أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


👈 الكاردينال ساره عن الإصرار على المناولة باليد…؟؟ الكنيسة تتعرض لسر الجَلْد.. والنسبية هي قناع يهوذا المتنكر كمثقف..


🌷✝🌷 
في كتابه الأخير: “لقد حان المساء، وأوشك النهار على الإنقضاء” (المقتبس من حدث عمواس الوارد في إنجيل القديس لوقا)، قرر عميد مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار في الفاتيكان، الكاردينال روبرت سارة، “التحدث علنًا” إلى “الكاثوليك المشوشين” جراء تعرضهم للأذى بسبب الأزمة العميقة التي تمر بها الكنيسة.
ترجمة الخورأسقف فيليب نجم –  موقع ابونا
الإجابات الخالدة + دخان الشيطان + البابا بولس 6 + النسبية العقائدية + السم الخفيّ + يهوذا: يريد تحقيق ملكوت الله من خلال الوسائل البشرية وخططه الشخصية
هل تريدون أن تقف الكنيسة من جديد على قدميها؟ إجثوا على ركبكم!


❌❌👈 إنّ الهجوم الأكثر غدراً الذي يقوم به الشيطان يرتكز على :

👈 إطفاء الإيمان في سرّ الإفخارستيا، والتضحية في القداس الإلهي، والوجود الحقيقي ليسوع في السرّ المقدّس…”.

“لم أعد أستطيع الصمت، ولا أستطيع أن أبقى صامتًا”، كتب الكاردينال سارة في الفقرة الافتتاحية للكتاب، حيث أفاض في التطرق إلى أزمة الكنيسة واصفًا إياها بـ”ليلة قاتمة السواد”، وبأن الكنيسة قد أصبحت “معصوبة ومتشحة بسر الإثم”.

قبل أيام من نشر الكتاب في فرنسا في 20 آذار، تم نشره على الإنترنت، مما وفر لمحة مسبقة عن نص رائع حقًا يعالج مشاكل اليوم وجهًا لوجه: الاعتداء الجنسي داخل الكنيسة، ولكن أيضًا النسبية العقائدية والنشاط الاجتماعي والإبتعاد عن الصلاة، والإتهامات الكاذبة بتعميم الشذوذ الجنسي والنفاق، وشكوك المؤمنين الذين يرون أعداء الكنيسة في وسطها.

ولا يقدم الكاردينال سارة أي استراتيجية. بدلاً من ذلك، يعلن عن إجابات خالدة، والتي من دونها تصبح كل الجهود غير مجدية – إنها حياة متجذرة في الصلاة، والأمانة لتعاليم الكنيسة الحقيقية، بدلاً عن بيع عقيدة كاثوليكية مختصرة كما يفعل “الكثير من الرعاة”، بالإضافة إلى الأعمال الخيرية تجاه الآخرين، ومحبة بطرس.

لكن كلماته هذه ليست بأي حال من الأحوال تقليصًا للمحنة التي تمر بها الكنيسة.

لا يتردد الكاردينال سارة في التحدث (على حد تعبير البابا بولس السادس) عن “دخان الشيطان” الذي غزا الكنيسة، واصفًا بشكل علني “الخونة” الذين أصبحوا، مثل يهوذا الإسخريوطي، “عملاء للشر”. يكتب: “لقد سعوا إلى تشويه النفوس الصافية للمؤمنين الأصاغر. لقد أذلوا صورة المسيح المتجسد في كل طفل. وفي الوقت ذاته، أهانوا وخانوا الكثير من الكهنة المؤمنين”.

ويلفت الكاردينال سارة إلى أن “الكنيسة تتعرض لسر الجَلْد” من أولئك “مَنْ يجب عليهم أن يحبوها ويحموها”. ويضيف، لا يمكن العثور على سبب فضيحة الاعتداء الجنسي إلا في خيانات سابقة: “إن الأزمة التي يمر بها الإكليروس والكنيسة والعالم، هي أزمة روحية متجذرة، وأزمة إيمان”. ويذكر الكاردينال الإفريقي بأن “سر يهوذا” (تعبير مستعار من البابا فرنسيس) يكمن في الابتعاد عن تعاليم يسوع، وبالتالي يمكن مقارنته بسر الشر في عصرنا.

