جماعة بهاء الحريري “نزلوا الى الضريح بقيادة ريفي والحلبي يهتفون “كلُّن يعني كلُّن”
الثبات – نادرةٌ هي تصريحات وبيانات السيد بهاء الدين الحريري، لكن بيانه بمناسبة ذكرى استشهاد والده الخامسة عشرة، ما كان لِيصدُر لو كان شقيقه سعد في السراي، ليس حرصاً على شقيقه، بل نعياً لإرثٍ سياسي فرَّط به سعد كما فرَّط بالإرث المادي. واللافت هذا العام، أن “جماعة بهاء” نزلوا الى حيث الضريح بقيادة أشرف ريفي من الشمال ونبيل الحلبي من بيروت، يهتفون بعبارة “كلُّن يعني كلُّن”، و”جماعة سعد” يردِّدون الله حريري طريق الجديدة، وحصل ما حصل من صدامات حريرية – حريرية بحجم الصدمة التي يعيشها الشقيقان نتيجة وصول “الحصان المغمور” حسان دياب الى السراي.
بقي بيان بهاء في العموميات، لكن شقيقه سعد كان أول المُستهدفين في “ثورة بهاء”، لأن خسارة السباق الى السراي أمام حسان دياب مُهينة للحريرية السياسية، لا بل أقفلت على كل حسابات الشارع السنِّي الماضية، لأن دياب جاء نتيجة حراك لفَظ آل الحريري كجزء من منظومة سياسية، مسؤولة مباشرة عن الفساد الذي أوصل لبنان الى الهاوية، ولأن الخطير في شخصية الدكتور دياب على آل الحريري أنه قد يكون مشروع رئيس حكومة شبيه بالدكتور سليم الحص، مع ما للرئيس الحص من سيرة نظيفة ومسيرة نقيَّة.
ومشكلة آل الحريري هي قديمة بعُمر الحريري الأب، لأن الجماهير تنظر إليهم أنهم “دجاج بيَّاض”، وبما أن إنتاج البيض قد شحّ بعد استشهاد الأب، على مستوى الخدمات الإجتماعية أوالصحيَّة، فإن التعثُّر المادي للإبن سعد فرَّق عنه عُشاق 14 شباط، والشقيق بهاء، ليس على استعدادٍ ربما لأن يبيض مشاريع ومساعدات، في عكار وطرابلس وبيروت والبقاع الشمالي وتحديداً عرسال، مروراً بالبقاع الأوسط بر الياس ومجدل عنجر، ووصولاً الى البقاع الغربي حيث كامد اللوز وجب جنين وسواهما من البلدات المؤيدة لآل الحريري، طالما أن بهاء لا يريد حالياً الدخول الى السراي بديلاً عن سعد من جهة، ومن جهة أخرى، لم تعُد السراي حصراً لآل الحريري أو للإحتياط المُتمثِّل بالثلاثي أعضاء نادي رؤساء الحكومات، السنيورة والميقاتي وسلام، وهنا نبلغ بيت القصيد.
فؤاد السنيورة بنظر اللبنانيين لم يكُن يوماً أكثر من باش كاتب لدى بيت الحريري، ولو أنه بات مادياً أقوى من أولياء نعمته، والرجل مكروه على المستوى الشعبي لأن كل تاريخه شُبهات، والميقاتي له حيثية سُنِّية لكنها محصورة في طرابلس، وتمام سلام كان “جوكر” إحتياط بيد آل الحريري للإستخدام المؤقت، ولا يُصلح سوى رئيس حكومة لفترة إنتقالية، وبما أن الرئيس سليم الحصّ أبعدته الظروف الصحية، فإن حسان دياب هو “سليم الحص جونيور” خاض السباق بمواجهة “الحريري أخوان” وانتصر، لا بل مهَّد الطريق لأبناء الأوادم من الطائفة السُنِّية التي تزخر بالكفاءات للدخول الى السراي مُستقبلاً، وقَلَب مُعادلة الأمر الواقع الرديء، الحريري أو من ينُوب عنه مؤقتاً، سواء السنيورة الذي لن يعرف السراي بعد اليوم لأنه مُتَّهم بكوارث المال العام، ولا الميقاتي الذي باتت ارتكاباته في القضاء، ولا تمام سلام الذي لا يتمتع بالإستقلالية لا عن بيت الحريري ولا عن السعودية.
هذا هو حسان دياب، الحصان الذي نَزِل الميدان وكسِب السباق المُعلَن والخفي بين “الحريري أخوان”، وأخطر ما في انتصاره أنه هو الأكاديمي الرفيع الذي ينتمي لمدرسة الأكاديمي الآدمي سليم الحص، واستطاع أن يُقصي ورثَة المرحوم رفيق الحريري عن السراي، لأنها ليست من ضمن الإرث العائلي لبيت الحريري ليتمّ تطويبها لهم..
المصدر: الثبات