أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تحالف 14 آذار .. (جرحٌ لا يلتئِم ـ وجرَّة لن تلتحِم) ـ أمين أبوراشد

فشِلت بقايا 14 آذار في إعادة تلحيم الجرَّة المكسورة، نتيجة الجرح العميق الذي أصاب الرئيس سعد الحريري يوم “استُقِيل” من منصبه في السعودية في 04/11/2017، وحمَّل حلفاء الأمس وبشكلٍ خاص قائد “القوات” سمير جعجع مسؤولية تحريض المملكة عليه، وأنه ليس الشخص المناسب في رئاسة الحكومة لمواجهة حزب الله، وكان هذا رأي رئيس الكتائب النائب سامي الجميل أيضاً، فيما أمين عام 14 آذار السابق فارس سعيد، زايَدَ في الولاء للسعودية وتحريضها على الشيخ سعد أكثر من جعجع والجميل، مما حطَّم الجرَّة بين بيت الوسط و”المُتسعودين” المسيحيين، وتكفَّل الغيارى من تيار المستقبل في صبّ الزيت على النار و”بقٌّوا البحصة” التي لم يشأ سعد الحريري نفسه أن يفعلها.

آخر محاولات تلحيم الجرَّة المكسورة بين “القوات” و”المستقبل”، كانت قُبيل 14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، من خلال زيارتين قام بهما الوزير السابق ملحم رياشي الى الرياض، وبما أن السعودية لم تجِد جدوى من توحيد صفوف العاجزين عن تنفيذ كلمة واحدة من أجندتها العدوانية ضدّ حزب الله، عاد رياشي من الزيارتين خائباً، وانعكست الخيبة القواتية على التمثيل الهزيل للقوَّات وأيضاً للكتائب في ذكرى 14 شباط، بحيث “توعَّكت” النائب ستريدا جعجع وحضر وفد من الصفّ الثاني لتمثيل القوات، وهذا أيضاً ما فعلته الكتائب، فجاءت تحية الحريري للوزيرة السابقة مي شدياق بصفتها الشخصية أكثر مما هي “قواتية”، مع حصر التحية الحريرية بالنائب السابق سليمان فرنجية مسيحياً، ولوليد بك كحليف وحيد من بقايا 14 الشهر!

لم تعُد تجمع هذا الفريق سوى مسألتان، الأولى داخلية في الخصومة التي بلغت أقصى درجات الحقد على الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر وحزب الله، والثانية إقليمية في زواج المتعة مع المملكة السعودية التي تُشارك هذا الفريق الأحقاد مُقابل أن يستمر “تيار السعودة” جامعاً لهم تحت راية “الريال”، وبذلك، باتت السعودية تُحرِّك كلاً منهم منفرداً وفق حاجاتها، وفي الوقت الذي ذهب فيه فارس سعيد مؤخراً الى دقّ ناقوس السيادة و”التحرُّر من الهيمنة الإيرانية”، جاء كلام السيد جعجع أكثر هدوءً ومهادنةً، وأعلن في آخر مؤتمر صحفي له: “لن نواجه حزب الله كي لا تحصل حرب أهلية”!

وإذا كان فريق 14 آذار لم تجمعه سوى المصالح الإنتخابية منذ العام 2005، وتفرَّق عشاق 14 شباط بعد تعارُض المصالح والشحّ المالي في بيت الوسط، فإن المصلحة الجديدة التي تجمع بقايا الجرَّة المكسورة المُتناثرة، هي في الهجوم على العهد حتى لو أضاء لهم الأصابع العشرة، من ملف الكهرباء الى بدء التنقيب عن الغاز، ونال رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب نصيبه، لأنه كَسَر التقليد ودخل السراي غصباً عنهم، ولأنه ليس محسوباً سياسياً لا عليهم ولا على سواهم من القوى السياسية، وهكذا شخصية تُناسب فعلاً مَن يُحاول العمل على التغيير والإصلاح، ولن تُناسِب هؤلاء الذين جاء ميشال عون لبناء دولة على أنقاض مزارعهم، خصوصا مع شريك جاد وصاحب سيرة نظيفة  يُشبه حسان دياب… 

المصدر: الثبات