أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


جعجعة بلا طحين، “وانخِلِي يا حَنِّة”!


الحريري لو “تدلَّع” لا يستطيع تركيع بلد لا يركع (أمين أبوراشد)

ماذا يريد الرئيس سعد الحريري، ليُقرِّر الباقون كيفية مواجهة الأزمة؟

لا هو يقوم بواجبه في تصريف الأعمال، ولا هو جاهز لتكليفه بتشكيل حكومة، وإذا كانت حكومة التكنوقراط المطلوبة مباشرة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإستبعاد حزب الله عن المُشاركة فيها، فإن الحريري يعلم أن هكذا حكومة قد يستغرق تأليفها خمس سنوات، أو على الأقل نفس المدَّة التي استغرقها انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون عندما أرادت أميركا عبر السعودية أن تلعب “كباش” مع المقاومة على الأرض اللبنانية.

ماذا يريد سعد الحريري، حتى ولو احتمى بعمامة دار الفتوى التي افتت له: “أنت أو لا أحد”، وما هي القيمة السياسية التي تستطيع تغيير واقع الأرض، إذا حقَّق الحريري غايته بمجموعة وزراء تكنوقراط، يشبهون الطاقات اللبنانية التي وظَّفها المرحوم والده في شركاته، لتحقيق مشاريع لا تُرضِي الجِياع الذين لا تهدأ ثورتهم، وتحديداً في المناطق الحريرية السُنِّية من عكار الى طرابلس الى عرسال، والى البقاعين الأوسط والغربي، بحيث باتت ساحة النور في طرابلس مُلهِمة الثورة، وسعدنايل وتعلبايا في البقاع الأوسط ومثلث جب جنين كامد اللوز في البقاع الغربي، بؤر خارجة عن الدولة عبر قطع الطرقات واستخدام سوريين ومكتومي القيد في لعبة تحدِّي للجيش لم تعرفها أية منطقة لبنانية؟

سعد الحريري يُدرك أن استمرار تمسِّكه بحكومة تكنوقراط، يعني أنه لا يريد تشكيل حكومة، وتقاعسه عن تصريف الأعمال بدأ يقضي على ما تبقى من مقومات البلد، لكن الحريري لو “تدلَّع” لا يستطيع تركيع بلد لا يركع، لأن المشكلة الأكبر سوف تبدأ بعد يوم الإثنين، لأن تكليفه إن حصل، فهو سيكون بعدد غير مُشجِّع من النواب، قد يجعله في وضع المعتكف عن قبول التكليف والتأليف، خاصة عندما يغدو صوت المفتي دريان خطوة استباقية لكلمة نواب المجلس، والحريري رغم أنه مُرشَّح وحيد لدار الفتوى، سوف يجد نفسه مجدداً يمِيل الى الخيار الرابع الذي تحدث عنه السيد حسن نصرالله مساء الجمعة، وإعادة تشغيل المطحنة بجعجعة بلا طحين، تحاول أن تُنتتج بُدلاء عن الصفدي وطبارة والخطيب.

حكومة تكنوقراط إكراماً لعيون أميركا؟ وماذا عن الملفات السياسية والإقتصادية؟
ماذا عن الملفات السياسية المرتبطة بالديبلوماسية الخارجية، وترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي، إضافة الى الأمن المطلوب لإستخراج النفط والغاز وإعادة النازحين السوريين، وماذا عن الملفات الإقتصادية في زمن بلوغنا حدود الإفلاس، والمعابر البرِّية مع الجارة الوحيدة سوريا، ومنها الى الأردن والعراق وصولاً الى دول الخليج مُقفلة، لأن الحريري لا يريد التواصل مع سوريا؟!

لا نتوسَّل الرئيس الحريري كيس طحين، بل نُطالبه إما القبول بتشكيل بحكومة تكنو- سياسية للحفاظ على ما تبقى من مقومات الدولة، أو طلب الإذن من دار الفتوى والرحيل الى منزله، وليطحن هناك على حسابه لمن اعتاد العيش على المعالف وانخِلِي يا حَنِّة كل الطحين الذين جناه لبنان من سياسات الحكومات الحريرية…