالكُون، ودماء الشهادة على مذبحك نازفُون، نحيا بالمسيح ونتعذَّب للمسيح ونموت من أجل مجد المسيح، في عالمٍ بات يعيش أزمنة الإلحاد وتسكنه لعنة التكفير، ونحن نعيشك أنت ولا يسكننا سواك..

سيدي المصلوب، هذا العام، لن أشكو إليك مَن هجَّرونا، ونكَّلوا بأرزاقنا، ونحروا الأطفال والعَجَزة وسَبُوا النساء، وخلَّفوا خلفَ همجيتم الثكالى.. لن أشكو مَن دَمَّروا القرى والبلدات والمدائن، وأحرقوا التراث الديني والحضاري، أبناء البداوة أولائك، ومعهم المُجرمون من أحفاد أبي جهل،  هذا العام يا سيدي دخلت الشياطين جحورها، لأننا نواجه شيطاناً رجيماً، ولا شعانين، ولا مسيرة جمعة عظيمة، ولا قداديس لقيامتك المجيدة، ونواجه ربما لعنة السماء..

سيدي المصلوب، أمام قاتلٍ تحت مُسمَّى “الوباء التاجي” يحصِدُ الأرواح بلا رحمة، نلتجىء الى إكليل الشوك الذي بات على رأسك تاج ملوك العالم ونطلبُ الرحمة، ولن نطلبها من سواك، ونُعاهدك، إذا اعترانا الخوف نَستمِدُّ القوة منك، ونقرأ في هذا الوباء تحذيراً الى المُكابرين من بني البشر، أن جرثومةً لا تُرى بالعين المُجرَّدة، عجِزَت عن مواجهتها حتى الآن كل مُقدَّرات الأرض ونرجو،  متى أنعمت علينا السماء بمشيئة الخلاص، لا يجِب أن ينسى أولائك الذين يدَّعون مُلكية الأرض والبشر، أنهم لا يُساوون في هذا الكون أكثر من جرثومةٍ لا تُرَى بالعين المُجرَّدة..

سيدي، “هوشعنا في العُلى وعلى الأرض السلام”…