أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أيها النور الآتي في زمنِ الظلام


في زماننا، مئات الآلاف من أحفاد هيرودوتس ويهوذا.. ( أمين أبوراشد )

يسوع..، أعددنا لكَ في كل بيتٍ مغارة، ونزفنا إيماننا زينةً لميلادك الذي ننتظر..
ورغم آلامنا في شرق الشياطين هذا، نعيش فرحة قُدومك يا ساكن القلب والوجدان.
نتراصف كما الخواريف الوديعة، لا لنمنحك دفئاً، بل لأننا نحن من  يحتاج الدفء منك، فاحتضننا..

ونتساءل، كيف لعيد ميلاد طفل السلام أن نعيشه أرقاً، ولقدوم ملك المجد أن نحياه قلقاً؟
ربما لأننا يا سيدي نعيش جلجلتنا كل العام، من ميلادك الى جمعة صلبِكَ، ولا شيء غير الأمل بكَ يمنحنا الأمل، ورجاء قيامتنا على إسمِكَ، لِنُكمل بِحُب مسيرة الرسالة المسيحية في شرق الجهل والتخلُّف والحِقد القاتل، ولا تقلق علينا أيها المُخلِّص، لأننا لإسمِكَ مُخلِصون، وعلى خطاك وخطى بولس الرسول نحن سائرون..

في زمانك يا سيدي، كان هناك هيرودوتس واحد ويهوذا واحداً، وفي زماننا، مئات الآلاف من أحفاد هيرودوتس ويهوذا، تكفيريون حاقدون على كل آخر، يذبحون يُنكِّلون يُدمِّرون، ينحرون الرجال والأطفال ويسبُون النساء ويسحلون العجائز، وينتحرون بأحزمةِ الموت ويحلمون بالجنَّة وبالحوريات، مخبولون بُلهاء، يُمارسون همجيتهم بتقويض كل المعالم الحضارية والقِيَم الإنسانية، مخلوقات كريهة قادمة من عالمٍ في قعر جُهنَّم…

ورغم آلامنا، لا تقلق علينا يا سيدي، لأننا وديعتك في هذا الشرق، وصليبك سوف نحمله على جباهنا وصدورنا وعلى أكتافنا، ونُكمل مسيرتنا، ومتى واجهنا كبوةً، يُبادر كثيرون من أخواننا في الله يؤمنون بواجب وجودنا، الى إعانتنا في رفع الصليب على دروب جلجلتنا، كما أعانك سمعان القيرواني على حمل صليبك..

يسوع..، شجرة ميلادك التي باتت رمز السلام والمحبة والرحمة، وترفُل بها كل شوارع العالم فرحاً بقدومك، ستبقى هي شُعلة إيماننا ومِشعَل رسالتنا، ننشر من خلالها تعاليمك على وقع قرع أجراسنا على امتداد شرقٍ لا يعرف السلام يا ملِك السلام، نُرمِّمُ قبب كنائسنا ونرفع بسواعدنا وسواعد من يؤمنون بالله مثلنا، الأجراس التي دنَّستها أيادي خنازير من العصر الحجري، ونُعيدُ بناء الحجر ومواساة البشر..

ندرك أن جلجلتنا طويلة، ونتوارثها من جيلٍ الى جيل، وكتاب حياتنا هي تعاليمك، وسوف نتحمَّل العذابات من أجل إسمِك، واعذرنا يا سيدي، لو بادلنا الإساءة بالإحسان، والنكران بالمحبة، والتكفير باحتضان الآخر، والجهل والحِقد بالعلم والعطاء، لأننا لو فعلنا خلاف ذلك، لا نستحق أن نكون أبناء المسيح..

ننتظرك سيدي، والمجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام…