أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


العونيون.. صراعُ أبناء الشمس مع خفافيش الظلام (أمين أبوراشد)

– إيمان العونيين بالمطالب لن ينزلهم الى ساحات فيها لهجة سورية أو فلسطينية مشبوهة

***

ربما كان على العونيين وأنصار التيار الوطني الحر، أن يستجيبوا لطلب قائدهم ومُلهِمهم فخامة الرئيس ميشال عون، في مسألة توحيد ساحات الحِراك الشعبي، خاصة أنهم هُم من أسَّسوا ومنذ سنوات للصرخة الشعبية في التغيير والإصلاح ومكافحة الفساد وهدم الهيكل على رؤوس التُجَّار، لكن للأسف، هذا الحراك المطلبي الصادق قد امتطته بعد اليوم الثالث، مجموعة خفافيش ظلام لتشرذمه الى حراكات مشبوهة، ولم يتسنَّ لغاية الآن لهؤلاء الآلاف من المُشاركين في الإعتصامات، معرفة من يُديرهُم ومَن يُموِّلهم ومَن يخترع لهم كل يومٍ أجندة جديدة، ووجد العونيون أنفسهم غير معنيين بكل التحركات والحركات التي تُثير الريبة، ولا تُشرِّفهم المُشاركة مع الذين حوَّلوا المواطنين اللبنانيين المقهورين وقوداً للعصيان الذي تُديره سفارات، وتُغدِق عليه أحزاب عميلة ما يتوفَّر لديها من قُطَّاع طرق وزعران.

أيها الحراكيون الأوادم، وحرصاً منا على احترام نقائكم وحقوقكم المُقدَّسة التي يُطالب بها فخامة الرئيس عون منذ بدايات مسيرته الوطنية، من قصر الشعب الى باريس الى الرابية ثم الى قصر الشعب مجدداً، حقنا عليكم انتشالكم من براثن الخفافيش، كي لا يغدو دوركم في الحراك أشبه بِدُمى مُتحرِّكة، وواجبنا لوجه الله ولمصلحة الشعب اللبنانيي مواجهتكم تحت الشمس، لإنتشال بعضكم من زواريب العتمة ودهاليز الغرف السوداء الأميركية – الخليجية – الداخلية التي أهدافها تُنفِّذون من حيث لا تدرُون ونقول:

نرى ضرورة إنهاء جدلية العبارة الممجوجة ” كلُّن يعني كلُّن”، التي ما زالت تتردد على ألسُن بعض المتظاهرين في الساحات، لأنها إذا كانت تعني المطالبة برحيل “كلُّن” فهي تعني الجهل المطبق بطبيعة النظام السياسي اللبناني، والديموقراطية الطائفية التوافقية التي تجعل من الفراغ الدستوري كارثة وطنية، لأن اللبنانيين سوف يجدون أنفسهم أمام حتمية عقد “مؤتمر تأسيسي” في بلد الثمانية عشر طائفة، وسوف يستغرق التوافق على الحاضرين فيه أكثر من سنة، وتستغرق فيه النقاشات الدستورية والميثاقية سنوات وينتهي بحرب أهلية وخارطة فيدراليات ترسم حدودها الدماء.

وإذا كانت عبارة “كلُّن يعني كلُّن” تعني أن الكل تتطالهم تهمة الفساد، فليتحرك القضاء ويقوم بواجبه، أما أن نقبل باستمرار هذه الغوغائية التي اخترقت هذا الحراك الشعبي المطلبي الذي نحترم، فليسمَح لنا صبيان السفارات أن نرفض تعميم رمي الحرام على الناس، ومن حقنا كعونيين وتيار وطني حر أن نقول لهم “فشرتم”.

رِهان بعض اللبنانيين على السفارات لعرقلة مسيرة حُكم الرئيس عون في بناء دولة واضح منذ بدايات عهده، وهُم أنفسهم من راهنوا حتى على شياطين داعش والنصرة منذ العام 2011 لضرب المقاومة في لبنان، لذلك نجد أنه من الطبيعي أن يستمر المتآمرون بالتآمر بعد فشل رهاناتهم الإقليمية في تنفيذ ما هو مرسوم من أسيادهم، وبات ميشال عون هو الهدف بصفته حليف حزب الله، وهو الذي يحمل هموم الحفاظ على وحدة الوطن وعلى الجمهورية وليس على كرسي رئاسة الجمهورية، ولن ننسى زحف التكفيريين الذين كانوا يُهدِّدون برفع الراية السوداء العائدة لما كانت تُسمَّى دولة الخلافة على مداخل قصر بعبدا.

أما وقد تحققت أهداف العونيين، وسلكت غالبية الأحزاب الطريق في تطبيق قوانين مكافحة الفساد قبل إقرارها من المجلس النيابي، وبوجود مجلس قضاء أعلى من خيرة الشرفاء، وبانتظار التوافق على تشكيلة حكومية قبل إستشارات التكليف، منعاً لتمادي أي رئيس حكومة مُكلَّف بِتَرف الوقت في التأليف، فإن العونيين يرون أنفسهم غرباء عن بعض الساحات التي تُناقض ثقافتهم، رغم إيمانهم بعدالة الحقوق المطلبية جميعها، لكنهم يرفضون أن يكونوا شهوداً على “الثورة المخطوفة”، وعلى الحراك الذي امتطته عفاريت غير منظورة لا علاقة لها بوجع المظلومين ودمعة المقهورين، ولن ينزِل العونيون الى ساحات يسمعون فيها لهجة سورية أو فلسطينية في مشاركة مشبوهة، ولن ينزلوا الى حيث “كركرة الأراغيل” والدبكة والرقص وتعاطي المخدرات، ولن ينزلوا لقطع الطرقات لأنهم أبناء مدرسة الجيش اللبناني وليسوا تربية ميليشيات، وأخيراً وليس آخراً، لا يستطيع العونيون الإندماج في بعض الحراكات المشبوهة، التي عجزت لغاية الآن عن تشكيل لجنة موحَّدة تدِير التحركات المطلبية المُحِقَّة في ساحات الوطن وتحت الشمس، لأن العونيين أبناء الساحات الوطنية الجامعة وليسوا أبناء الزواريب المذهبية والحزبية المُظلِمة التي تُعشِّش فيها خفافيش العمالة