صرختهم الإيمانية عَ صورة قائدهم “إذا كنا نرقد تحت التراب على رجاء القيامة فكيف نحبط ونحن أحياء”…
للتيار الوطني الحر، كأي حزب سياسي، نقاط قوته وضعفه، إنجازاته وإخفاقاته، والنقد البناء برأيي يُغنيه ولا يَنتقص منه… لكن بعد البحث والتدقيق ومعاينة ردود الفعل طوال الأسابيع الأخيرة تبين، عدا الشريحة التي تكره التيار بسبب أنه وطني ويقف حاجزاً في وجه آمالها بتفضيل الخارج على حساب لبنان والسعي لتوطين النازحين، يظهر أن أحد أهم الأسباب في الهجوم عليه ليس سوى غيرة وحسد وحقد من قبل حاقدين وسخفاء وفاشلين وثرثارين وأوساط لا تُتقِن سوى الندب والنحيب والنعيق في الخرائب كالبوم والغربان…
منذ العام 1988 وميشال عون والحالة العونية يحفران الجبل بصبر أيوب وصخرة سيزيف ولم أسمع يوماً ناشطاً عونياً – شرط أن يكون حقيقياً وليس زحفطونياً كالذي أتى طمعاً بمنصب و”تيتر”! – يقول إنه تعب أو يئس من النضال لأجل لبنان ومن أجل بلد أفضل، في وقت لا يتقنُ المتهجمون والرفضيون سوى النحيب والندب والثرثرة كنسوان الفرن والمتسكعين والبطالين..
منذ العام 2005 والتيار يحفر لإعادة التوازن أولاً، ولضرب منظومة خدام – كنعان – الشهابي اللبنانية الفاسدة فاخترقها، نجح حيناً وأخفق حيناً آخر، منذ العام 2005 وهو يضرب في منظومة الفساد والمافيا،
نجح حيناً وأخفق حيناً آخر، يضع الخطط التي من شأنها الحفاظ على ثروة لبنان، لكن الخناجر من كل حدب وصوب، ورغم ذلك لم يقبع متشائماً أو يندُب غراباً وبوماً، وبقي مستشهداً بصرخة قائده الإيمانية إذا كنا نرقد تحت التراب على رجاء القيامة فكيف نحبط ونحن أحياء…
في فترة المقاومة ضد الإحتلال كان البوم والغربان أنفسهم يزعقون ماذا تفعلون ولماذا تلحقون هذا المجنون حين كان من لم يلعَق صُباط غازي كنعان ساعياً للتصدر، خائفاً ومحايداً ينظر إلينا كالبُرص ويختبئ ويشيح بنظره متى شاهدنا على الطرقات…
عندما كانت تنقلنا شاحنة للشرطة العسكرية من معتقل الى آخر ذات سبت في صيف 2001 اللاهب تَطلعنا من حديدها فكانت السيارات تسابق بعضها للسهر واللهو ولم أرَ من يقف معنا سوى قلة قليلة من الشرفاء، قبل أن يصبح الجميع في 14 آذار 2005 محرراً و”ثائراً” و”مقاوماً” ضد المحتل…
اليوم يقف العديد منهم بوماً وغراباً، حسداً وفشلاً، ينتظر جثثنا على الضفة الأخرى من نهر السياسة وفاته أننا أبناء الحياة والدفق المتجدد الذي لا توقفه أي حواجز أو سموم ينفثها العاجزون، فقوة التيار الوطني الحر من تجدده الدائم وبنيته المرنة ونزعته التفاهمية مع الآخر، ولهذا حديث آخر…