ويكتب: لقد “دعاه يسوع كغيره من الرسل. لقد أحبه يسوع! وأرسله ليعلن الخبر السار. ولكن شيئًا فشيئًا، استحوذت الشكوك على قلب يهوذا. وبشكل غير ملموس، بدأ في الحكم على تعاليم يسوع. قال لنفسه: إن يسوع هذا كثير المطالب، وليس مستحقًا بما فيه الكفاية. أراد يهوذا أن يجعل ملكوت الله يأتي على الأرض فورًا، من خلال الوسائل البشرية ووفقًا لخططه الشخصية”. لقد توقف عن الصلاة مع يسوع و”سعى يلجىء إلى شؤون العالم، و”ربما تذمر في قلبه بالقول: لن أخدم، عندما غسل يسوع قدميه في العشاء الأخير”، “لقد “تناول الخبز والخمر عندما كانت خططه قد اكتملت بالفعل. كانت أول مناولة مدنسة في التاريخ، وخان”.

وبحسب الكاردينال سارة، فإن نفس الأخطاء، ونفس الخيانات، ترتكب اليوم: “لقد تركنا الصلاة. شر النضال الفعّال قد تسلل في كل مكان. نسعى لتقليد تنظيمات الشركات الكبيرة. ننسى بأن الصلاة فقط هي الدم الذي يمكن أن يروي قلب الكنيسة… من ترك الصلاة فقد خان بالفعل. بل هو على أتمّ الاستعداد لمسايرة مع العالم. إنه يسير على نهج يهوذا”.

وبكلمات قاسية، يصيف الكاردينال ترك العقيدة الكاثوليكية، بأنها السبب وراء فضائح الاعتداء الجنسي الحالية. ويقول: “نحن نتهاون مع أية دعوة إلى السؤال. يتم الطعن في العقيدة الكاثوليكية، وباسم المواقف الفكرية عينها، يفرح اللاهوتيون بتفكيك العقيدة وبإفراغ الأخلاق من معناها العميق. إن النسبية هي قناع يهوذا المتنكر كمثقف. كيف يمكن أن نتفاجأ من أن الكثير من الكهنة يخرقون نذورهم؟ نحن نخفف من معنى البتولية، ونطالب بالحق في حياة خاصة، وهو عكس رسالة الكاهن. يذهب البعض منهم إلى حد المطالبة بالحق في ممارسة الشذوذ الجنسي. تتبع فضيحة تلو الفضيحة، وتشمل كهنة وأساقفة”.

يمضي الكاردينال سارة في تحذير زملائه الكهنة بأنهم سيتعرضون جميعًا للاتهامات، والتي هي على نحو صحيح بالنسبة للأقلية منهم فقط. ويضيف: “لكن لا تنزعج قلوبكم”، مذكرًا أن السيد المسيح نفسه قد سخر من عبارة “إصلبه!”. كما توسل الكاردينال إلى الكهنة بألا ينجرفون وراء “البحث المتحيز” الذي يقدّم الرعاة، ممن هم على رأس الكنيسة، على أنهم “رجال كنيسة غير مسؤولين، يعانون ’فقر دم‘ في حياتهم الداخلية”.

ويضيف الكاردينال روبرت سارة: إن “الكهنة والأساقفة والكرادلة المنحرفين لن يشوهوا بأي حال من الأحوال أكثر من 400,000 من الكهنة المنتشرين حول العالم، والذين يخدمون الرب كل يوم، وبكل فرحٍ وسرور. وعلى الرغم من عنف الهجمات التي تتعرض لها، فإن الكنيسة لن تموت. إنه وعد الرب، وستبقى كلمتها معصومة”.

كما توجه على وجه الخصوص لأولئك الكاثوليك الذين أنجرفوا مع الشكوك، متحدثًا عن “السم الخفي” لخيانة يهوذا. إن الشيطان يريدنا أن نرى (الكنيسة) كمؤسسة بشرية وقد وقعت في أزمة، في حين أنها “إستمرارية للسيد المسيح نفسه”. يدفع إبليس المؤمنين تجاه الإنقسام، و”يجبرنا على الإقتناع بأن الكنيسة قد خانت”. “لكن الكنيسة لا تخون. الكنيسة ذاتها ممتلئة بالخطأة، لكنها هي، بنفسها، من دون خطيئة. سيكون بداخلها دائمًا ما يكفي من النور لأولئك الذين يبحثون عن الله”.

