الكنيسة تعيش نفس حقبة البابا بيوس 6 والبابا سيلستان 5
عظة الخوري غسان رعيدي، عن النبوءة المَنسيّة للبابا بندكتوس السادس عشر سنة 1969 حول مستقبل الإنسان والكنيسة:
المحبة تحفظ الحق.
- والأمانة لشريعة المحبة اللي أوصّانا فيها يسوع كانت عَم تِكبر بالعصور المسيحية الأولى، ولكن بعدان دخل مندسّين، ودخلست “السوسِة” بالألفية الأولى وبداية الألفية الثانية.. وهيك استطاع ابليس من خلال اليهود وشرُّن وبدعهم وهرتقاطُن، وكل اللي معُن بالظاهروالخفاء..
ولكن
- بما إنّو وصلنا الى اللحظات الأخيرة من زمن المجيء الثاني.. واللي رَح ينتصر بانتصار قلب مريم الطاهر، وهالشي نؤكد ونهائي..
رح نحكي عن النبوءة المنسيّة للأسقف جوزيف راتزنغر، يعني البابا بندكتوس 16، الناسك حالياً، واللي كتبها وأعلنها على الراديو سنة 1969، وحكي فيها عن مستقبل الكنيسة.
من بعد الإعلان المفاجئ لإستقالتو، في 18 شباط 2013، كُشف عن هذه المقالة، وهذه ظروفها:
- بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، ظهرت كنيسة بهيكلية جديدة، ومن بين أعضاءها، عدد قليل أُجبروا إنُّن يتخلّوا عن مراكزهم بعدة أماكن للعبادة، وكانو اشتغلوا بجهد كبير مدى العصور، حتى بنيوها..
- الكنيسة الكاتوليكية قاصرة، وتأثيرها صار ضعيف على القرارات السياسية، هي كنيسة مقطوعة اجتماعياً لأنها تُركَت ذليلة، وأُجبرت ترجع لنقطة البداية.
هيدا الكلام الخطير والنَبوي.. يشجّع حتى نعرِف شو لازم نعمل..؟؟
ويضيف راتزنغر:
- ولكنها،
كنيسة ستجد نفسها من جديد، وستولد من جديد بكيان أكثر بساطة وأكثر روحانية.. - فالشكر لهذا التشويش الضخم.. (البلبلة)
وقصده إنّو الكنيسة رح ترجع طاهرة ونقية وبسيطة، وممجدّة…
ونبش النبوءة من جديد، هي مفتاح آخر لنفهم قرار بندكتوس 16 واستقالته، لأنها ترسم إشارة عن مسلكه بترجمة التاريخ.. وعن كيفية قراءته لعلامات الأزمنة…
وهالنبوءة اللي كانت سنة 1969، كانت بوقتها بلحظة مصيرية بحياتو وبحياة الكنيسة.. ليه؟؟
من بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، اللي إنتهى سنة 1965.. صار في مشاغبات وثورات للشبيبة، وبالأخص سنتي 1968-1969 وقت أصدر البابا بولس السادس رسالة عن الحياة، ورفضها كثر لأنو فيها التزام بسر الزواج وتعليم الكنيسة.. ولكن الناس بالوقت ذاتو شافو إنو الإنسان قدِر يوصَل للقمر، فانتقلوا من عبادة الله لعبادة ذاتُن..
راتزغر (البابا بندكتوس 16) اللي كان أحد المناصرين الفعالين للمجمع الفاتيكاني الثاني، اضطر من بعد هالبَلبلة إنو يترك جامعة “توبنجين” (Universität Tübingen) المشاغبة، هكذا سُميّت لأنها رفضت الإيمان.
وفي حينها إنفصل راتزنغر عن لاهوتيين مثال:
– “هانز كونج” (Hans Küng)
– “رانهر” (Karl Rahner)
وكانوا يسمون حالُن لاهوتيين الأحرار، لأنهم بدأوا بتغيير بالإيمان والعقائد، وهؤلاء فسرّوا المجمع الفاتيكاني الثاني على ذوقهم، وفلِت الملَق..
فكانت هيدي الفترة لِـ”راتزنجر” عودة للذات ولله، وقدِر يلاقي شخصان كرادلة يتحّد معهم لاهوتياً، وهما “فون بالتازار” (von Balthasar) و “دو لوباك” (De Lubac) واسس معهم جريدة “اللاهوت الكاتوليكي”، وحاولت هذه الجريدة خلال فترة قصيرة لتكون قاعدة تدريبيو للكهنة الشباب التابعين لتعليم “راتزنغر”. واليوم من هؤلاء يوجد 3 كرادلة: انجيلو سكولا (Angelo Scola) وكريستوف شونبورن (Cardinal Schönborn) و مارك أوليت (Marc Ouellet)..
بهالخطاب لراتزنجر سنة 1969.. مع 4 خطابات أخرى، وضعوا بمجلّد كتاب “الإيمان والمستقبل”. ولكن بهالنبوءة تعْتبر بحينها كان فيها لهجة نبوية بامتياز، وراتزنجر كان يعتبر إنّو الكنيسة بالستينات كانت عَم تِمرق بعصر مشابه، و ما زالت لليوم، لأنو تحدث بأهم من ذلك أثناء ذهابه الى فاطيما سنة 2010.. برأيه الكنيسة تمرّ بعصر مشابه لعصر التنوير والثورة الفرنسية. يعني عصر سيطرة الماسونية، وأالليموناتي (illuminatus)..
