مقالة هامة – أزمة، هلع، ايّام صعبة… ولكن.. (جورج عبيد)

الولاد بالبيت

الأهل بالبيت

المصريات بالبيت

أزمة، هلع، ايّام صعبة… ولكن

كنّا نسينا البيت والغدا مع الولاد واعتقدنا انو الاكل والبيت والصحة تحصيل حاصل وواجب الله علينا، اليوم قبل ما ناكل منشكر ربنا، ولو بقلبنا، وبس نتطلع بولادنا وبيتنا منشكر ربنا.

كان الشوبينغ بميلانو واسطنبول وحيلا شي رخيص من الصين ولو بالدين، اليوم عرفنا شو في بالخزانة، وبالبيت وعم نشكر ربنا.

ما عدنا عم نشوف كتير شفاف وخدود وصدور (رجالي ونسواني) منفوخة.

التفشيخ ما عاد موضة. شو حلو الدارج يصير شواذ!

نكبة الاراكيل بالمطاعم وعالموبيلاتات خفّت وصرنا عم نسهر مع اهلنا وصحابنا بالبيت، النسوان رح ترجع شوي شوي عالمطبخ لأنو الخادمة فلّت مع الدولار.

شقفة الارض والكرم يللي ورتنا ياه بينا ويللي كنا مفكرين نرهنو تنعمل بزنس، عم نفكر نزرعو للبيت او للبيع. فربّ ضارة نافعة!

سيارتنا ال ٨ سيلندر صارت ٦ ورح تصير ٤.

تياب الكبار رح يلبسوهن الزغار. هيك كنّا وما احلانا.

الشنط والكتب عم نحافظ علين ليستعملوهن بعد الكبار الزغار او الجيران او يللي بحاجة. وهيك كنّا نحنا وزغار.
على كل حال المجتمعات الراقية يللي كنّا ندَّعي التشبه فيها هي هيك.

اليوم عرفنا قيمة البيت والعيلة والرزق.

كنّا مفكرين انو نحنا تمام؛ عم نضهر ونفشخ وننفخ ونسافر، طلع انو كنّا عايشين كذبة وعم نصرف من اللحم الحي لأنو ال١٥٪؜ فايدة كانت وهم، وبلدنا عم يزيد دينو وليرتنا ثابتة بالاقتراض مش بالانتاج.

اليوم عم نتذكر جدودنا يللي ماتوا بحرب ال١٤ من الجوع والقهر والحرب وعم تهون مصيبتنا.

هيدا وقت نتضبضب ونرجع لحجمنا ونعرف قيمة عطايا ربنا. ما حدا يخاف من الصلا مع الجماعة لأنو ما حدا مات بكنيسة او بمسجد الا الشهيد. معليش بلا تبويس منخفف شوية كذب…

هيدا وقت تضامن واتحاد وايمان وتشبث بالجذور. وما ننسى انو الرخاء يُوجِد الرذيلة، والشدة توجِد الفضيلة.

جورج عبيد