يفجُر ويعهُر دفاعاً عن نسيبته الموقوفة.. هادي حبيش مُتَّهم بتنفيذ أشغال نفِّذها على حساب الدولة.. ( أمين أبوراشد )
من الطبيعي أن نجد نموذجاً عن مخلوقات من مُخلَّفات المزارع، تظُن نفسها ديوك حبش، في المشهدية المُقزِّزة لهادي حبيش أمام مكتب المدعي العام القاضية غادة عون، يفجُر ويعهُر دفاعاً عن نسيبته الموقوفة – بصرف النظر عَمَّا إذا كانت بريئة أم مُرتكبة -، ونقول من الطبيعي، لأننا في أجواء هذه الثورة الحمقاء، تعرَّضت هذه القاضية الشريفة قبل ليلة واحدة لتهجُّم من “الثوار” الذين حاصروا مدخل البناء الذي تقطنه في الأشرفية، إعتراضاً على توقيف أربعة قٌطَّاع طُرُق، ولو كان الوضع عادياً لَحُكِم عليهم بثلاث سنوات سجن وفق قانون العقوبات اللبناني، فانقلبت الآية، وبدل أن يُحاكَم المرتكبون أمام القضاء يحكُم أبناء الشوارع على القاضية!
هذا هو وضع القضاء في لبنان، عندما يكون القُضاة مُعيَّنون من السياسيين، فتبدو قاضية مثل غادة عون وأمثالها، أجساماً غريبة على الجسم القضائي الذي كان ينخره الفساد قبل عهد فخامة الرئيس ميشال عون، ومع بشائر حَمَلتهَا التعيينات القضائية الأخيرة وفي طليعتها تعيين قُضاة أكفاء شرفاء في مجلس القضاء الأعلى، لا بُد لسياسيي المَزَارع ومن بينهم هادي حبيش، أن ينتفضوا لمصالحهم كما ديوك الحبش على مزابل ماضيهم القذِر.
ليست مسيرة هادي حبيش أنه ينتمي لتيار المستقبل ومن الطبقة التي عايشت الممارسات التي أفلست الوطن، ولا الفساد المالي المُتَّهم به شخصياً، خاصة الأشغال الخاصة التي نفِّذها على حساب الدولة لإنشاء طريق الى قصره، وعلى حساب البيئة من خلال اقتلاع 5000 شجرة لِشَقّ الطريق، ولن نتطرَّق الى الصفقات التي يٌقال أن حبيش شريكاً فيها، بل نتناول أخلاقيات هذا النائب “النائبة” الذي يسعى سياسياً لإرضاء قاعدته الناخبة في عكار، حتى وصلت به الأمور أن يكون داعشياً مُعادياً للجيش اللبناني عندما كانت الطفرة الداعشية سائدة في منطقتي عكار والشمال.
هادي حبيش كان رأس حربة في الدفاع عن الإرهابيين بمواجهة الجيش اللبناني منذ أحداث نهر البارد عام 2007، وما تلاها من مواجهات مع الإرهابيين من طرابلس الى عرسال، ولا أحد في عكار طلب من هادي حبيش الماروني تمثيل الموارنة، ولا أن يكون الماروني الفائز بأصوات السُنَّة، بل أن يكون نائباً لبنانياً لا يلعق النيابة تارة عن غبرة الرضا من عتبة بيت الوسط، وطوراً من الواقع المذهبي المُهيمِن على بعض مناطق عكار والشمال بشكلٍ عام.
بناء عليه، لا عتب على ديك حبش يعيش أجواء فلتان المزرعة التي ينتمي إليها، عندما يتصرَّف بهذه الهمجية أمام مكتب قاضية لٌمُناصرة نسيبته الموقوفة، بل العتب على مَن هُم السبب في تأخير قانون رفع الحصانة عن نواب من شاكلة هادي حبيش، لا يمتكلون الحدّ الأدنى من ثقافة المٌواطَنَة وروحية الدولة العادلة والقضاء النزيه…