أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الخليج: أردوغان يستخدم سوريا لتحقيق أطماعه العثمانية

أشارت صحيفة “الخليج” الاماراتية الى أنه “في عالم السياسة يتصرف بعض الزعماء بنوازع شخصية عدوانية تتجاوز المصالح والقيم الأخلاقية التي يجب أن تتوفر في حدها الأدنى في الممارسة كي تحظى ببعض المصداقية، ثم إن هؤلاء لا يعدمون وسيلة مهما بلغت من السوء والخروج على المألوف والأخلاق والقانون من أجل تحقيق مصالحهم”.

وأضافت: “عندما نقف أمام شخصية مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإننا نجد أنفسنا أمام شخصية إشكالية معبأة بالأحلام الإمبراطورية ومأخوذة بتاريخ فيه من السلبيات أكثر مما فيه من الإيجابيات، ويحاول استعادته لتطبيقه على الحاضر رغم ما فيه من مثالب وخطايا بحق كل شعوب المنطقة”، مشيرة الى أن “الرئيس التركي يستخدم حالياً سوريا مخلب قط لتحقيق أطماعه العثمانية ولا يعدم وسيلة لاستخدامها، ويحاول اللعب على كل الحبال واستغلال كل التناقضات مع الحلفاء والخصوم للوصول إلى هدفه”، مضيفة: “مرة يبرر غزو شمال سوريا بمحاربة الإرهاب، وهو لا يقصد تنظيم “داعش” الإرهابي، ونظيره تنظيم جبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي ترعاها أنقرة، وتستخدمها في غزواتها، إنما يقصد الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية قسد، ومرة يدعي أنه يريد إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، من أجل توطين أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا، ويبرم اتفاقات مع كل من روسيا والولايات المتحدة من أجل ذلك، ثم يفاجئنا بموقف آخر عندما يعلن من المجر، أن بلاده ستفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا ما لم تحصل تركيا على الدعم المالي الكافي من الاتحاد الأوروبي”.

وتساءل “ماذا يريد أردوغان هل يريد إقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، أم يريد تصديرهم إلى أوروبا؟”، مضيفة: “لا شك أنه يستخدم اللاجئين السوريين في أسوأ عملية ابتزاز للحصول على ما يريد من دعم مالي”، مؤكدة أن “أردوغان حول اللاجئين إلى وسيلة ارتزاق وكأنهم سبايا يتصرف بهم كما يشاء على شاكلة الحريم في بلاط سلاطين بني عثمان”.

وشددت الصحيفة على أن “أردوغان يريد منطقة آمنة، ويريد الهبات المجانية من الدول الأوروبية، ويمارس السمسرة مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران، لكنه يرفض إعادة اللاجئين إلى بلادهم حيث باتت معظم مناطقهم آمنة باستثناء المناطق التي تخضع للسيطرة العسكرية التركية المباشرة، أو لعملائها من التنظيمات المسلحة الأخرى، ومعظمها من المرتزقة الذين شكلت لهم مؤخراً جيشاً أسمته الجيش الوطني السوري، كي يقوم بالمهام القذرة في شمال وشمال شرق سوريا نيابة عن الجيش التركي”، مضيفة: “كان أردوغان قد قبض من دول الاتحاد الأوروبي نحو ثلاثة مليارات يورو لمساعدته في إيواء اللاجئين السوريين، لكنه وجد الآن أن هذا المبلغ لم يساعده في مواجهة الأزمة الاقتصادية التركية، فعاد يهدد بفتح أبواب بلاده أمامهم للحصول على أكثر من ثلاثة مليارات أخرى”، معتبرة أننا “أمام رئيس يمارس تجارة البشر على المكشوف، وكأنهم في سوق للنخاسة، في أبشع عملية ابتزاز”.

-الخليج-