أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


من سلم تدمر للمسلحين، ولماذا.. ماذا جرى؟

داعش تتخفى بقناع السكان المدنيين “النازحين”

نشرت صحيفة “كمسومولسكايا برافدا” إجابات المعلق العسكري فيكتور بارانيتس على خمسة أسئلة متعلقة بالأوضاع المحيطة بمدينة تدمر التاريخية.

جاء في الأجوبة:

1 – ماذا جرى؟

اتضح حاليا للاستخبارات العسكرية السورية أن الإرهابيين استعدوا للسيطرة على المدينة مسبقا. فقد دخل المئات منهم في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم إلى المدينة كمدنيين مسالمين، حيث كانت مهمتهم مهاجمة قوات الحكومة السورية التي تحمي المدينة من الخلف (وهذا ما حصل فعلا). وتمكن هؤلاء تحت جنح الظلام من السيطرة على مرتفعات القيادة غير المحمية بصورة جيدة بالتزامن مع الهجوم على القوات الحكومية التي تدافع عن المدينة.

2 – لماذا تعذر كشف هجوم “داعش” في الوقت المناسب؟

يعدُّ هذا فشلا كبيرا في عمل الاستخبارات العسكرية السورية، لأنها لم تتمكن في الوقت المناسب من توصيل المعلومات اللازمة إلى هيئة الأركان، لكي تتمكن من التعرف على نوايا العدو واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها. وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف تمكنت المجموعات الإرهابية المسلحة من التحرك نحو منطقة تدمر في صحراء مكشوفة من دون أن يلاحظهم أحد، مع أن الجيش السوري يمتلك استخبارات أرضية وجوية وإلكترونية، إضافة إلى مخبرين في صفوف المسلحين؟ وهنا اللغز الكبير.

كما أن هذا يشير إلى أن الإرهابيين تعلموا كيفية التخفي بقناع السكان المدنيين “النازحين” وسرعة نقل وحداتهم بما فيها المدرعة في فترة الليل.

يضاف إلى هذا التأخر الكبير في وصول معلومات بهذا الشأن إلى قاعدة حميميم وقيادة السفن الروسية في البحر الأبيض المتوسط؛ ما تسبب في العجز عن توجيه ضربات رادعة إلى الإرهابيين. كما أن طائراتنا وسفننا لم تتمكن من توجيه ضربات إلى الإرهابيين داخل مدينة تدمر، حيث أصبحت المعركة في شوارعها.

3 – من أين للإرهابيين هذه القوة؟

أتت المجموعات الإرهابية (أكثر من 5 آلاف مسلح مع الدبابات والمدفعية) بما في ذلك من الموصل في العراق، إلى ضواحي تدمر وتجمعت في “قبضة” موحدة. وللمناسبة، لم يتم استعادة الموصل حتى الآن، على الرغم من أن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، كان قد أعلن أنها ستستعاد قبل 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يوم انتخابات الرئاسة الأمريكية. والآن يعلنون أن الموعد سيكون يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل يوم تنصيب دونالد ترامب رئيسا جديدا للبلاد. ولكن هنا اكتُشف أمر مثير. إذ سُمح للإرهابيين المحاصرين في الموصل بالخروج منه عبر ممر خاص. وهذا ما فعله ألوف منهم وتوجهوا فورا نحو تدمر.

كما أن “داعش” نقل مسلحيه من مدينة الرقة إلى تدمر، بعد أن أوقف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العمليات العسكرية في محافظة الرقة كافة ضد الإرهابيين. وهذا يجعلنا نعتقد أن جنرالات الولايات المتحدة تعمدوا السماح للإرهابيين بتشكيل قوتهم الضاربة والتحرك نحو تدمر.

4 – لماذا لم يدافع الجيش السوري عن المدينة؟

يضطر الجيش السوري إلى خوض المعارك على عدة جبهات وتركيز القوة الرئيسة في حلب ودمشق. ولذلك بالضبط، تم بعد تحرير تدمر والنجاحات الأخرى نقل وحدات كبيرة إلى مناطق أخرى من سوريا، حيث لم يبق في تدمر سوى كتيبتين لحمايتها. لذلك لم يشكل هؤلاء مشكلة أمام المهاجمين الـ 5000 الذين قدم أغلبهم تحت جنح الليل والعاصفة الترابية من مدينة الرقة خلال 3-4 ساعات.

5 – ماذا بعد؟

تدرس القيادة السورية وهيئة الأركان ووزارة الدفاع أسباب سقوط تدمر، حيث كان فشل الاستخبارات هو أحد هذه الأسباب. كما أن عديد الجيش السوري الذي يخوض الحرب منذ ستة سنوات غير كاف، أي لا بد من الاحتياط، وأسلحة حديثة وتحسين التكتيك والاستراتيجية. وإن الدعم الجوي والبحري الروسي لا يمكن أن يكون ضمانا للنصر على الإرهابيين، لأن النصر يجب أن يكون على الأرض.

ان استعادة الجيش السوري سيطرته على تدمر هو أمر مبدئي، وستكون هذه المرة أصعب من المرة الأولى. وبالتأكيد ستقيم الفرقة السمفونية، التي يقودها فاليري غيرغييف، حفلا ثانيا في تدمر التاريخية بعد تحريرها.

المصدر: RT