- تصعيد جنبلاط ونوابه الخطاب ضد سيد القصر الرئيس ميشال عون سببه إعلان صفقة القرن
***
صحيح ان بعبدا سقطت في العام ١٩٩٠ كما كتب النائب فيصل الصايغ، ولكن بكرامة للخاسرين، فيما الذل كان من نصيب الرابحين، المحتل وأعوانه…
غير اننا لا نستغرب خوض الاشتراكيين معارك عدة قبل 13 تشرين 1990، الى جانب المحتل، ضد الجيش اللبناني في المنطقة الحرة، فجنرال التحرير قائد الجيش العماد ميشال عون شكل نقيض تاريخهم المخزي القائم على الرضوخ للاحتلالات؛ هي معارك سوق الغرب الثلاث في أعوام ٨٣ و٨٤ و١٩٨٩ والتي هُزموا فيها كلها… فهم تاريخهم معروف بالتعامل مع أعداء لبنان، من العثمانيين الأتراك الدواعش، الى البريطانيين مرورا بفلسطينيي عرفات الى ليبيا القذافي والعدو الصهيوني، وصولا الى السوريين، وبالامس السعوديين، واليوم الأميركيين؛ غير ان الملفت أنه في كل محطات الخيانة هذه، المسيحيون هم الضحية، وحصلوا على الحصة الاكبر من الذبح والتهجير، بمئات الآلاف، بدءا من العام ١٨٢٠ وال ١٨٦٠، مرورا بال ١٩٧٦ فمذابح ال ٨٧ والتهجير الأكبر الذي حصل في ال ٨٢، دمرت خلالها عشرات القرى المسيحية، وما زال بعضها مهدم حتى يومنا هذا؛
ففي سرد تاريخي سريع، وقبل سقوط بعبدا للمرة الأولى في العام ١٩٩٠، وبالتحديد في العام ١٨٢٠ بعد عودة الأمير بشير الشهابي من المنفى في مصر، كان جدّ جدّ وليد جنبلاط المدعو بشير جنبلاط، قد عاث بالإمارة فسادا مما اضطر الأمير بشير إلى الاقتصاص منه وسلّمه إلى والي عكا الذي اعدمه، ولكن قبل القاء القبض عليه قام بشير جنبلاط بذبح مئات الموارنة نكاية بالأمير (تماما كما فعل جنبلاط بعد مقتل والده كمال جنبلاط في العام ١٩٧٨ فكانت الضحية قرية بمريم المسيحية)…
وأيضآ قبل سقوط بعبدا للمرة الأولى في ال ٩٠، وبالتحديد في العام ١٨٤٠ وبعد سقوط حكم الأمير بشير الشهابي ونفيه إلى مالطا، تحالف الجنبلاطيون مع الدواعش العثمانيين والبريطانيين، ونكاية بالأمير بشير ذبحوا الموارنة بالآلاف…
وكذلك قبل سقوط بعبدا للمرة الأولى، وبالتحديد في العام ١٨٦٠ وبعد سقوط نظام القائمقامية، تعامل الجنبلاطيون مجددا مع السلطنة العثمانية الداعشية وذبحوا أكثر من ٦٠ ألف ماروني في الجبل وفي دمشق، وتم تدمير أكثر من ٦٥ بلدة وقرية مسيحية.
لكن وعلى الرغم من كل تلك الأحداث المشينة، نطمئن نواب البيك، أن زمن العمالة والإستقواء بالخارج على الشركاء بالوطن، ولّى الى غير رجعة، ففي بعبدا اليوم، يسكن الجبل، رمز السيادة والاستقلال، الحاكم القوي، ضمانة وحدة لبنان وشعب لبنان، سيد القصر الرئيس العماد ميشال عون، الذي لن يسمح لبعبدا ان تسقط مرة ثانية، والا لبنان سيسقط هذه المرة من التاريخ كما في الجغرافيا.
أما في الختام, فيبقى السؤال: لماذا هذا التوقيت لهجوم رئيس الحزب الاشتراكي ونوابه على العهد؟ والجواب، فتشوا عن إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، صفقة القرن، وانخراط جنبلاط في مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين كما النازحين السوريين، لعله يعود، في حال نجحت المؤامرة على فلسطين لا سمح الله، ورقة رابحة في أيادي الغرب، يستخدمها مجددا في الساحة اللبنانية.
* صحافي وباحث