أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن أغلب الشعب السوري يدعم حكومته، ولهذا السبب ما زلنا هنا منذ 9 سنوات، رغم كل هذا العدوان من الغرب والبترودولارات في المنطقة العربية، موضحاً أن الشعب السوري يعرف القصة برمتها ويعرف أين تكمن مصلحته.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم الدولية» بثت أمس، شدد الرئيس الأسد على أن الاستقرار الذي نعيشه اليوم هو نتيجة تضحيات أكثر من 100 ألف جندي سوري استشهدوا أو جرحوا، وقال: «خسرنا العديد من الأرواح، ناهيك عن الآلاف وربما عشرات آلاف من المدنيين أو الأبرياء الذين قتلوا بسبب قذائف الهاون، أو عبر الإعدامات، أو خطفوا وقتلوا لاحقاً أو اختفوا، وأُسرهم مازالت تنتظرهم حتى الآن».
وأوضح الرئيس الأسد أن اتهامات الكيميائي لم تكن أكثر من مزاعم ومن تحدث عن حصولها ينبغي عليه إثبات روايته، وأن يقدم الأدلة وخصوصاً أن منظمة «الخوذ البيضاء» التي فبركت المسرحيات هي أحد فروع «جبهة النصرة» الإرهابية.
الرئيس الأسد أكد أن روسيا تساعد سورية في مكافحة الإرهاب لأنها تدافع عن شعبها، فالإرهاب وإيديولوجيته لا حدود لهما، ولا يعترفان بالحدود السياسية، والعالم اليوم بات ساحة واحدة للإرهاب، كما أن روسيا تتبنى وتطبق القانون الدولي انسجاماً مع مصالحها القومية ومصالح شعبها ومع الاستقرار العالمي، وأيضاً مع مصلحة سورية والاستقرار فيها.
وبيّن الرئيس الأسد أن تنظيم القاعدة الإرهابي هو وكيل الولايات المتحدة ضد الحكومة السورية، وضد الحكومة الروسية والحكومة الإيرانية، مجدداً التأكيد على أن النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية انتهت صلاحيته، ولم يعد العالم ذو القطب الواحد صالحاً للعمل.
وأكد الرئيس الأسد أن الإسرائيليين هم أعداء سورية ويحتلون أرضها وعلاقتهم مباشرة بالإرهابيين، وفي كل مرة كان الجيش السوري يحقق تقدماً ضد إرهابيي «جبهة النصرة» في الجنوب كانت إسرائيل تقصف القوات السورية، فالصلة واضحة جداً وهناك تلازم بين العمليات الإسرائيلية وعمليات الإرهابيين.
وحول الإطار الزمني لاستعادة إدلب أكد سيادته أن الأمر عسكرياً لن يستغرق طويلاً إذا بدأنا بتحرير إدلب، لكن ما نفعله، أو مخططنا، هو أن نعطي الفرصة للمدنيين للمغادرة، وهذا ما يحدث، موضحاً بأن العملية السياسية ما تزال عملية «سوتشي» ولا يهم أين تُعقد الاجتماعات، أو أين تبدأ المفاوضات، فهي في كل الأحوال «سوتشي».
وبيّن الرئيس الأسد أن القطاع العام هو الذي حمى الاقتصاد في سورية، ولولا القطاع العام، لما تمكنا من تجاوز هذه الحرب، مؤكداً أن السوريين يستطيعون بناء بلدهم تدريجياً، مجدداً التذكير بموقف سورية بأن بلداناً صديقة مثل الصين وروسيا وإيران ستكون لها الأولوية في إعادة الإعمار، ولن تكون هناك مساعدة لأي بلد في المجال الأمني في حين يعمل ضد سورية في كل النواحي الاقتصادية، والأمنية، والسياسية.
-الوطن السورية-