- الحريري في رسالة الى التيار الوطني الحر: “شو عملوا؟ يعطوني انجاز واحد عملو للبلد وللاقتصاد… ”
***
في أول حديث صريح، صوّب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، سهامه مباشرة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، من دون أن يسميهما، مجنباً انتقاد رئيس الحكومة حسان دياب، وفي هذا المنحى الجديد الذي يتخذه الحريري، دلالات عدة، ليس أولها أنه قرّر اعادة التحالف مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع، اللذين سبقا الحريري في الحملة على العهد والتيار الوطني الحر.
ويؤشر كلام الحريري بوضوح الى توجهه المعارض في المرحلة المقبلة، ولكن معارضته هذه يبدو انها ليست للحكومة كما يجب ان يحصل في نظامنا البرلماني، بل هي مواجهة مع العهد، حين قال: “قررت نقل الاحتفال بذكرى ١٤ شباط لتكون الرسالة من بيت الوسط الى من يحاول تسكيره وهم أنفسهم الذين حاولوا انهاء رفيق الحريري” مضيفاً ان “في ناس بتعطي one way ticket وهني مش قدها”.
ويكمل الحريري في رد على سؤال عن رسالته الى التيار الوطني الحر، سائلا: “شو عملوا؟ يعطوني انجاز واحد عملو للبلد وللاقتصاد… “.
إذا هي إعادة تموضع للحريري، من خلال سعيه الى فتح كل الخلافات السابقة ونبش قبر والده رفيق الحريري، معيدا بذلك الانقسام الحاد والتشنجات المذهبية الى الساحة اللبنانية، التي شهدتها غداة اغتيال الحريري في ال 2005، وهنا سيعيد التصويب على حلفاء الامس القريب، أعداء الامس، أي حزب الله والتيار الوطني الحر، ولكن ال one way ticket، التي اخرجته الى الحكومة، ستكون نهائية هذه المرة، ولن يعود اليها رئيسا للحكومة على الأقل، طالما انه يعتبر اننا “مش قدها”، فضلا عن ان فعالية تحالف الشر هذا، ستكون محدودة نظرا لاستحالة اعادة الحريري لم شمل فريق 14 آذار، بسبب رفض السعودية التعامل معه.
أما الخطأ الوحيد الذي ارتكبه العهد، فكان حرصه على الوحدة الوطنية ما دفعه الى التحالف مع الحريري، لا بل وضع الرئيس العماد ميشال عون ثقته به، على ان “يكون قدها”، ويتعاون معه لانقاذ لبنان، وتحييده عن الصراعات ووقف التدخلات الخارجية بشؤونه، لينقلب الحريري في النهاية، على العهد وباسيل بشكل خاص، الذي أنقذ حياته كما مستقبله السياسي، حين أخرجه من فم التنين السعودي، وعاد ليوافق عليه رئيسا للحكومة؛ ولكن كيف رد الحريري الجميل، بطعن من أنقذه بالظهر باستقالته الاخيرة من الحكومة، وإعادة شبك يديه، مع من خانه لدى السعوديين، وسلم لها رأسه على طبق من فضة، أي مع جعجع وجنبلاط.
في المحصلة نسأل بدورنا الحريري، ان ماذا فعلت أنت غير عرقلة مشاريع العهد وحماية الفاسدين والاستمرار بالاقتصاد الريعي رافضا اي محاولة لاصلاحه وتحويله الى اقتصاد منتج، ونطلب منك ان تخبرنا: ماذا فعلت الحريرية السياسية بلبنان، غير تدمير اقتصاده وتهجير شبابه وبيع سيادته والتنازل عن استقلاله للاوصياء والمحتلين، ومن ثم إغراقه بدين عام ما لا يمكننا الخروج منه لمئات السنين، أو البديل بتوطين الفلسطينيين، متل ما كان يراهن رفيق الحريري، أما نحن فقمنا من أجلك بما لم يتجرأ احد على القيام به: تصدينا للسعودية وحلفائها في العالم، بعد اتخذا قرار بإنهائك جسديا وسياسيا، فقمنا بواجبنا الوطني بحمايتك من مملكة الخير، “اللي يمكن فيها خير للبنان ولحلفائها، أكتر منك”. أما ما قمنا به لاجل الوطن، فلا يعد ولا يحصة، بدءا من تحرير الجرود. وخطة ماكينزي الاقتصادية. والسدود. والنفط. مرورا باقتراع المنتشرين والدبلوماسية الاقتصادية والشراكة، وورقة الاصلاحات واعادة تكوين الحسابات المالية، كما اعادة الموازنات، وصولا الى خطة لعودة النازحين، وقوانين مكافحة الفساد،. وليس انتهاءا برفع السرية المصرفية والملفات القضائية. وكسر احتكار النفط.
ولكن نقول لك في الختام: صحتين عليك تجديد التحالف ضدنا، مع هكذا حلفاء.