أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


باسيل: الفوضى في لبنان التي يُعّد لها البعض في الخارج ستكون نتيجتها حتماً كما الأزمة السورية: خراباً للبلد ودماراً لمؤسساته، ودماً لأبنائه

– أصبحت نسبة النازحين واللاجئين حوالي 40% من شعب لبنان، وقد أضحى لبنان بطل العالم في النزوح واللجوء

***

اعتبر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن لبنان في موقعه الجغرافي هو عربي الهويّة، والبعض يريد أخذه شرقًا والبعض الآخر يريد أخذه غربًا، ونحن نريده جسر تواصل بين الشرق والغرب”، لافتًا إلى أنّ “لبنان بتمركزه هو في قلب الصراع العربي- الإسرائيلي وكذلك العربي- الفارسي وخصوصاً السعودي- الإيراني، ونحن نريده مرتكزًا للحلول العادلة”.

وأشار في كلمة ألقاها من مؤتمر يوروميد في روما إلى أن “خطوط التقاطع الخارجية أنتجت احتكاكات عديدة في بلدنا ومحيطه، وأنتجت أزمات وحروباً، وكان للبنانَ دوماً ضرر منها، ولم يستفد يوماً من مصائب غيره بل دفع ثمن الصراعات المزمنة باللجوء الفلسطيني على أرضه ودفع ثمن التسويات المؤقتة نزوحاً سورياً يتغلغل في نسيجه”.

وقال: “أصبحت نسبة النازحين واللاجئين حوالي 40% من شعب لبنان، وقد أضحى لبنان بطل العالم في النزوح واللجوء، فكرمته الدول بإعطائه كأس الضيافة العالمية من دون أن تروي عطشه قطرات الماء المقدمة له”.

وتابع: “وزاد على مصيبة النزوح إنقسام اللبنانيين في ما بينهم، بفعل إمتداد الخارج الى داخلهم، فما أحسنوا إدارة الأزمة، وخسر اللبنانيون أعمالهم في وطنهم التي ذهبت بإتجاه الأجانب وبتشجيع من المجتمع الدولي تحقيقاً لغايته بالإندماج المجتمعي المرفوض من قبلنا”.

وذكر باسيل أننا “كنا نبّهنا أن النزوح الإقتصادي سيؤدي الى تقويض الإقتصاد اللبناني، وبرهاننا هو ما تشهده الحدود من حركة ناشطة للنازحين العائدين الى بلدهم بفعل الإنهيار الإقتصادي في بلدنا”.

وأضاف: “حمل الإنهيار الاقتصادي اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والتوجهات السياسية على الإنتفاضة، وعن حق، على السلطة السياسية التي أوصلت سياساتها الخاطئة المتمادية منذ ثلاثين عاماً فساداً مستشريا في المؤسسات وهذا الدرك المعيشي الذي بدأ يدفع باللبنانيين وضيوفِهم الى خارج البلاد”.

وقال: “قد يكون بعض اللبنانيين معتادين على هجرة وطنهم في الأزمات الكبيرة، والبعض منكم يفرح بإدماجهم نجاحاً في مجتمعاته، أما ضيوف لبنان، فمنهم من سيطمح تطوراً أو سيطمع تطرفاً بالإنتقال اليكم، ولبنان لن يستطيع منعهم من نقل مشاكلهم معهم لتحلّ عليكم”.

وأكّد أن “الفوضى في لبنان، التي يُعّد لها البعض في الخارج، ستكون نتيجتها حتماً كما الأزمة السورية: خراباً للبلد، ودماراً لمؤسساته، ودماً لأبنائه، وتطرّفاً مُتنقلاً، ونزوحاً بإتجاهكم، وستكون في النهاية إنتصاراً لأهل الأرض وهزيمة لأعدائها”، مشدداً على أن الفوضى في لبنان ستكون نتيجتها إختلالاً في الموازين الداخلية، فيما لبنان بلد التوازنات لا يريد المزيد من الإختلال ولا يريد الإنتصار بخرابه، إن كان إنتصار البعض من أبنائه على البعض الآخر، أو كان إنتصار خارج على خارج من خلاله”.

ورأى باسيل أن “منطق الخاسر والرابح في لبنان مرفوض ولا يدوم ومسار حياتنا الوطنية دليلٌ على ذلك. كما الأحادية في العالم لم تُكتب دوماً لأحد، فإنها في لبنان لا مكان لها أساساً ولبنان لا يمكن أن يكون إحتكاراً لأحد، بل يعيش بالإنفتاح على الجميع”.

وإذ أوضح باسيل أن شركات (eni, total, novatec)  أثبتت أن قطاع النفط والغاز في لبنان يمكنه أن يكون باباً للإستقرار والإزدهار في المنطقة بدل ان يكون باباً للصراع والدمار فيها، والقرار 1701 أمّن الهدوء والإستقرار على الحدود، أكد أن لبنان بإمكانه إنهاء ترسيمها براً والإنتقال الى رسمها بحراً على قواعد القانون الدولي، من دون تنازل عن أيٍ من الحقوق ومن دون تطاول على أحد”، مضيفاً “في ظل التعقيدات التي يعيشها لبنان، انا هنا لاطلب منكم أن تساعدوه بإبعاد من يتدخل في شؤونه، لكي يساعد نفسه على البقاء حياً والخروج من أزمته العميقة، من دون فوضى أو تطرّف أو إقتتال، بل مثالاً للعيش الواحد والتسامح وحاضناً لأبنائه وحافظاً لكرامتهم ونائياً عنهم الفساد والحاجة.  يقولون في بلادنا “إذا كان جارك بخير، فأنت بخير”. إنتبهوا إذ ان شرقنا المتوسطي ليس بخير! وتُعّدُ له فوضى جديدة!. لا تقعوا في أخطاء من يرون حلّ المشاكل عن طريق المزيد من الضغط لتفجير المجتمعات، لأنها وصفة سريعة لإنتشار العنف والكراهية والإرهاب في أرجاء المتوسط”.

واستطرد: “كل مبلغ تُنفقونه في تغيير المجتمعات نزوحاً وإندماجاً هو تفجيرٌ لها تطرفاً، وكل مبلغ تنفقونه في فرص العمل والتنمية هو إستثمار في السلام إعتدالاً.  إن بناء السلام لا يكون إلا بالحوار والتنمية… ووحده الحوار مع الخارج لا التبعية له يؤمن ذلك، وخلافه أسلحة لن تحمي الحدود…” ووحده الحوار في الداخل يؤمن ذلك، وخلافه صراعٌ سيدفع الى المزيد من البؤس واليأس والهجرة”.

وختم باسيل كمته قائلاً: “وحده الحوار هو السبيل للخلاص، وخلافه خاسر خسران ورابح خسران، والخاسر الأكبر لبنان”.