عاجز.. حتى في الملعب السُنِّي بالكاد قادر على ترميم تيار المستقبل.
مستوى التمثيل الهزيل لفريق 14 آذار في احتفالٍ حديقة بيت الوسط، لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يعكس انحسار الجماهير من الساحات الى البيت، والوضع الذي آلت إليه أوضاع هذا الفريق الذي بات كما “الجرَّة المكسورة”. وحضور “الشهيدة الحيَّة” لتمثيل القوات لأن ستريدا “متوعِّكة” وتمثيل الكتائب بوزيرٍ سابق، يعكسان ما آلت إليه الحال، لدرجة أن أبرز شخصية آذارية حضرت الإحتفال كانت تيمور جنبلاط، إذ لم بيقَ للرئيس الحريري سوى البيك الذي أفُل نجمه أيضاً واعترف، أن الحراك اغتاله سياسياً لأنه بات بنظر الحراك أحد أكبر رموز الفساد.
مع هذا التقهقر في وضعية بقايا 14 آذار، وخروج الرئيس سعد الحريري من التسوية الرئاسية، وهجومه الحاقد على جبران باسيل، والمُبطَّن على حزب الله، فإنه أخرج بيت الوسط من الوسطية الوطنية، ومع الإنتقاد الوارد في كتاب شقيقه بهاء الدين من جهة، والإشتباكات التي حصلت قرب الضريح من جهة أخرى، بين أنصار بهاء القادمين من الشمال تحت شعار “كلُّن يعني كلُّن”، وأنصار سعد من بيروت مع شعار “الله حريري طريق الجديدة” يتَّضح أن سعد الحريري الذي كان رمز الوسطية الوطنية السُنِّية في لبنان، بات عاجزاً أن يكون لاعب خط الوسط حتى في الملعب السُنِّي، لأنه بالكاد قادر على هيكلة وترميم بيت تيار المستقبل.
مشكلة الرئيس سعد الحريري، أنه يُدافع عن الحريرية السياسية وكأنها ذلك الحزب العقائدي العظيم، وهي ليست أكثر من مشاريع مقاولات وصفقات واستدانة وسرقة، جمعت حولها كل مَن كانوا ينظرون الى قصر قريطم أنه “قنّ دجاج بيَّاض”، بمعنى، يوجد بيض يوجد جماهير، وأن هؤلاء الراقدين على المعالف قد انتقلوا من قريطم الى بيت الوسط، وانفَضُّوا عن قِنّ الحريري الإبن لأن قِنّ المرحوم الوالد كان أكثر إنتاجاً وأوفَر علفاً، كما انفَضّ عنه فقراء عكار وطرابلس لأن البيضة والتقشيرة كان يأكلها المحيطون بالحريري ولا يصل الى الفقراء والجائعين قشرة بيض، وفعلاً، بدأ الحريري خطابه بالقول، أن الوفاء بات عملة نادرة، ولأن العُملة نَدُرت انتهى الوفاء عند البعض، وقد سبق للحريري أن اعترف بأنهم سرقوه داخل بيته.
ومع إعلان الحريري عن ترميم بيت تيار المستقبل، فإن التخلِّي عن شعار “الحريرية السياسية” أفضل له، لأنها غير موجودة بعد انفراط عقد مجموعة المقاولين النصَّابين من حوله، ولا مجال لصفقات النهب في عهد الرئيس ميشال عون، وبالتالي الحليف الباقي في بيت الوسط وليد جنبلاط، لم يعُد مسموحاً له أن يأكل حتى من النفايات والترابة والغاز وكل موارد النهب، وبالتالي فإن سعد الحريري كشريك صفقات، لم تعُد حتى العلاقة مع جنبلاط تُفيده، وأنه مُلزمٌ من اللحم الحيّ أن يُطعِم الفقراء من جماعة بهاء، القادمين من الشمال، وأن لا يكتفي بتوزيع المناقيش وبونات البنزين عليهم لتشجيعهم على الحضور الى ذكرى والده، لأن البيئة السُنِّية في لبنان هي الأكثر فقراً نتيجة ممارسات “الحريرية السياسية”، والحناجر الجائعة باتت عاجزة عن إطلاق صرخات بالروح بالدم نفديك يا سعد، والعباءة التي رفضَ بهاء سابقاً ارتداءها، يبدو أنها تتهاوى عن أكتاف سعد لصالح بهاء القادر على إعادة فتح “قِن دجاج بيَّاض” لإطعام مُناصري “الحريرية السياسية”..