أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لليوم 29 وأنا استفيق بعيدًا عن عملي… “ثورة الخراب” صباحك دواليب محروقة، ومساؤك شتائم

– أتمنّى القراءة – شربل فرنسيس

***

لليوم التاسع والعشرين وأنا استفيق بعيدًا عن عملي، حيث من المفترض أن أكون خلف لوح خشبيّ أثقّف الأجيال، لوحٍ خشبيّ تعايشت معه لعشرات السنين وأكتشفت أنّه أكثر رقّة من قلبك الأسود الحاقد.

لليوم التاسع والعشرين يستفيق أولادي في حالة موتورة، بسبب وعودك الكاذبة، ومشاهد الحقد الخراب التي تبثها قنواتك العميلة للعهر والبترودولار.

لليوم التاسع والعشرين أستفيق ويستفيق اللبنانيون على وطن أوصاله مقطّعة، بسبب بضعة صبية أشاوس أعدتِ إحياءهم من أقبية النسيان، قرّروا أن يُعطّلوا دورة الحياة، لأنّ من يسيّرهم أحبّ أن يذكّرنا بماضيه الميليشياويّ.

ثورة الخراب، صباحك مرارة، إن كنتِ عاطلة عن العمل، فأنا لست مضطرًّا أن أكون على غرارك، لا هَمَ ولا مسؤوليّة وطنيّة لديّ!!

ثورة الخراب، لا خيرَ ولا بركة فيكِ، قرابة الشهر لم أرَ فيك ضوء أمل، ولا قدرة على تغيير، قرابة شهر وأنت تقطعين شرايين وطني الذي بات ينزفُ قهرًا على شبابٍ تستخدمينهم وقودًا لمخطّطاتك المشبوهة.

ثورة الخراب لا أهلا، ولا سهلاً بك، تجربتنا معكِ قصيرة، لكنّها مريرة، ذكّرتنا بحربِ كنّا نسيناها، وظنّنا أنّ من كان خلفها قد تحضّر قليلاً، لكنه وللأسف ثعلب مُخادع يتزيّا بثوب الرقيّ والحضارة لكنّ روحه لا زالت جاهليّة.

ثورة الخراب… إن كنتِ عاطلة عن العمل، فأنا جهدت كثيرًا في الحياة، وتعبت، وتحمّلت، وأكل الدهر ومصائبه من لحمي قطعًا قطعًا لأصنع ذاتي، وأؤسّس عائلتي، وأعلّم أولادي، فلست مضطرًا أن أخسر ما بنيت بعرق جبيني كرمى لعينيكِ الحاقدتين.

صباح الخير … ثورة الخراب، إن كان فيك خير، فصباحك دواليب محروقة، ومساؤك شتائم ومناظر مُقزّزة مُرعبة، وما بين الصباح والمساء، لعنة وطن تلعبين بمصيره، ومصير شعبه.

فمن ولاّكِ علينا ؟ ومن أعطاك الحقّ أن تتكلّمي باسمنا، وكيف لكِ أن تُنقذينا من براثن الفاسدين، وأنتِ تصوّبين سهامك يمنة ويسارًا وعلى الجميع إلاّ على الفاسد الحقيقي، وتقطعين الطريق على المواطن العادي، وتفتحينه على الفاتح الفاسد لأنّه “تاج راسك”، وتعديننا بالربيع الموعود وأنت تُعطّلين الدورة الإقتصادية، وتستنزفين ما تبقى من قدرة إنتاجية ، وتبنين الحوائط بيننا بدلاً من إزالتها.

ثورة الخراب … عسلك علقم، وآمالك وعود كاذبة. ماضيك أسود، وحاضرك مجهولٌ مُرعب، وغدُك مستقبل بائد.

ثورة الخراب من قال أنّه مُرحّب بك معنا وبيننا؟! أنت لستِ سوى عجوز شمطاء، فقدت حياءها وحيويتها، وشاخت وهي في عزّ شبابها!!

ثورة الخراب كم أتمنّى ألاّ أستفيق غدًا وأتصبّح بوجهك الفرزدقيّ المُرعب….

فلا أهلاً ولا سهلاً بك ، دعينا وشأننا ما نحن فيه أرحم من أنيابك الفتّاكة، وبراثنك الغدّارة….

ثورة الخراب أخاف منك، وأخشاك، فانت هجينة لقيطة لا أب لك ولا أم، ولا أحد يتجرّأ أن يتبناك، فكيف يمكن ان اتعامل معك وانت غريبة عن نسيجي الوطني؟

صباح الخير … ثورة الخراب، إن كان فيك خير!!!!