ويحذر الكاردينال سارة الكاثوليك المؤمنين من تجربة “الرغبة في السيطرة على الأشياء بأيدينا” – وهو إغراء من شأنه أن يؤدي إلى الانقسام من خلال الانتقاد والتمزيق. “دعونا لا نتردد (…) في شجب الخطيئة من خلال البدء بأنفسنا”، “أنا أرتعد من فكرة أن ثوب المسيح السليم قد يتمزق مرة أخرى. لقد عانى يسوع من الآلام عندما رأى مسبقًا انقسامات المسيحيين. دعونا لا نصلبه من جديد”.

وأصر الكاردينال سارة بأنه لا يسعى لشعبية أو نجاح. “هذا الكتاب هو صرخة روحي! إنها صرخة حب لله ولإخوتي. أنا مدين لكم، أيها المسيحيون، بالحقيقة الوحيدة التي تنقذ. إن الكنيسة تحتضر لأن الرعاة يخشون التحدث بكل صدق ووضوح. نحن نخاف من وسائل الإعلام والرأي العام وإخواننا. إن الراعي الصالح يبذل ذاته من أجل خرافه”.

أما بالنسبة للكاثوليك المشوشين الذين يخاطبهم، فقد حثهم الكاردينال سارة، وخاصة الكهنة، على الصلاة. “من يصلي لا يلعن نفسه”، يكتب نقلاً عن القديس ألفونس. إنها ليست مسألة تراكم للصلوات. إنها مسألة الصمت والعبادة، أن نجثو على ركبتينا، وأن ندخل إلى القداس في رهبة وخشوع. إنه عمل الله. وليس مسرحًا”.

يستطرد الكاردينال سارة تأمله ويقول: “أيها الأصدقاء الأعزاء، هل تريدون أن تقف الكنيسة من جديد على قدميها؟ إجثوا على ركبكم! إنها الطريقة الوحيدة! وإذا فعلتم أي شيء آخر مختلف، ومهما فعلتهم، فإنه لن يكون من عند الله. إن لم نضع رؤوسنا، كما فعل القديس يوحنا، على قلب المسيح، فلن يكون لدينا القوة لإتباعه نحو الصليب. إن لم نأخذ الوقت الكافي للإستماع إلى نبضات إلهنا، فعندها سنتخلى عنه، وسوف نخونه كما فعل الرسل أنفسهم”.

وإلى جانب الصلاة والإخلاص للعقيدة، كضرورة في الأزمة الحالية. يدرك الكاردينال سارة بوضوح أسباب ارتباك المؤمنين اليوم. “كيف يمكن لنا أن نتقبّل التناقض بين المجالس الأسقفية مع بعضها البعض؟ فعندما يسود الارتباك، لا يمكن أن يقيم الله فيه!”.

ويضيف: “وحدة الإيمان تفترض وحدة التعليم في المكان والزمان. عندما يتم تقديم تعليم جديد لنا، فيجب تفسيره دائمًا بالتوافق مع التعليم الذي سبقه. إذا قدمنا تصدعات وثورات، فنحن نمزّق الوحدة التي تحكم الكنيسة المقدسة عبر القرون”. ويصّر بقوله: إن “أولئك الذين يعلنون بصوت عالٍ عن التغيير والتمزق هم أنبياء زائفون. إنهم لا يسعون إلى خير القطيع”.

إن الإخلاص للحقيقة يعني قبول الصليب، وأن المسيح يطلب هذا الإخلاص من جديد. يقول الكاردينال سارة: “ينظر المسيح لكلا منا ويسأل: هل ستتخلى عني؟ هل ستتخلى عن الكرازة بالإيمان وبكل ما فيه من ثراء؟ هل لديك الشجاعة للتبشير بحضوري الحقيقي في القربان الأقدس؟ هل لديك الشجاعة لدعوة هؤلاء الشباب إلى الحياة المكرسة؟ عندما يكون لديك القوة لتقول ذلك بدون التقدّم لسر الاعتراف بشكل منتظم، فإن المناولة المقدسة تخاطر بفقدان معناها! هل سيكون لديك الجرأة لتعلن الحقيقة حول ديمومة سر الزواج؟ هل لديك الشجاعة أن تدعو بلطف أولئك المطلقين ومن تزوجوا للمرة الثانية لتغيير حياتهم؟ هل تفضل النجاح أم أنك ستتبعني؟ ليرضي الله علينا كي نجيب مع القديس بطرس، بحبٍ وتواضع: يا ربّ، إلى مَن نذهب؟ وكلام الحياة الأبديّة عندك” (يو 6: 68)”.

