أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


العالم الجديد ما بعد الكورونا (ميشال غنيم)


عن تفكك إتحادات ومخاطر مرحلة الـmicrochip.. عودوا..

ما نعيشه اليوم في ظلّ انتشار وباء الكورونا يُعدّ كابوساً على البشرية، ولكن ما أدركنا من المُنتظر.

فمن المؤكد أن هذا الوباء مصنّع حيث أن بعض التحليلات تجزم بأن الولايات المتحدة الأميركية وراء هذا الوباء والبعض الآخر يعتبر أنها جمهورية الصين، ولكن معرفة من هو وراء هذا الفيروس ليس بمثابة أهمية معرفة من بإستطاعته محاربته لأن الأخير هو الذي يغيّر المعادلات. إن اليوم، وبتاريخ ٢٧ آذار ٢٠٢٠، تخطّت الولايات المتحدة الصين لتصبح أكثر دولة انتشاراً فيها لفيروس كورونا مما يطرح الإشكالية التالية: “هل سننتقل إلى نظام عالمي جديد تتزعمه الصين وروسيا مقابل تفكك بعض الإتحادات؟”

بدايةً بالنظام العالمي الجديد، من المتوقع جداً ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية قبل الإنتخابات الرئاسية وستكون أشبه بتلك التي حصلت عام ٢٠٠٨ وربّما أسوأ بكثير وسيكون هناك انهيار للأسواق التجارية العالمية وعلى الأرجح انهيار نقدي لم يحدث بتاريخ عالمنا الحديث. فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: “ما الإستفادة من هكذا ركود إقتصادي؟” إن جميعنا نعلم أن من يتحكم بهذا العالم ليست دولة معينة أو رئيس جمهورية معيّن بل مجموعات سرية تتألف من رجال أعمال تتحكم بالقرارات السياسية الدولية عبر ضغوط مالية واقتصادية، وعلى الأرجح أن الهدف اليوم هو الإنتقال من مرحلة السيولة (النقد) إلى مرحلة الـmicrochip فتصبح كل الأموال كناية عن أرقام مزروعة بيد الإنسان. إن هذه الخطة التي يعمل عليها هؤلاء ستكون أكثر من كارثية على البشرية نظراً لإنعدام الخصوصية حينها ونظراً لسهولة فرض العقوبات على أي شركة أو شخص يخالف القوانين التي تفرضها هذه المجموعات السرية. فجمهورية الصين هي الدولة الوحيدة التي تستطيع بإمكانياتها البشرية والصناعية أن تصنّع من الmicrochip لجميع دول العالم وهذا سبب إضافي لفرض إدارة ترامب العقوبات التجارية على الصين ومن يعدّ الرأس المدبّر لهذه العقوبات هو “بيتر نافارو”، صديق ترامب ومستشاره الإقتصادي الأول.

أمّا بما يخص تفكك الإتحادات، فقد صرّح رئيس جمهورية صربيا “ألكسندر فوتشيتش” بخطابه الأخير أن “التضامن العالمي” لم يعد موجود كما انتقد الإتحاد الأوروبي وشكر الصين على مساعدتها بالمعدات لمكافحة الوباء. إن هذا التصريح هزّ العالم وعبّر عن صرخة الكثير من الأوروبيين، فقامت إحدى الدول برفع علم الصين بدلاً من علم الإتحاد الأوروبي لتوجه رسالة مبطّنة وتقول: “الصورة الحقيقية تظهر عند الشدة.” فلم يكن من المتوقع أن نصل إلى يوم ونرى الإتحاد الأوروبي مهدد أو مثلاً “منظمة اوبك” غير قادرة على السيطرة على سعر برميل النفط الذي وصل إلى أدنى مستوياته.

بعد احتمال تعثّر الولايات المتحدة اقتصادياً قريباً، حان الوقت لتتربع الصين على عرش اقتصاد العالم وتصبح المتحكم الأول بالقرارات السياسية بدعم روسي نظراً لهيمنتها العسكرية اليوم في الشرق الأوسط وسيطرتها على تجارة الغاز التي تُعدّ استراتيجياً أكثر أهمية من النفط.

أخيراً، وباء الكورونا سينتهي عاجلاً أم آجلاً، ولكن الأنظار اليوم موجهة إلى ما بعد الكورونا، أي إلى العالم الجديد.
فما ينتظرنا أصعب بكثير مما نحن عليه اليوم ويقتضي أن نكون على كامل الإستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية، لذلك عودوا إلى الزراعة وشجعوا الإقتصاد المنتج وإذا كان بإمكانكم شراء البضائع الوطنية، “ما تقصروا”!
فهل حان وقت العودة إلى الأرض؟

(ميشال غنيم)