أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الحريري: لن اكون رئيس حكومة الآخرين

بحسب ما سمعه المحيطون به، يقول الرئيس سعد الحريري: «لن اكون رئيس حكومة الآخرين». عبارة مقتضبة مكمّلة لما ثابر على الاصرار عليه منذ استقالته في 29 تشرين الاول، وهو رفضه ترؤس حكومة على صورة الحكومة المستقيلة التي فيها سياسيون، وفيها تكنوقراط ينتمي معظمهم الى الكتل الرئيسية للوزراء السياسيين، من غير ان يكون في وسع احد تمييز الوزير السياسي عن الوزير التكنوقراطي في هذه الكتلة او تلك، سوى في التجرؤ والنبرة والصلاحية المنوطة به للتعبير عن موقف سياسي. بذلك يمسي هؤلاء على صورة اولئك بلا اي تفريق.

على نحو كهذا، فإن حكومة جديدة مختلطة وفق ما يتمسك به حزب الله، تعني إخراج الحكومة المستقيلة من القبر وبعث الروح فيها، كأن ما حدث منذ 17 تشرين الاول لم يقع ابداً. الامر الذي يرفض الحريري تجاهله، وكذلك إظهار اي استعداد للتساهل بإزاء تأليف حكومة مختلطة يتوقع ان تسقط بعد اشهر قليلة، على صورة حكومته المستقيلة. بفضل الوزراء العائدين – وبينهم «عناوين كراهية» رسمها الحراك الشعبي – او نظرائهم لدى كتلهم، لن يخرج الناس من الشارع وسيتعذّر عليه تحقيق اي انجاز. اكثر من ذلك، لا يكتم الرجل توجّسه من انهيار يقع ليس في ظل حكومة كهذه، بل في ظله هو بالذات، وفقا لما سمعه المحيطون بالحريري.

خلافاً لما يقول به حزب الله، لا يريد الحريري في حكومة يترأسها طرازاً من «الضِباع» التي ابصرها، ليس في حكومته المستقيلة فحسب، بل في معظم الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الدوحة عام 2008. ليس هؤلاء «الضِباع» – اذا كان لا بد من تمييزهم عن وزراء ودعاء غالباً ما يوصف به التكنوقراط – إلا تجسيداً لموازين قوى يصر عليها حزب الله وتؤيده حتماً حركة امل، تمثل الغطاء السياسي لحكومة لم تعد تستمد منذ ذلك الاتفاق شرعيتها سوى من هذه الموازين حصراً.

-الأخبار-