تعليق على الإنجيل المُقَدَّس من القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ المُرَبِّي
«فَأَخَذَتهُ ٱلشَّفَقَةُ عَلَيهِم، لِأَنَّهُم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لَها»
أن نخلِّص أحدهم إنّما هو عمل من أعمال الرّحمة. “رَحمَة الإِنسانِ لِقَريبه أَمَّا رَحمَةُ الرَّبِّ فلِكُلِّ ذي جَسَد: يُوَبَخ وُيؤَدَبُ وُيعَلِّمُ ويَرُدُّ كالرَاعي رَعِيَّتَه. يَرحَمُ الَّذينَ يَقبَلونَ التَّأديب وُيبادِرونَ إِلى أحْكامِه” (سي 18: 13-14)…
لا يحتاج الناس الأصحّاء إلى طبيب، طالما هم بخير؛ وعلى العكس من ذلك يلجأ المرضى إلى فنّه. وبنفس الطريقة ، في هذه الحياة ، نكون مرضى بسبب رغباتنا المستهترة، ومن خلال نواقصنا… ومشاعر شغف أخرى: نحن بحاجة إلى مخلّص… نحن المرضى، نحتاج إلى المخلّص. كضالّين، نحن بحاجة إلى من يرشدنا؛ كعميان، إلى من يعطينا النور؛ كعطاش، إلى ينبوع ماء حيّ الذي “أولئك الذين يشربون منه لن يعطشوا أبداً” (راجع يو 4: 14).
كأموات، نحن بحاجة إلى الحياة؛ كقطيع، إلى الراعي؛ كأطفال، إلى مربّي: نعم، كلّ البشريّة بحاجة إلى الرّب يسوع…
“سَوْفَ أَتَطلَّبُ المَفقودَةَ وَأَرُدُّ الشَّارِدَةَ وأَجبُرُ المَكْسورَةَ وأُقَوِّي الضَّعيفَةَ وأَحْفَظُ السَّمينَةَ والقَوِّية، وأَرْعاها بِعَدْلٍ”(حز 34: 16). هذا هو وعد الرَّاعي الصالح. إجعلنا نرعى كقطيع، نحن الصغار؛ يا معلّم، أعطنا بكثرة قوتك، الذي هو العدل! كن راعينا حتّى جبلك المقدّس، إلى الكنيسة المرتفعة، التي ترتفع فوق السحاب وتمسّ السماء. لقد قال “وسأكون راعيهم وبالقرب منهم” (راجع حز 34)… “لم آتِ لأُخدَم بل لأخدم.” ولهذا يُظهره لنا الإنجيل مُتعَباً، هو الذي يُتعِب نفسه لأجلنا والذي وعد “أن يمنح نفسه فداء عن الكثيرين”(راجع يو 4 : 5، مت 20: 28)
📖 كلمات من نور🕯
{رسالة يسوع رسالتنا}
“وكان يسوع يطوف المدن كلّها والقرى يعلّم في مجامع اليهود، ويكرز بإنجيل📖الملكوت، ويشفي الشّعب من كلّ مرض وعلّة”.(مت ٩: ٣٥).
- بدأ يسوع رسالته، انطلاقًا من الشعّب الذي تجسّد فيه، وتكلّم لغته، وتبنّى ثقافته.كان يطوف كل الأمكنة، ليغمر الكلّ بطوفان محبتّه ورحمته.*
- كان يكرز بإنجيل الملكوت الذي هو شخصه بالذات، يحضّ النّاس على التوبة إليه ليقدّمهم إلى الآب أبيه، قديسين بلا عيب في المحبّة.*
كان يشفي النّاس من كل مرض وعلّة لأن الشفاء الجسدي كان علامة على تحرير الإنسان من تأثير الشيطان و الخطيئة. - الشفاء من مرض الجسد ليس ضروري للخلاص، الربّ يستعمله عندما يجد أنه مفيد لتوبة المريض، ومَن حوله… الشفاء الحقيقي يكون عندما يحيا الإنسان بحالة النعمة، إن كان صحيح الجسد أو مريض.*
- العلّة، هي الخطيئة، التي تصيب جوهر الشخص، وتضرب علاقته وإيمانه بالربّ، وتفقده الثقة بذاته وبالآخرين… العلّة هي الغربة عن الربّ، والعيش في الفراغ والضياع، والعتمة.*
المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها الربّ يسوع المسيح، يا نبع المحبة💞 والرحمة والحنان، والغفران. يا من طفت بشخصك المدن والقرى… تنادي بالتوبة🛐وتدعوا النّاس ليفتحوا قلوبهم لملكوتك وما زلت تطوف الكون بأسره من خلال كنيستك… المجد لك، لأنك جعلت من نفسك لعنةً من أجلنا لتخلّصنا من لعنة الخطيئة وسلطة الشيطان وظلمة الموت. المجد لك لأنّك بآلامك الدامية وجراحاتك المقدسة، علّمتنا أنّ آلام الجسد مهما كانت قاسية ومبرحة، لا تسبّب الموت والغربة عنك وعن الآب خصوصّا إذا عشناها ونحن ممتلئين من نعمتك، مسلّمين ذاتنا لمشيئتك التي هي تقديسنا… الحمد والمجد والشكر لك.🙏
👈يسوع احتمل آلام الجسد، ليحرّرنا من علّة الخطيئة والموت. وأنا عن أي شفاء أبحث، عن الشفاء الجسدي، أو الروحي❓❓❓
👈 صلاة القلب 💜
يا ربّ يسوع المسيح، أغمرني بطوفان محبتك، ورحمتك. 💓
يا ربّ يسوع المسيح، أشفني من كلّ ما يضعف إيماني بك، ويحدّ من شهادتي لاسمك. 🕯
يا ربّ يسوع المسيح، قوّني بروحك 🔥 واجعل آلامي وأوجاعي مثل آلامك وأوجاعك.
يا ربّ يسوع المسيح، اجعل بروحك 🔥 رسالتي مثل رسالتك.
👈 نيّة اليوم: نصلّي، من أجل كل مريض، لكي يغمره الربّ بنعمة آلامه وجراحاته، ويعطيه نعمة الشفاء اللازمة لخلاصه وتقديس نفسه، ويجعل من ألمه اشتراكًا في آلامه الخلاصيّة.
يا يسوع أنرني بنور دنحك. 🕯