أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


نحتاج الى روحية تفاهم مار مخايل في 6 شباط 2020 لتخطي الاحقاد المستجدة- نسيم بو سمرا

  • كم تشبه غزوة جونية ومكتب التيار في عكار في 5 شباط 2020 غزوة الاشرفية في 2006

***

في ذكرى 6 شباط 2006، وغداة غزوة 5 شباط 2020 على كسروان وإحراق مكتب التيار الوطني الحر في عكار، والتي صودف حصولها في التاريخ نفسه (5 شباط) لغزوة الاشرفية من العام 2006، بات لزاماً علينا التذكير ببنود ورقة تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، والتي بفضلها أجهضت الفتنة في مهدها في ال 2006، ليعيد التاريخ ويكرر نفسه في ال 2020 وفي اليوم نفسه (5 شباط)، لتعود وتطل الفتنة برأسها من جديد؛

واليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد أربعة عشر عاماً، نحتاج الى تنفيذ بنود تفاهم مار مخايل، الذي حين نعيد قراءته، نكتشف انه ما زال حاجة، نظرا لمفترق الطرق الذي يمر به وطننا، الشبيه بظروف 5 شباط 2006.

ففي البند الذي يتكلم عن الحوار، دعوة إلى مشاركة الأطراف ذات الحيثية السياسية والشعبية والوطنية، بالاستناد الى إرادة ذاتية، وقرار لبناني حر وملتزم.
وفي الديموقراطية التوافقية، تأكيد بأنها التجسيد الفعلي لروح الدستور، ولجوهر ميثاق العيش المشترك.
في قانون الانتخاب، دعوة إلى تمثيل صحيح وعادل، قد تكون النسبية من أشكاله الفعالة، وهو ما حصل، وكلام عن تفعيل عمل الأحزاب وتطويرها وصولاً الى قيام المجتمع المدني. أما الأبرز، فتشديد على تمكين اللبنانيين المقيمين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي، وهو ما حققه القانون الانتخابي الأخير.
المفقودون في الحرب واللبنانيون في فلسطين المحتلة لم يغيبا. وفي المسألة الأمنية، ادانة للاغتيال السياسي ودعوة للإصلاح الامني، مع التشديد على ان الإجراءات يجب أن لا تتناقض مع الحريات.
في العلاقات اللبنانية السورية، دعوة الى استخلاص العبر وتبادل التمثيل الديبلوماسي، وهو ما بات في حكم المحقق.
وفي العلاقات اللبنانية-الفلسطينية، تشديد على ان حق العودة أساسي ثابت، وأن رفض التوطين يجمع عليه اللبنانيون ولا يمكن التراجع عنه بأي شكل من الأشكال.
في حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته، دعوة الى حوار وطني يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع وطني يتوافق عليها اللبنانيون وينخرطون فيها.
أما أهم البنود ذات الصلة بالوضع الراهن، فبناء الدولة، مع التنبيه إلى ان عامل الوقت بات مميتاً، ما يتطلب معالجات حكيمة وسريعة، تستخدم الوقت لمصلحتها، بدل أن يستخدمه الفاسدون لمصلحتهم.
ولبناء الدولة وفق نص التفاهم خارطة طريق واضحة، تبدأ بالاستقلالية التامة لمؤسسة القضاء واحترام عمل المؤسسات الدستورية، وتستكمل بمعالجة الفساد من جذوره، حيث ان المعالجات الظرفية والتسكينية لم تعد كافية، بل باتت مجرد عملية تحايل تقوم بها القوى المستفيدة من الفساد لإدامة نهبها لمقدرات الدولة والمواطن معاً… وهذا ما يتطلّب، ودائماً وفق نص التفاهم: تفعيل مؤسسات ومجالس الرقابة والتفتيش المالي والإداري، وإجراء مسح شامل لمكامن الفساد، تمهيداً لفتح تحقيقات قضائية تكفل ملاحقة المسؤولين واسترجاع المال العام المنهوب، إلى جانب تشريع ما يلزم من قوانين تسهم في محاربة الفساد، فضلاً عن العمل على إصلاح إداري عبر تفعيل دور مجلس الخدمة المدنية وقيامه بصلاحياته الكاملة.

إذاً أثبتت التجربة ان 6 شباط 2006 كان تفاهماً وطنياً عابرا للاحزاب والطوائف، واليوم اكثر من اي وقت مضى، في ظل الأزمة الاقتصادية الخطرة التي نمر بها، وعدم الاستقرار الاجتماعي نتيجة الحراك الشعبي، نحتاج الى روحية تفاهم مار مخايل، لتخطي الاحقاد المستجدة بين اللبنانيين، وللاعادة ترسيخ وحدتنا الوطنية، والتي أسس لها قائدان عظيمان في 6 شباط 2006، الرئيس العماد ميشال عون، الذي أكثر مما مضى كرئيس للجمهورية، يشكل ضمانة وحدة لبنان بتنوع شعبه، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الامين على دماء اللبنانيين وحياتهم؛

في المحصلة، بات تاريخ 6 شباط بتفاهمه المشرّف، متجذرا في المسار الوطني، كمنارة مضيئة في وجدان شعب لبنان العظيم.