عَ مدار الساعة


إلى أي زمن يحاول سمير جعجع إعادتنا؟ (جورج الهاشم)

– سرقة موصوفة.. وتحريض ضدّ الجيش..

***

لم تكن بداية الحراك في بادئ الأمر سوى مطالب صادقة حقيقية مشتركة عند كل المواطنين. إلتحم الشمال بالجنوب، الشرق بالغرب تحت راية مطلبية واحدة ولكن ماذا حصل ولماذا تبدلت الصورة؟

ككل حراك عفوي، نرى محاولة رجال الساسة إستثماره لمآرب ضيقة وغايات في نفس يعقوب غير أن ما حصل بهذا الحراك تخطى الإستثمار ليتحول الى سرقة موصوفة ليس فقط للحراك بل لغايته وأسلوبه وحتى روحيته.

لم يكن يخفي على أي مواطن أن قطع الطرقات في المنطقة الممتدّة من البترون الى سن الفيل مختلفة بالأسلوب عن ما جرى في باقي المناطق اللبنانية ليصل الى التعارض الفاضح مع ما يجري في رياض الصلح، معقل الإنتفاضة الصادقة.

في المنطقة المذكورة أعلاه، جرى تسكير الطرقات بشكلٍ مشبوه، فالتسكير لم يقتصر على المناطق الرئيسية بل طال الفروع كغزير، عقيبة، طبرجا في حين أن التسكير في باقي المناطق طال فقط المدن الرئيسية.

هنا بدأت علامات الإستفهام على ما يقوم به سمير جعجع من إنقلاب على الشرعية لذا لا بدّ من التذكير أن الشرعية لم تكن سوى عدو سمير التاريخي فكيف اليوم وهي متمثلة بالرئيس عون؟

هذا الأسلوب بقطع الطرقات لم يكن سوى إنذار من قائد القوات الذي بدأ بالتصعيد تدريجيًا.

بدأ أولًا بنقل الحراك من الزوق الى نهر الكلب حيث أكد المعتصمون أن لنهر الكلب رمزية. لإنعاش الذاكرة، نهر الكلب كان الحدّ الفاصل بين منطقة نفوذ ميليشيا القوات والمنطقة المحررة منها وتحت حماية الشرعية.

للتأكيد على نواياه المشبوهة، قام سمير عبر شبابه ببناء جدار إسمنتي تحت النفق ليعيد الذاكرة إلى مرحلة ظنّ الجميع أنها ولّت الى غير رجعة.

اذًا تمكن جعجع من شلّ المنطقة المذكورة، (الشرقية بحسب إعتقاده)، من ثم بدأ إنعاش ذاكرة الحرب الأليمة ولم يبقى أمامه سوى إحداث شرخ بين الجيش الشرعي والشعب…

هذا ما قام به البارحة، فبدأ شبابه برفض فتح الطرقات ومحاولة معاندة الجيش فوقعت مناوشات طبيعية تم تضخيمها فقط لحثّ الشعب على كره الجيش…

إذًا مخطط سمير كان أولًا كسر هيبة الجيش ثم إنعاش ذاكرة الحرب وأخيرًا إحداث فجوة بين الجيش الذي يحاول حماية حق التنقل والمواطنين.

لكن ما فات سمير جعجع أن من وضع حدّ لتصرفاته الميليشياوية في الثمانينات هو نفسه من سيحبط مشروعه اليوم.