أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


سبع سنوات بقي السّر المقدّس نظيفاً مخبّأ بين النفايات..


لقد قتلتُ الله! أعجوبة القربان الأقدس في أوفيدا – ايطاليا

حاولت امرأة تدعى ريتشاريلا، كل ما في وسعها لإصلاح زواجها وكسب حبّ زوجها جاكومو (يعقوب) ستازيو لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
أخيراً، ادّعى أحدهم معرفة وسيلة تمكّنها من الوصول إلى الوفاق المنشود، نصحها بتناول القربان الأقدس ثم بأخذه الى مطبخها وبتسخينه فوق النار حتى يصبح ذروراً. فتضع الذرور في طعام زوجها او شرابه فيولد الحب في قلبه ويحترمها.

ولشدّة يأسها من إيجاد حلّ يخرجها من تعاستها، حضرت ريتشاريلا القدّاس الإلهي وتناولت القربان الأقدس وتركته يقع سرًّا من فمها في أعلى ثوبها. وبعد أن أخذته الى المنزل، وضعته على قرميدة شكلها نصف دائري توضع على زوايا السطح، ثم وضعت القرميدة فوق النار.

حالما سخن القربان الأقدس، بدل ان يتحوّل إلى ذرور بدأ يتحوّل الى لحم بلون الدّم. هلعت ريتشاريلا ممّا يحدث، وحاولت أن توقف ما يجري برمي الرماد والشمع الذائب على القرميدة، من دون ان تفلح. سرعان ما أصبح على القرميدة بقعة كبيرة من الدماء وبقي اللحم متماسكاً تماماً.

على اليمين قطعة القماش ملطّخة بالدم الأقدس وعلى اليسار قطعة القرميد

إخفاء الجريمة

في محاولة مسعورة لإيجاد وسيلة للتخلّص من ثبوت تدنيسها للقربان، أخذت ريتشاريلا شرشف طاولة من الكتّان مزيّنًا بتطريز وشريط حريري، ولفّته حول القرميدة والقربان الملطّخ بالدماء، وحملت الرزمة الى الخارج وذهبت الى الاسطبل، ودفنتها في المكان حيث تكوّم نفايات المنزل وقذارة مربط الحصان.

ذاك المساء، عندما اقترب زوجها من الإسطبل مع حصانه، رفض الحيوان الدخول، على عكس تصرّفه الاعتيادي الطائع، وبقي عنيداً بالرغم من ضرب معلّمه العنيف له.

أخيراً، بدل ان يدخل بخط مستقيم مباشرة، دخل بانحراف جانبي مواجهاً كومة النفايات حتى خرّ أخيراً على ركبه. أصبح الزوج عنيفاً أمام هذا المشهد واتّهم زوجته بلعن الاسطبل وسحره، مما أخاف الحيوان. أنكرت ريتشاريلا بالطبع كلّ شيء وبقيت صامتة حول السبب الفعلي.

لمدّة سبع سنوات بقي السّر المقدّس مخبّأ بين النفايات وطوال تلك الفترة دخلت وخرجت الحيوانات بانحراف جانبي وكأنها تظهر الاحترام لكومة النفايات. وعوضاً عن السلام الذي حاولت ريتشاريلا التوصّل اليه من خلال تدنيس المحرّمات، بقيت معذّبة ليل نهار، نادمة على خطيئتها.

الإعتراف واستعادة القربان الأقدس

أخيراً قرّرت الاعتراف بما فعلته لكاهن دير القدّيس أغسطينوس في لانشيانو، وهو الرئيس جاكومو ديوتالّيفي المولود في أوفيدا.
ركعت ريتشاريلا للاعتراف، فوجدت نفسها غير قادرة على النطق لشدّة بكائها بالرغم من أنّ الكاهن شجّعها على عدم الخوف والإطمئنان. لكنها بقيت عاجزة عن التحدّث عن التدنيس. فطلبت مساعدة الكاهن الذي بدأ بتعداد الخطايا المختلفة.

بعد أن عدّدها كلها ورأى ريتشاريلا لم تعترف بأيٍ منها، قال لها: لقد تَلوْتُ عليك كلّ الخطايا التي يمكن اقترافها. لا أعرف ما قد تكون خطيئتك إلاّ إذا قتلتِ الله!! قالت: هذه هي خطيئتي! لقد قتلتُ الله! ثم رَوَتْ ريتشاريلا قصّة تدنيسها للمقدّسات.