كل هذا يتطلب “محبة بطرس”، يكتب الكاردينال روبرت سارة: إن “سر بطرس هو سر الإيمان. لقد اختار يسوع أن يسلم كنيسته لرجل. ومن دون أن ننسى، لقد ترك هذا الرجل يخونه ثلاث مرات أمام الجميع، قبل أن يسلم له مفاتيح كنيسته. ونحن نعلم ذلك أن بقاء الكنيسة لم يقتصر على رجل بسبب قدراته الاستثنائية. لكننا على ثقة، بأن هذا الرجل سوف يسانده الراعي الإلهي لكي يتمسك بقاعدة الإيمان”.

ويضيف: “لهذا لا يجب أن نشعر بالخوف”. ويتابع متحدثًا عن “الخيط الذهبي لقرار البابوات، خلفاء بطرس، المعصومة”، على عكس “الخيط الأسود لأعمال البابوات، خلفاء سمعان، البشرية وغير الكاملة، والتي “نشعر فيها حتى الآن بإبرة صغيرة تسترشد بيد الله الخفية”.

في نفس الجزئية من مقدمة كتابه، يوضح الكاردينال سارة أنه لا يُتوقع أن يكون هنالك كاثوليكي أعمى: “أيها الأصدقاء الأعزاء، إن كهنتكم ورعاتكم ممتلئون بالأخطاء والعيوب، لكن ليس بالإحتقار ستبنى وحدة الكنيسة. لا تخافوا من مطالبتهم بالإيمان الكاثوليكي، وبأسرار الحياة الإلهية المقدسة. تذكروا كلمات القديس أغسطينوس: ’عندما يعمد بطرس، فإن يسوع من يعمد. وأما إذا عمّد يهوذا، فإن يسوع ما يزال من يعمّد‘”. وأضاف: “إن كنتم تعتقدون أن كهنتكم وأساقفتكم ليسوا قديسين، فكونوا أنتم قديسين لأجلهم. قدموا التوبة والصوم كفارة لإصلاح الأخطاء والتخاذل. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحمل عبء الآخر”.

أما إرشاد الكاردينال الرابع، فيدور حول “الصدقة الأخوية”، والتي تعكس صورة الكنيسة كأم تفتح ذراعيها لنا: “في رحمها، لا شيء يمكن أن يهددنا. لقد فتح المسيح ذراعيه مرة واحدة، وإلى الأبد، على الصليب، حتى تتمكن الكنيسة من فتح أبوابها للتصالح معها ومع الله ومع أنفسنا”: إنها دعوة ضد الانقسام الذي “يضطهد يسوع”.

باختصار، يدعو الكاردينال سارة المؤمنين إلى الاعتراف “بعظمة الله وسموه”، والذي يجب أن نحبه حتى الموت؛ إنه الشرط الوحيد الذي يمكن أن يسمح لنا بسماع الكلمات التي قيلت إلى القديس فرنسيس الأسيزي: “اذهب وأصلح كنيستي”. ويضيف: “اذهب، وأصلح الكنيسة من خلال إيمانك، ومن خلال رجاءك، ومن خلال صدقتك. إذهب وأصلح الكنيسة من خلال صلاتك وأمانتك. شكرًا لك، ستصبح كنيستي بيتي مرة جديدة”.

تم التوقيع على هذه الكلمات في 22 شباط، أثناء لقاء “حماية القاصرين في الكنيسة” في الفاتيكان، في الوقت الذي بدأت فيه الاتهامات الرهيبة تتراكم ضد الكنيسة، خاصة ضد أعضائها الذين كانوا مخلصين لتعاليمها الخالدة.