أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


كورونا أعادت العالم الى القرون الوسطى.. وفي لبنان استغلال الهواء لأكل الهوا..


فيروس اصغر بمئة الف مرة من رأس ابرة هشاشة هذا العالم المتكبر المتجبر (مقدمة otv)

كشف فيروس صغير اصغر بمئة الف مرة من رأس ابرة هشاشة هذا العالم المتكبر المتجبر . كورونا تاج الجراثيم اسقط تيجان وهز ممالك وزلزل عروش ويكاد يفتح باب جهنم على الاقتصاد العالمي والاستقرار المجتمعي في ارجاء المعمورة .

العولمة التي جعلت من الكرة الارضية حديقة مباحة وساحة مستباحة هي نفسها اليوم تئن وتجزع من عدو عنيف وخصم مخيف . يضرب في كل مكان وزمان، لا يعرف المهادنة ولا الاستكانة لا بل يتخصص بالمهانة التي جعلت امما عظيمة تختبىء في البيوت . لا يعترف بحدود وكيانات، لا يأبه بعظماء وجبابرة، يزرع الخوف ويحصد القلق، يحول البأس الى يأس. يصول ويجول ويقول للغزاة والطغاة، للعلماء والفقهاء ما قاله ابي نواس يوما : قل لمن يدعي في العلم فلسفة، حفظت شيئا وغابت عنك اشياء…

يرسل الانسان مركبات عابرات للمجرات لاكتشاف اصل الحياة ويقف على الارض عاجزا عن سبر اغوار وكشف اخطار كائنات مجهرية كانت موجودة ربما من قبل ان يكون الانسان . كورونا تتويج للعولمة المدمرة التي اعادت العالم اليوم 600 سنة الى الوراء الى القرون الوسطى، الى ضربات الوباء الاسود حيث لم ينفع مال ولا جمال ولا فارس ولا خيال . اليوم يقف العالم حائرا والعلم ضائعا . عولمة من دون قيادة، دول تغلب مصلحتها على الانسانية،قتال على المكتسبات ونزال على المقتنيات، عقوبات وعواقب، انهيارات وانكسارات . عصبة الامم التي نشأت بعد الحرب العالمية الاولى تحولت الى عصابة كارتيلات وترستات وشركات واستثمارات ومخابرات على مشارف الحرب العالمية الثالثة والتي يبدو ان كورونا اعطت اشارة الانطلاق لها. كشفت كورونا هشاشة النظام العالمي المتبجح. ازمة النفط ارهاصة خطيرة ونذير شؤم . اسعار النفط العالمية لم تكن في يوم من الايام خاضعة للعرض والطلب بل دائما كانت قرارا سياسيا من زمن اوبيك وحتى عصر ايباك .

الكورونا زلزال تحرك على فالق الاقتصاد العالمي وقاعدته الاستراتيجية النفط . الدول المنتجة تخسر يوميا اكثر من نصف مليار دولار ما يفسر انهيار البورصة الاميركية واختفاء 13 تريليون دولار اميركي وهذا اول الغيث ورأس جبل الجليد الذي اصطدمت به سفينة الاقتصاد العالمي . الجميع اليوم يريد النجاة والقفز من التيتانيك لكن زوارق النجاة قليلة .

كبار المحللين الاقتصاديين المرموقين في العالم يتحدثون عن ازمات ستتناسل ومشاكل ستتوالد ما لم تبادر عواصم الحل والربط الى انتاج نظام عالمي جديد ينقذ الانسانية والبشرية من الرعونة والخشونة، من الجنون والديون، من الغباء والدهماء ، من تفلت الغرائز وتحطم الركائز ، من غربة الاخلاق وغياب القيم .

وبعد ذلك .. نأتي الى عندنا، الى لبنان، لنسمع بعض الحاقدين المصابين بنزلة عقلية حادة وارتفاع شديد في حرارة الغباء يحاججوا في التعبئة العامة وحال الطوارىء والفرق بينهما، فيما الناس تكافح في سبيل الحياة والوطن يصارع للبقاء وهم يصرون على وضع النقاط على الحروف قبل ابو الاسود الدؤالي . استغلال الهواء لاكل الهوا وتسجيل نقاط في معركة سقطوا فيها بالضربة القاضية وهم بعد لا يعلمون ..

المصدر: otv