لذلك قال راتزنجر:
- نحن في نقطة تحوّل ضخمة من تطوّر الجنس البشري، وهذه اللحظة تجعل الإنتقال من القرون الوسطى الى العصور الحديثة كأنه تافه وغير هام.
ويقارن العصر الحالي (راتنزجر) بعصر البابا بيوس السادس.. (زمن الثورة الفرنسية الشريرة) وبوقتها يأتي الثوار من فرنسا العدوة للكنيسة الكاتوليكية، ويخطفون البابا بيوس 6، وبلاقو ميّت بالسجن سنة 1799.
البابا بندكتوس 16، سنة 1969 كان عَم يِحكي هالكلام، وعَم يشبّه مرور الكنيسة بزمن الثورة الفرنسية، اللي قتلت بابا بالسجن… وكانت الكنيسة آنذاك تقاتل (أثناء الثورة الفرنسية) ضدّ قوة تضمر النيّة لتدمير الكنيسة بالكامل، وبمصادرة أملاكها، وبحلّ الجمعيات الرهبانية.. (وهذا اللي حصل في فرنسا)..
وكأن البابا بندكتوس وقت كان راتنزجر سنة 1969، عم تنبأ عن حالو وقت صار بابا.. يُنبئ عن مصيره، اللي يشبه مصير البابا بيوس السادس، واللي يُشبه مصير البابا سيلستان الخامس اللي وُجد مقتولاً بمنفاه في 19 أيار 1296.
هكذا برأي “راتزنجر” إنّو كنيسة اليوم تواجه وضع مشابه لوضع الثورة الفرنسية، يقول إنّو الكنيسة مقوضّة.. من خلال المحاولات لإختصار خدمة الكهنة ليكونوا فقط، عمال إجتماعيين.. مساعدة المرضى والفقراء والقاء الخطابات، ليكونوا أدوات مستخدمة في يد الزعما..
وهيك بكونو عَم يختصرو دور الكنيسة على مجرد حضور سياسي إجتماعي ولا يوجد أسرار.. وهيك مابقا في لا يسوع ولا الله ولا العدرا ولا القديسين..
ويؤكد “راتزنجر”:
- إنطلاقاً من الأزمات الحالية، ستنبثق كنيسة فقد صفقة عظيمة.. (يعني بتكون خسرت كل الصفقات اللي عم تحاول تبيعا وتِمحيها) يعني بتكون رِبحت وجودها..
- ستُصبح كنيسة صغيرة، وستكون أكثر جمالاً وبهاءً.. والكنيسة الجديدة مش رح تستعمل الأبنية اللي بنيتها خلال إزدهارها..
- وسيكون في إنخفاض بعدد المؤمنين، (وستخسر الإمتيازات الإجتماعية) وستكون حركات دينية بعدد قليل، وهالشي يجعل الإيمان مركز للإختبارالجديد.. يعني ما بيدخل الكنيسة الاّ الصالح والمؤمن بشكل كامل.. ببطّل يكون فيها خونة من الخارج..
- ستكون كنيسة روحانية، مش رح تطلب أي تفويض سياسي هزلي.. وستكون فقيرة ورح تصير كنيسة المعوزين يللي يحبون الله بس..
لكن
- بعد مرور كل الآلام (الفترة الصعبة) أي جلجلة الآلام متل ما يسوع مشي.. ستنبثق قوة عظيمة من هذه الكنيسة الروحانية البسيطة
- لذلك البشر رح يعرفو ويفهمو إنو كانو عايشين بعالم من العزلة.. (بعاد عن الله) ولكن في حينها رح يفهمو قديه عايشين بفقر شديد.
ويستنتج راتزنجر:
- انو البشر رح يشوفو قطيع صغير من المؤمنين، بحلّة جديدة، أنو هوي مصدر رجاء الهُن.. وهيدا هوي الجواب على السؤال اللي كانو عَم يفتشو عليه..
- الكنيسة الجديدة عددها قلقل، ولكن أمناء كلياً ليسوع، وما تبقى من بقية الأديان والأوثان، رح يشوفو القطيع الصغير، ورح يشوفو كمصدر خلاص.
وهالشي قالته مريم بظهورها بفاطيما..
قالت بالنهاية سينتصر قلبي البريء من الدنس..
وهذه البقية الباقية، يمثلون العبد الأمين اللي اقامه سيدّه على أهل بيته، ليعطوا الطعام في الوقت المناسب.. فطوبى لذلك العبد، اللي رَح يِجي سيدّه ويلاقيه عم يعطيه الطعام لخرافو بالوقت المناسب..
صحيح الكنيسة عَم تمرُق بمرحلة صعبة، لكن بعد فيه رعاة أمناء وما نخاف أبداً، ونضع ثقتنا بيسوع المسيح الرب، يللي جايي بمجيئو الثاني مش حتى يسكّت العاصفة الهوجاء اللي عَم تضرب الكنيسة من كل الإتجاهات، إنما حتى يمسكنا بإيدنا كما مسك بطرس الرسول وسحبو من الماي..
سيأتي يسوع وسيسحق مملكة الظلام وإبليس وجنوده.. وسفينة الكنيسة ستُخلص من بحر الظلمات.. ورح ترجع الكنيسة ببهاء أجمل وعلينا أن نثبت بأمانة..