أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


رضوان السيد وفكره الاسلامي المذهبي الخطر على التركيبة اللبنانية- نسيم بو سمرا

  • نحن السنّة ينبغي أن نحشد ونتظاهر وندعو إلى مقاطعة الحزب وإخراجه من الحياة الوطنية وإسقاط العهد القوي

***

نقرأ كثيرا حول الباحث الاسلامي وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية خريج جامعة الأزهر، والكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، رضوان السيد، ولكن لم نعالج قط تأثير فكره على الشريحة السنية التي ينتمي اليها، وهو يعتبر نفسه ممثلا لوجدان الجمهور السني في لبنان، وبخاصة بعدما قرّر الخروج من تحت عباءة الحريرية السياسية، حين ارتأى ان يدخل السياسة من بابها العريض في زمن مؤسس الحريرية السياسية الراحل رفيق الحريري، ولا يخفى على أحد علاقته المتينة بالراحل رفيق الحريري، ولكن الدور الذي خطّه له الراحل لو قدّر له النجاح، كان أكبر بكثير مما يتمناه الرجل، وهو تعيينه مفتياً للجمهورية، غير أن المسؤولين السوريين عن إدارة الملف اللبناني آنذاك، رفضوا رفضاً قاطعاً، لأنهم كانوا يعرفون رأيه بالنظام في سوريا، ما دفع الحريري الى أن ركّب له دوراً لا يقل أهمية وحيوية، وهو “الهمس” في أذن المفتي، الدور الذي برع به وأيّده لا بل شجّع له حكّام المملكة العربية السعودية، حينها.


أما جديد مقالات رضوان السيد في صحيفة الشرق الاوسط السعودية، التحريضية على العهد، فاعتبر فيها “ان الجمهور السنّي ما عرف غير الانتكاسات، بعد أن أسقط حزب الله حكومة سعد الحريري عام 2011، والتي كان الحريري يقابلها بالتنازل وتقديم المبادرات التي تُزيلُ بالتدريج الفواصل بين الدولة والدويلة المسلَّحة، وتجعل رئاسة الحكومة مكسر عصا لمن هبَّ ودبّ!” بحسب وصفه، مشيرا الى ان العمل المنتظم والمنسَّق لإخراج السنّة والوطنيين من المعادلة الوطنية بدأ بالاغتيالات التي استمرّت بين العامين 2004 و2013، وباحتلال بيروت عام 2008″، أمّا “المحطة الثالثة والأخيرة من مسيرة إنتكاسات أهل السنّة، كانت سنوات القرن الثلاث (2016 – 2019) عندما قرّر وحده ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية”، منتقداً في مقالة سابقة أخرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين قال “ان عهده افتتح حقبة جديدة في تاريخ لبنان هي حقبة الجمهورية الثالثة! وكذلك إعلان رئيس حكومته حسان دياب عن عدم الوفاء للدائنين الدوليين والمحليين، لأنّ احتياطيات المصرف المركزي بلغت نقطة حرجة!” مضيفا انه “بذلك اتّبع ما سبق أن طلبه حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، من عدم التعاون مع صندوق النقد الدولي للمساعدة في حلِّ المشكلات الاقتصادية والمالية الهائلة التي يعاني منها لبنان”، ليستمر رضوان السيد في مقالاته بالتحريض على العهد من باب المظلومية السنية، من دون أن يحيد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، محملا إياه كامل المسؤولية عن التنازلات التي قام بها الحريري جراء التسوية الرئاسية والتي أخرجت السنة من المعادلة الوطنية، على حد قوله، مضيفا ان الحريري بتسويته الرئاسية، “أخلّ بسلامة الإدارة التي تحفظ صلاحيات رئيس السلطة التنفيذية بحسب الدستور، وتؤمّن نصاب أهل السنة في القرار الوطني وفي الوظائف العامة”.

لكنّ أخطر ما كتبه رضوان السيد في هذا الاطار، أنه وضع حرب الجرود ضد الارهاب التكفيري وقانون الانتخابات الجديد والتعيينات في الوظائف العامة، في سياق كوارث الاختلال هذه، “التي استمرّت وتفاقمت بموافقة وتوقيع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وأحياناً باقتراحه، وعلى طريقة: الفيل يا ملك الزمان!” على حد تعبيره.


في محصلة فكر رضوان السيد الذي يعبر عنه بكتاباته في “الشرق الأوسط”، ان السنّة يحتاجون الى زعيم يحل مكان سعد الحريري، الذي رضخ كثيرا للمكونين المسيحي والشيعي في التركيبة اللبنانية، مؤكدا في إحدى مقالاته ان بات على السنة تنظيم انقلاب سياسي، يطيح بالجمهورية الثالثة التي نحن بصددها، تسقط العهد القوي، من خلال تقديم رأس حزب الله للعدالة الدولية، معتبرا “ان هذه الفرصة السانحة باتت قريبة جدا، في منتصف شهر ايار، تاريخ إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري، حكمها”، خاتماً بالتشديد على ان “سيكون علينا، رغم صعوبة الظروف، ووعياً بحتمية انتصار العدالة، أن نتوجَّه للتجمع من حول بدائل وطنية وعربية ودولية، لأن
ردّة فعل سعد الحريري على حكم المحكمة لا تهمني، أما نحن، السنّة والوطنيين الآخرين، فينبغي أن نحشد ونتظاهر وندعو إلى مقاطعة الحزب وإخراجه من الحياة الوطنية وإسقاط العهد القوي”.