تفاجأ الأب جاكومو بما أُفصِح له به وأعطى الحلّة لريتشاريلا، وقال لها ان تذهب بسلام وطلب ان يسترجع القربان من كومة النفايات دون تأخير.

بعد أن لبس ثياباً مناسبة، ذهب الى الاسطبل، وبدأ، غير عابىء بالأمراض، بإزالة النفايات والقذارة. أصيب بالذهول عندما وجد ان القرميد والقربان الملطّخ بالدماء وشرشف الطاولة غير ملوّثة وكأنها طُمّت حديثاً. حمل الأب جاكومو القرميدة والقربان وغطاء الطاولة الى ديره.

المذبح حيث تحفظ الأعجوبة والصليب هو المذخر الذي يحمل القربان النازف وقطعة من صليب المسيح الحقيقي

تكريم وحفظ القربان العجائبي

أعجوبة القربان الأقدس في أوفيدا – ايطاليا (1280)

بعد بضعة أيام وعلى أثر نيله إذناً من رئيسه، ذهب إلى مسقط رأسه أوفيدا وعرض الأعجوبة على الأب ميشال مالليكانو ولعدّة مواطنين مرموقين في المدينة. وافق الجميع على أنّ القربان العجائبي يجب ان ينال تكريماً فائقاً وعلى أن يُصنع مذخر خاص به لحفظه.

وهب الكثيرون كميات كبيرة من الفضّة لهذا المذّخر. واتخذ القرار بأن يعهد الى حرفيين من البندقية بمسؤولية صنع مذخر على شكل صليب فني، ليحتوي ليس فقط على القربان الأعجوبي، بل على قطعة من الخشب من صليب المسيح.
حمل الأب ميشال يرافقه كاهن آخر القربان في كأس البندقية. هناك عهد الى صانع مجوهرات بصنع مذخر خاص وحلّفه بحفظ السرّ بشأن الغاية منه. بعد قبوله الكأس التي تحتوي على القربان أصيب صانع المجوهرات بحمّى شديدة. كان في حالة الخطيئة المميتة ولكن بعد اعترافه شُفي من الحمّى.

بعد اكتمال صنع الصليب، ختم صانع المجوهرات قطعة الصليب الحقيقية والقربان العجائبي في قطعتين من البلّور منفصلتين، وعهد بالمذخر الى الكاهنين اللذين غادرا البندقية ذاهبين الى أوفيدا. ولكن صانع المجوهرات لم يحفظ قسمه، بل أخبر القاضي الأول في البندقية بكل شيء مقترحاً أن يؤخذ الصليب وكنوزه من الكاهنين وتحفظ في البندقية.
وافق القاضي وأرسل سفينة لإعتراض الكاهنين ولكن عاصفة هبّت فأصبحت الملاحة في البحر مستحيلة وتمّ التراجع عن ذاك المجهود.

عندما وصلا الكاهنان إلى أنكونا أخبرهما تجار من البندقية بنيّة القاضي وبنجاتهما بأعجوبة على ما يبدو.
في ظلّ حماية الله المستمرّة وصل الكاهنان بأمان الى أوفيدا مع الصليب الثمين.
على أعلى المذبح الرئيسي في مقام القديس أغسطينوس في أوفيدا المعروف ايضاً بمقام القربان العجائبي، يوجد تنسيق فني يشمل الصليب الفضّي الذي يحتوي على القربان العجائبي.

لا تزال بقع الدماء ظاهرة على القرميدة التي سخّنت عليها ريتشاريلا القربان وهي محفوظة في صندوق مستطيل ذات جنب زجاجي. حفظ غطاء الطاولة الذي لفّ به القربان الملطّخ بالدم والقرميدة داخل الزجاح.
وفي ذلك المكان يمكن مشاهدة رسوم تصوّر أحداث الاعجوبة في الكنيسة. في العام 1980  أقيمت احتفالات رسمية في الذكرى السبعمئة لنقل القربان العجائبي من لانشيانو الى أوفيدا.

المصدر: http://mariantime.org/