فرنجية “بدل ما يكحّلها عماها”، ويصرّ على التوجّه الى عون كخصم لدود
لعل لسان حال أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله متوجها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية هو “أدّيت قسطي للعلى”،
من منطلق أن حزب الله بات يتعاطى مع حلفائه من موقع “صاحب الضمير المرتاح” الذي وفى دينه لعون بتأمين انتخابه رئيسا، ولفرنجية بالوقوف بصفّه بوجه عون لضمان حصوله على احدى الوزارات التي أصرّ عليها.
أما لقاء الزعيمين المسيحيين فتحصيل حاصل بالنسبة للحزب الذي ملّ الدفع باتجاهه، فهو وبحسب مصادر مطّلعة أخذ وعدا من حليفيه باتمام اللقاء، لكنّه لم يطلب تفاصيل تتعلق بالتوقيت وبغيره من الشكليّات التي لا تعنيه كثيرا. وتشير المصادر الى ان الحزب ممتعض ومستغرب في آن لهذا الكمّ من النفور الذي نما بين الزعيمين خلال أقل من عامين بعدما كانا جزءا من تكتّل واحد، وهو يعي تماما ان أي لقاء سيحصل بينهما سيكون هدفه الفعلي الوقوف عند خاطره ولن يؤدّي الى عمليّة غسل قلوب تعيد المياه الى مجاريها.
والأرجح ان اجتماع عون–فرنجية تأجّل لما بعد ولادة الحكومة، من منطلق عدم حماسة الرجلين لاتمامه سريعا. ولعل دخول بكركي على خط المصالحة أزال عبئًا كبيرا عن “حزب الله” الذي مَلّ العمل على الملف في الفترة الأخيرة وأوشك على اعتباره أكثر صعوبة وتعقيدا من المعارك التي يخوضها في سوريا! واذا كان هناك من قرأ بعض الايجابيات بتصريح رئيس “المردة” الأخير من البطريركيّة المارونيّة، فالأكثريّة اعتبرت أن فرنجية تصرف وفق المثل اللبناني القائل “بدل ما يكحّلها عماها”، من منطلق أنّه، وبحسب المصادر، أصرّ على التوجّه الى عون كخصم لدود، أعلن عن جهوزيته لمهادنته اذا قرّر المهادنة ولمحاربته اذا أراد الحرب.
وتضيف المصادر: “وما زاد الطين بلّة خروجه من عين التينة ليعلن عمّا بدا ولادة للحكومة بعد اتفاقه ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي على حلّ عقدة وزارة الأشغال، قافزين وبصورة خاصة فوق مطالب “القوات اللبنانية” كما فوق صلاحيّات رئيس الحكومة المكلّف ورئيس الجمهوريّة، وهو ما دفع بالرجلين لتأجيل الاعلان الرسمي لتشكيل الحكومة للتأكيد على ان الكرة في ملعبهما وأنّهما من يختاران توقيت وطريقة الاعلان”. ويعتبر العونيون أن فرنجيّة “يتمادى في ارتكاب الخطأ تلو الآخر، فهو وبعد قراره التمسّك بمواجهة العماد عون في الملفّ الرئاسي حتى خلال الجلسة التي أدّت الى انتخابه، ومقاطعته بعدها لاستشارات تسمية رئيس الحكومة في قصر بعبدا، يصرّ على التمترس في صفّ أخصام الرئيس عون، وعلى تظهير نفسه كعدوّ لدود لن يتغاضى عن الحرتقة على العهد بدل أن يكون أحد الركائز الأساسيّة لتحصينه وحمايته”. وهنا تتساءل مصادر عونية: “أليس هو من يكرر ليل نهار معزوفة أن الخط الذي ينتمي اليه فرنجيّة هو من انتصر بانتخاب الرئيس عون؟ أهكذا يُستثمر الانتصار”؟
بالمحصّلة، في حال حصول لقاء عون–فرنجية في المقبل من الايام أو تأجل لأسبوع أو اثنين، فإنّ نتائجه لن تكون على قدر تطلعات حليفهما “حزب الله”. فالجليد الذي تكوّن بين بعبدا وبنشعي بات سميكا لدرجة تعجز أمامه مطرقتا الحزب والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وما خلفته الانتخابات الرئاسية من ندوب لن تزيلها أمنيات حليف أو تؤثر بها سلطة بكركي!
المصدر: النشرة