أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


رسائل يسوع ومريم للراهبة ماريا نتاليا مجدولنا


شرح الرب يسوع ومريم العذراء لخلاص النفوس

من بين الرسائل التي تلقّتها الراهبة نتاليا من السيدة العذراء، هو شرح مفصل عن معنى وكيفية تقدمة الحياة والمشاركة في خلاص النفوس:

“أنتم، يا أولادي، يجب أن تشاطروا بحماس أكبر مشاعر المخلّص. تأمّلوا بعين الرحمة كيف عرِق دماً في بستان الزيتون، وانظروا قيوده والحبال، وكيف تم جرّه من قاضٍ الى آخر، بصقوا في وجهه، عذّبوه بمختلف الأشكال، وكيف جُلِد، وأُلبِس عباءة السخرية، وإكليل الشوك. تأمّلوا بثِقل الصليب، بسقوطه تحته، وبكل المواجهات الأليمة.
يجب أن تتبعوه من القلب لتصلوا معه الى جبل الجلجلة ورؤيته هناك، معرّى من ثيابه ومصلوباً.
معلّق على الصليب، غارق بدمائه ومتألّم، كم من الألم، وكم من العذاب جعله يُعلِن: “لقد تمّ”.

“إبني القدّوس، يا أولادي، قام بعمل الفداء. ذبيحته كانت كاملة، لكنه ترك لكم مشاركة صغيرة وبها يختار ويدعو بعض النفوس أن يقدّموا باتّحاد حميم معه، حياتهم ذبيحة، فيشاركهم معاناته لمجد الآب وخير النفوس حتى لا يهلك منها أحد. هذه النفوس مكرّسة بالكامل ويمكنها عمل الكثير لمجد الله وخلاص النفوس. وابني الإلهي يجد بهجته فيها”.

“في عالم اليوم، يا أولادي، ابني الإلهي يحتاج مئات المرات الى حملان للذبيحة. لكن يجب أن تدركوا أن المساهمة في عمل الفداء يمكن أن يحدث فقط من خلال الذبيحة.
يجب البدء من بستان الجسمانية وتتبّع المسيرة الذي مشاها ابني الإلهي. بدون ذلك لن يكون هناك استحقاق او تقدمة حياة مثمرة.
النفس التي تقدّم أكثر، تمجّد الآب أكثر، لهذا السبب، المزيد من النفوس تساعد في خلاص النفوس ومنح الفائدة للبشرية جمعاء”.

“آه، كم من النِعم يمكنم الحصول عليها من أجل الكنيسة والكهنة!
مثل هذه النفس تتعاون بشكل فعّال في ارتداد الخطاة، في التخفيف عن المرضى، في خلاص الذين على حافة الموت، وفي جلب النفوس لوطن السعادة الأبدية.
هذه النفس تدرك، باتّحادها مع ابني المبارك، عمل الفداء الحقيقي.
من كل قلوبكم وبثقة تامة، يا أبناءئي الأحبّاء، يمكنم الاعتماد على أمّكم السماوية، التي هي دائماً معكم حتى نتمكن معاً من اتّباع المخلص الإلهي الى أقدام الصليب حيث تبعته أمّه.
كونوا أشجار الربّ التي تُنتج الثمار الجيّدة، وبركة للأرض وبهجة السماء كلّها!
ليكن مباركاً الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس الى دهر الدهور. آمين”

تقدمة الحياة تلخّص كل شيء

كتبت الأخت نتاليا: “لقد شعرت بالفرح عند رؤيتي المرة تلو الأخرى، المؤمنين الذين يقدّمون حياتهم في الهيكل مندفعين وراء حماسة مرشدي الروحي. فكرت في نفسي: هل يحيون هذه التقدمة؟ هل يكفي أن يستسلموا مرة واحدة فقط؟ هل سيتذكرونها في وقت لاحق؟ عندها تكلّم معي الرب يسوع قائلاً:

“إن كان أحداً، يا ابنتي، يقوم بتقدمة حياته مرة واحدة فقط،هل تفهمين يا ابنتي؟ مرة واحدة فقط، في لحظة النعمة نار الحب البطولي قد اشتعلت في قلبه، وبذلك طبع حياته كلها. حياتك، بالرغم أنك لا تفكرين بذلك باستمرار، هي بالفعل ملك القلبين الأقدسين. بالنسبة لأبي ليس هناك وقت. حياة الإنسان هي أمامه بجملتها. وإن قام أحد بتقدمة أخرى، تقدمة الحياة للحبّ هي شاملة وتفوق باقي التقدمات. هذه ستكون، إذن، التاج، الثوب الأثمن، والسمة المميزة لمجده الروحي في الوطن الأبدي”.

الأخت ماريا نتاليا مجدولنا (1901-1992) Sr. Maria Natalia Magdolna راهبة هنغارية من رهبنة الراعي الصالح، تفضّلت عليها السيدة العذراء بالعديد من المخاطبات القلبية والرؤى لعدة سنوات. كانت حياتها مليئة بالنِعم الفائقة الطبيعة والتواصل الكثيف مع الرب يسوع. من بينها أملى الرب عليها صلاة تقدمة الحياة ووعوده لمن يقومون بها (ستُنشر لاحقاً في مقال منفصل).

كما كانت أيضاً مليئة بالأحداث التاريخية والسياسية بحيث أنها عاشت تقريباً القرن كلّه. من سن مبكّرة اكتشفت دعوتها ودخلت دير بوزوني وهي بعمر 17 سنة.

في الثالثة والثلاثين، أرسلها رؤسائها إلى بلجيكا، حيث عادت الى المجر وطنها، بعد فترة قصيرة بسبب إصابتها بالمرض، حيث عاشت في دير بودابست وكيسكيمت. توفّيت برائحة القداسة في 24 نيسان 1992.

في هنغاريا، بدأت تحصل على مخاطبات قلبية ورؤى حول مصير هنغاريا والعالم، لكنها أيضاً عاشت تجارب صوفية قوية منذ كانت طفلة.

الرسائل التي بلّغها إياها الرب يسوع والسيدة العذراء، هي دعوة للتعويض عن الخطايا، والى الإصلاح والتبديل، والتعبّد لقلب مريم الطاهر، بصفتها ملكة العالم المنتصرة.

معظم الرسائل كتبتها بين عامي 1939-1943. خلال الحرب العالمية الثانية، نصحت الأخت نتاليا البابا بيوس العاشر بعدم الذهاب الى كاستل غوندولفو، مقرّه الصيفي، لأنه سيتعرّض للقصف. وهذا ما حدث بالفعل..

المصدر: mariantime.org